عيسى الصباغ
الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 16:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تعد نظرية المؤامرة ضربا من الخيال ، أو هوسا نفسيا - كما يحلو لبعضهم أن يصفها ، كما أن خيوطها لم تعد تحاك في الغرف المقفلة أوفي اللقاءات الشخصية في عطل نهاية الاسبوع أو حول موائد عشاء العمل ، فقد أصبح هذا النوع من التآمر المبني على أحقاد عنصرية ودينية وتاريخية مكشوفا للعيان بلا وجل ولا خجل ، وتتناوله ألسنة المسؤولين الامريكان في خطاباتهم وتغريداتهم وبرتوكولاتهم الدبلوماسية وعلى مواقع الاتصال الاجتماعي فضلا عن الاجتماعات ذات الطابع الرسمي .
نشر الرئيس الامريكي ترامب ثلاثة مقاطع فيديو تحريضية ضد المسلمين منقولة عن جماعة بريطانية يمينية متطرفة. إذ عُرف عن هذا الرئيس عداؤه المعلن للإسلام والمسلمين ،وكان مايكل فلين مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الامريكي قد وصف الإسلام "بالسرطان الخبيث"، في خطاب ألقاه في تجمع ديني في ولاية ماساشوستس. وقال "الإسلام سرطان خبيث في جسد 1.7 مليون وسبعمئة شخص على وجه هذه الأرض، وعلينا استئصاله" وفي خطاب لـ " نيكي هيلي سفيرة ترامب في الامم المتحدة بذلت فيه جهدا استثنائيا حاولت فيه تشويه صورة الاسلام وتزوير تاريخه ، وهاجمت الرسول صلى الله عليه وسلم علما انها من أصول هندية ووالداها من السيخ . وفي زمن ولاية أوباما كشفت مجلة "وايرد" الأمريكية أنَّ أحد الضباط الكبار بالجيش الأمريكي درَّب جنوده على كيفية الإبادة الجماعية للمسلمين،وقالت المجلة: إنَّ عرضًا لكلية القيادة والأركان المشتركة في نورفولك بولاية فيرجينيا الأمريكية بيّن خطة "للحرب الشاملة" على المسلمين كما شرحها هذا الضابط الكبير وهو برتبة عقيد . ونشرت مجلة "النيوزويك" عام 2005 تقريرا حول انتهاك المحققين الأمريكيين في جوانتانامو، لقدسية القرآن الكريم مما أثار سخطا شعبيا لم تتوقعه المجلة . ونشر موقع عربي 21 تقريرا أوضح فيه ما يواجهه المسلمون في أمريكا من العنف والتمييز والمضايقات وصلت إلى ارتكاب جرائم كراهية متمثلة بالقتل والسلب، نتيجة الحملة الاعلامية المسيّسة ضد الاسلام ، فضلا عن تصريحات دونالد ترامب وتغريداته المعادية للإسلام. ويبقى هناك جملة من أسئلة : ما الدوافع وراء هذه الحملة الظالمة على الاسلام والمسلمين ؟ أصليبة جديدة ؟ أم استعمار جديد ؟ أم هناك خوف من تدفق إسلامي يكتسح أوربا ؟ أم إن
هذا كله ؟
#عيسى_الصباغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟