هل هناك أحزاب عراقية؟؟

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

الحوار المتمدن-العدد: 5727 - 2017 / 12 / 14 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد أثبتت وقائع الأحداث بأن لا وجود لأحزاب عراقية.. ما موجود هو مجرد مسميات (حزبية شكلية) أما في جوهرها، فهي عبارة عن [عصبيات بدائية].. أي أنها، تعبيرات عصبوية عن مكونات طائفية وإثنية موجودة في الواقع الاجتماعي العراقي، تجمعت في مكان واحد(اعتبرته مقراً) ورفعت على واجهته لافتة لاسم حزب سياسي!.

فليس لهذه [الأحزاب/العصبوية] برامج سياسية ولا حلول اقتصادية ولا خطط لدمج المجتمع وتنميته في إطار الوطنية والمواطنة العراقية، ما موجود عندها من برامج سياسيه وأنظمه داخليه هي مجرد تسميات لإكمال (الديكور الشكلي للحزب السياسي) وليست برامج حقيقية، معدة للتطبيق الفعلي في واقع عراق (المحاصصات العظمى) .

ومن النادر جداً أن تجد من بين هذه الأحزاب، من يمثل العراق بكل طوائفه واثنياته ومكوناته الاجتماعية والدينية والمذهبية.. قد تجد مثل هذه (الحالة الوطنية) موجودة عند الأحزاب العراقية القديمة، المتجاوزة للولاءات الدينية والإثنية كالأحزاب الشيوعية والقومية واليسارية عموماً!.
لكن عندما تدخل مقرات هذه الأحزاب ــ إن وجدت لبعضها مقرات ــ تجدها خاوية على عروشها، وفاقدة لحرارة والمبادئ وفاعلية الدور الاجتماعي والسياسي الوطني، وخالية من الشباب، ومليئة بكبار السن ـ وكأنها دور اجتماعيه للعجزة والمسنين ـ الذين يجترون حكاياتهم وذكرياتهم وبطولاتهم القديمة، كالعجائز اللواتي ذهب شبابهن وجمالهن ولم يتبق لديهن إلا الذكريات والحسرات!!

أما [أحزاب التحرير الأمريكي!!!] الدينية المتأسلمة وبشقيها الشيعي والسني فعلى العكس منها، فمقراتها متلألئة وعامرة بالشباب وبالإمكانيات المادية والبشرية والديكورات الساحرة.. لكن حينما تدخل مقرتها تجدها صوره أخرى لطقوسها المذهبية!.
تجد الأحزاب الشيعية منها وكأنها صورة أخرى للمآتم الحسينية!!
وتجد السنية منها وكأنها (تكية للدروشة) ووجه آخر للتصوف!!
وتجد الطرفيين يتمتمان ويبسملان ويصطنعان الإيمان والتقوى والخشوع أمام الآخرين!.

لكن الطرفين في حقيقتهما [تكفيريون ومليشياويونٍ] ومغتصبون للسلطة وللناس وللحقوق، وهم فساد كالتتار الأتراك ((مستحلون للدماء والأموال والفروج)) كما يصفهم المقدسي!!
فأيُ جيل من أجيال العراق القادمة، سيستطيع إصلاح هذا العور التاريخي والأخلاقي والقيمي في العراق!!
" عسى وأن ولعلما" .. للنتظر ونر؟؟؟
[email protected]

#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات