|
القدس - نظرة تاريخية
سيف عطية
(Saif Ataya)
الحوار المتمدن-العدد: 5727 - 2017 / 12 / 14 - 11:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
القدس-نظرة تاريخية
القدس مدينة تاريخية لها مسميات عديدة باللغة العربية مثل بيت المقدس، القدس الشريف، وأولى القبلتين، وتسميها إسرائيل رسمياً أورشليم. ان أول من بنى القدس هم اليبوسيون. وهم قبيلة كنعانية وهم من العرب المهاجرين وشعب من الشعوب السامية التي نزحت أصلا من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام في حوالي الألف الثالث ق.م. ولقد اسس مدينة القدس ملكهم "ملكي صادق" وكان اول اسم لها هو "يبوس" نسبة إلى اليبوسيين وسميت أيضا باسم الاله "شاليم" ويعني إله السلام وفيما بعد تحور اسمها إلى "أورشالم" أي "مدينة السلام". حكم اليبوسيون مملكتهم الصغيرة بسلام ولمدة طويلة حتى القرن الثاني عشر ق.م، عندما استولى عليها بني إسرائيل بقيادة نبي الله داود عليه السلام وأدت نتائجها الى كارثة انسانية تسببت في طرد اهلها الاصليين اليبوسيون. أما اليبوسيون فقد تشتت شعبهم في ارجاء المعمورة في ارض الشام واختفى ذكرهم في التاريخ كما ورد في التوراة في سفر القضاة الاصحاح الأول21 تاريخ الشام.
وأصبحت القدس " أورشايم " بالنسبة لليهود أقدس مدينة بعد أن فتحها النبي والملك داود كعاصمة مملكة إسرائيل. ثم تلاه ابنه النبي والملك سليمان عليه السلام حيث بنى أول هيكل فيها، كما ذكر في التوراة. وبعد موت النبي سليمان عليه السلام انقسم ملك المملكة إلى دولتين: يهوذا وعاصمتها أور شالم وإسرائيل وعاصمتها شليم نابلس. وخلال هذه الفترة عبد العبرانيون الأوثان، و ساهموا بقتل الأنبياء حتى وقعت تحت سيطرة الآشوريين "العراق" فقضوا على مملكة إسرائيل. وكذلك قضى البابليون على مملكة يهوذا ودمروا الهيكل "السبي البابلي الاول والثاني".ثم جاء الفرس فضموا هذة المنطقة إلى ملكهم وسمحوا للعبرانيين بالعودة إلى بيت المقدس اذا شاؤا. حتى غزاها الرومان ودمروا المدينة تدميرا كاملا وأحرقوا الهيكل وبنوا مدينتهم الجديدة التي اطلق عليها "إيلياء" أي بيت الله. وبعد رسالة سيدنا المسيح عليه السلام ازداد اليهود المعارضين لدعوته المباركة وتحريضهم للرومان بقتل السيد المسيح مما أدى الى صلبه او ماشبه لهم حوالي سنة 30 للميلاد على يد الرومان الغزاة. وأصبحت القدس بعد هذا الحدث التاريخي من اهم المواقع المقدسة عند المسيحيين. وبعد دخول الرومان في النصرانية في القرن الرابع الميلادي طردوا اليهود من المدينة بسبب غدرهم بالمسيح... وبقيت المدينة تحت حكم الرومان حتى فتحها المسلمون في السنة السابعة عشرة للهجرة.
أما قدسية واهمية القدس الشريف عند المسلمين، فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وهو أحد المساجد الشريفة الثلاثة كما وصفها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال "لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا "المسجد النبوي"، والمسجد الأقصى". فكانت قبلة المسلمين الاولى حيث توجه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في صلاته إلى بيت المقدس لفترة سنه ونصف تقريبا ثم حول الله القبلة إلى الكعبة المكرمة فقال تعالى "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولى وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطرا وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون". وقد ورد ذكر المسجد الاقصى الشريف في القرآن الكريم لرحلتي الإسراء والمعراج حيث عرج منه نبي الإسلام محمد (ص) إلى السماء بقوله تعالى في سورة الأسراء: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ البصير" وتضم المدينة القديمة الكثير من المعالم الدينية المقدسة مثل حائط البراق والمسجد الأقصى و كنيسة القيامة، ومسجد قبة الصخرة والمسجد القبلي حتى نشبت الحرب الصليبية واحتلال بيت المقدس سنة 1099 ولفترة طويلة انتهت بتحريرها من الصليبيين عام 1187 بعد معركة حطين على يد القائد صلاح الدين الأيوبي حيث عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود إخوة متحابين... وظلوا على هذه الحال حتى غزو التتارعام 1244، و هُزم التتار بعد اكثر من مئة عام على يد المماليك بقيادة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس في معركة عين جالوت عام 1259، والتي حكمت مصر والشام حتى عام 1517 وفي سنة 1517 دخل العثمانيين فلسطين بعد معركة مرج دابق بقيادة السلطان سليم الأول ، وأصبحت القدس تحت الدولة العثمانية لحوالي 400 سنة حتى سقوطها سنة 1917 بيد قوّات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى واحتلال بريطانيا الأرض المقدسة . وبعد أن أجلت منها غدرت بالعرب وسلمتها لليهود عام 1948.
سقطت القدس بيد الاحتلال الصهيوني في حرب 1967، ومارست اتباع سياسة تهويد القدس وأقيمت الحواجز الاسمنتيّة والأسلاك الشائكة في وسط المدينة وتهويد المناطق التي احتلتها بعد الحرب وبقي الوضع هكذا لحين إيجاد حل سلمي للنزاع. أما المسجد الأقصى وقبة الصخرة فاستمرا خاضعين للأوقاف الإسلامية. وفي 06 ديسمبر/كانون الأول 2017 أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء، اعتراف بلاده بالقدس عاصمة لإسرائيل.
عزيزي القارئ الكريم, بعد هذا السرد التاريخي السريع والمبسّط. السؤال هو: 1. هل القدس صهيونية؟ 2.هل القدس مسيحية؟ 3.هل القدس عربية و اسلامية؟ 4. هل القدس لجميع الاديان السماوية؟ 5. هل القدس مجرد مصالح دنيوية بغطاء ديني من اجل السيطرة ومنافع السلاطين والكهنة؟
12/14/2017 د. سيف عطية
مصادر الخلاف على القدس كعاصمة لإسرائيل عروبة القدس عبر العصور تهويد القدس
#سيف_عطية (هاشتاغ)
Saif_Ataya#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لكم ربكم ولي ربي
-
تحرير وطن
-
الخلافة الإسلامية خرافة!
-
زهرة الشمس
-
إجذروا الحروب الإسلامية بالنيابة
-
تحالف الراعي ونعاجه
-
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
-
الإسلام والرق والعبودية
-
مبروك ياداعش
-
الى رغد ابنة الرئيس
-
مكة المكرمة والمدينة المنورة ولاية إسلامية لا سعودية
-
من هم أعداء الإسلام؟
-
مامعنى شيعة؟
-
إزدواجية العرب
-
الكنيسة الإسلامية
-
دجاج ونعاج
-
الحزب والدين
-
بين الجنة والنار
-
جهاد
-
دين التكفير
المزيد.....
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
-
استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
-
82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|