محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5724 - 2017 / 12 / 11 - 21:42
المحور:
القضية الفلسطينية
تمرد العرب ضد بريطانيا وضد اليهود في ثورة 1937، ثم شكلت بريطانيا ما أسمته – لجنة بيل – لتدارس أسباب التمرد، ثم خلصت إلى ضرورة إنشاء دولتين مستقلتين، وكان التقسيم متحيزا لصالح العرب، حيث عرض البريطانيون 80 بالمئة من الأراضي المتنازع عليها للعرب، و20 بالمئة المتبقية لليهود، قبل اليهود ورفض العرب واستأنفوا العناد.. وبعد أن خرجت بريطانيا من الحرب العالمية الثانية منهكة، أرادت التخلص من عبء قضية الشرق الأوسط، وتمت إحالة الملف على الأمم المتحدة، لتقرر هذه الأخيرة في نوفمبر 1947 إعادة طرح حل الدولتين، لكن هذه المرة، على نحو متساو تقريبا... مرة أخرى يوافق اليهود ويرفض العرب!
لكن هذا الرفض كان عنيفا، حيث انضمت إلى النزاع دول مجاورة أخرى (الأردن والعراق ومصر ولبنان وسوريا)، ورغم ذلك، انتصرت إسرائيل.
سنة 1967، قادت مصر تحالفا آخرا مع سوريا والأردن محاصرين إسرائيل من جميع الجهات في محاولة لتدميرها في حرب الأيام الستة، مرة أخرى يفشل العرب وتنتصر إسرائيل لتضم إلى أراضيها القدس والضفة الغربية وقطاع غزة.
اقترحت إسرائيل على الدول العربية إعادة الضفة الغربية إلى الأردن وغزة لمصر مقابل السلام، لكن جامعة الدول العربية عقدت اجتماعا بالسودان وأصدرت ما كان معروفا باللاءات الثلاث: لا سلام، ولا اعتراف، ولا مفاوضات!
سنة 2000، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك مع رئيس منظمة التحرير الفلسطيني ياسر عرفات في كامب ديفيد لإبرام خطة جديدة للدولتين، وهناك عرض عليه باراك قيام دولة فلسطينية في كل من غزة و94 بالمئة من الضفة الغربية بالإضافة لأن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين مقابل السلام، رفض عرفات العرض، وأطلق الفلسطينيون موجة دموية من التفجيرات الانتحارية التي استهدفت ألف مدني، وردت إسرائيل بقتل ألفي فلسطيني! ثم غادرت إسرائيل غزة من جانبها، لتعطي للفلسطينين سيطرة كاملة عليها، رغم أنها خرجت منتصرة! وبدلا من أن تستغلها فلسطين في إنعاش اقتصادها وبناء مؤسساتها، فقد حولتها إلى قاعدة إرهابية تطلق من خلالها الصواريخ نحو إسرائيل!
سنة 2008، بحث رئيس الوزراء إيهود أولميرت عن سبل أكثر جرأة في إقناع الفلسطينين بالسلام، مقترحا أراض إضافية لصالح فلسطين، لكن جحود الفلسطينين ثابت، رفض محمود عباس الصفقة!
إن الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط، هو إقناع الفلسطينين بقبول دولة إسرائيل ككيان له الحق في الوجود، وطي صفحة الماضي والعمل على بناء مستقبلها وجلب السلام لأبنائها بدلا من شحنهم بالحقد واقتيادهم نحو الضياع والموت!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟