|
البيت الفلسطيني يتسع للجميع .. لكن
نضال حمد
الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:51
المحور:
القضية الفلسطينية
كنا نظن أن الذين تمت هزيمتهم بالانتخابات الشرعية الفلسطينية للمجلس التشريعي الفلسطيني المنبثق عن عملية اوسلو وما تلاها من تطورات جعلت المعارضة الفلسطينية باستثناء حركة الجهاد الإسلامي تدخل الدوامة القانونية والسلطوية اليومية ، قد ذهبوا كما جاءوا .. لكن ظننا لم يكن في محله ، فها هو الطيب عبد الرحيم أمين عام رئاسة السلطة الفلسطينية في أزمنة أوسلو الفتحاوية. يشن هجوما عنيفا على حركة حماس وبالذات على شخص إسماعيل هنية المرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية
يقول الطيب عبد الرحيم أن هنية أطلق تصريحات قال فيها أن " أحد مسئولي السلطة يكلف خزينة الدولة 200 ألف دولار شهرياً".
هذا التصريح المنسوب لهنية والذي رفضه الأخير ولم يعترف به أثار ثائرة السيد عبد الرحيم واتهم حماس بكل التهم التي توفرت له عند إلقاء خطبته على الصحافيين. فقال عن تصريحات هنية بأنها غير مسئولة واتهم حماس بتشويه الأمور بشكل متعمد ومدروس. وأضاف ان حماس تتجنى ..
مجنون يحكي وعاقل يسمع .. أبعد كل تلك الفضائح التي يعرفها كل صغير وكبير في فلسطين والعالمين يعقل أن يطلق الطيب عبد الرحيم مثل تلك التصريحات الطنانة والرنانة. وهو كاتب ويعرف المثل العربي الذي يقول " إذا بليتم فاستتروا". ويعرف كذلك القول الذي معناه، إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي بيوت الآخرين بالحجارة.
بصراحة مثل هذه التصريحات يجب ان لا تخرج من حركة فتح التي بيتها من زجاج وهي بالأصل ليست بحاجة لفتح ملفاتها من أي شخص كان. فسجل الفضائح والسرقات والاحتيالات والسطو على أموال فلسطين كبير وطويل جدا قبل وبعد وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات. ومع احترامنا للسيد الطيب عبد الرحيم فهو واحد من الذين استفادوا من أموال منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية فيما بعد.
وأكاد شخصيا لا أعرف من الفتحاويين والسلطويين من لم يستفد من أموال المنظمة والسلطة والشعب. طبعا هناك فرق بين المستفيد وبين اللص والتاجر والمقاول والعميل، وهؤلاء كلهم كانوا في موقع القرار السلطوي. ولا أدري كيف سيشرح لنا الطيب عبد الرحيم عن السرقات والاحتيالات والسطو والسلب والأعمال غير المشروعة التي مارسها الكثيرين من قادة السلطة والمنظمة وفتح بالذات. من تجارة الاسمنت والمساعدة في بناء الجدار والمستوطنات الى الإتاوات والضرائب على المعابر والرشاوى ..الخ.
لا ندري كذلك كيف سيشرح الطيب عبد الرحيم ، ابن الشاعر الشهيد، الفدائي،المجاهد القسامي ، بطل معركة الشجرة ، الشهيد الشاعر عبد الرحيم محمود، الذي انشد يوما :
سأحمل روحي على راحتي .. وأمضي بها في مهاوي الردى فاما حياة تسر الصديق واما ممات يغيظ العدى..
كيف سيشرح للفلسطينيين حكاية اللغز محمد رشيد ،خالد سلام الذي جاء به المرحوم ياسر عرفات، كأنه وجده في بئر وأخرجه منه وجعله وزير ماله واقتصاده.. وهكذا بعد أن كان رشيد فقيرا معدما مثل غالبية وزراء السلطة الفلسطينية. صار بقدرة قادر من التجار الكبار والأغنياء في بلد المستوزرين والمتنفذين. وأكثر من ذلك أصبح خالد سلام شريكا في التجارة مع سها الطويل زوجة المرحوم عرفات ومع وزراء وقادة أمن في السلطة وفتح. وبعد موت عرفات اختفى سلام أو رشيد من وسائل الإعلام،وهناك من يقول انه يعيش في كندا بثروة تكفيه هو وأحفاد أحفاده حتى أبد الآبدين. وهو أيضا شريك مع عقيد في الأمن الوقائي ومع ابن شارون في ملكية جزيرة سياحية يونانية صغيرة ، شراكة في شركة واحدة أنجبتها عملية سلام الشجعان. .
نحن أيضا بشوق لسماع رأي الطيب عبد الرحيم بالفاتورة الشهرية لهاتف احد الوزراء في السلطة والتي بلغت عشرات آلاف الدولارات. هذا قليل من كثير في مسيرة حركة فتح التي ساهم هؤلاء اللصوص في تشويهها وتقزيمها وهزيمتها بعد أكثر من 40 سنة في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد أن قدمت عشرات آلاف الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين لأجل تحرير فلسطين.
نقول للسيد الطيب عبد الرحيم انه ليس من الجميل كذلك أن يفتح هو سجلات حماس بينما لا يريد من الأخيرة فتح ملف حركته. ولا يليق به أن يطلق مثل هذه العبارات : " حركة حماس قد دأبت في صفحاتها على الانترنت وفي نشراتها وصحفها إلى التشويه المتعمد والمدروس والتجني بلا مسئولية للمتاجرة بمعاناة شعبنا". وليس من العقلاني كذلك أن يقول الطيب بدون رحمة " تصريحات حماس لا تساعد إطلاقاً على التعاون في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها قضيتنا وشعبنا وهو ما يريده بعض قيادات حماس". هذا تهديد من قبل الطيب ، تهديد مبطن لحماس وكأن تشكيل الحكومة الفلسطينية ضرورة حماسية قبل ان يكون ضرورة وطنية ومصيرية.
نذكر الأخ الطيب عبد الرحيم بأن حركة حماس وهي الآن اكبر أحزاب أو فصائل الأراضي الفلسطينية المحتلة وهذا ما أكدته الانتخابات التشريعية في الضفة والقطاع التي جرت بشكل ديمقراطي سليم وواضح وصحيح. وأن هذه الحركة على الأقل لا يوجد عليها شبهات او تهم بالفساد والعبث بالمال العام، بعكس حال حركة فتح التي تعاني من الترهل والخراب والفساد والخلافات الداخلية والصراعات القيادية وفقدان الرؤية والبرنامج والوسيلة. حيث للأسف ضاعت الوجوه الجيدة والصالحة والنظيفة في فتح ، بسبب هيمنة نهج الفساد والخراب على الحركة منذ عادت قيادتها إلى جزء من فلسطين عبر بوابة اوسلو. ومنذ برزت الوجوه الأوسلوية الشابة التي تلاقت مع الوجوه القديمة البائسة في مصالح مرحلية مشتركة.
في الختام نقول لفتح التي عرفت في السابق كيف تتعامل مع الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية أن فتح هي المسئول الأول والأخير عن تدمير وتغييب وتسخيف مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومن ثم تحويلها إلى شاهد زور أو شاهد لا يرى أي حاجة. وإذا كانت فتح تريد الآن إعادة إحياء دور المنظمة من جديد وسد الطريق على منافستها في ذلك حماس ، عليها أولا إعادة تقييم تجربتها ودراسة سنوات النضال الوطني الفتحاوي الذي كان. ومن ثم العودة الى الشرعية الفلسطينية المتمثلة بالشعب الفلسطيني الذي أنجب فتح وحماس والجهاد وكافة الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية داخل وخارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
#نضال_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حماس كسبت الشعب وتخطت أول امتحان
-
مخيم عين الحلوة ... جمل المحامل
-
شعب فلسطين في الضفة والقطاع يحررهما من الفساد والظلام .. فمت
...
-
وداعاً سنة 2005 ، سلاماً سمير 2006
-
مؤسسات ( م ت ف) بين - الأوسلة- و -العبسلة- ...
-
مات الملك عاش الملك
-
كارين لينستاد مناصرة لفلسطين أم عميلة للموساد ؟
-
وداعاً سوزان سونتاج
-
ليس دفاعا عن نايف حواتمة
-
ريم بنا وكاري بريمنيس
-
الفنان سامي حواط يحط رحاله في اوسلو
-
نون ، ألف ، باء ، لام و سين .. نابلس جبل نار فلسطين
-
كأس النرويج
-
عار في غزة
-
نم يا محمد
-
لم يعد لارسن صديقاً...
-
عائلة كورنيف اليهودية
-
مارلون براندو ،محامي للهنود وملعون من اليهود
-
في ذكري غسان كنفاني : أين أم سعد؟
-
سُلطة فلسطينية ، طبخة مقلوبة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|