أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( انا دانييل بليك ) صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية














المزيد.....

فيلم ( انا دانييل بليك ) صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5724 - 2017 / 12 / 11 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


I, Daniel Blake
فيلم ( انا دانييل بليك )
صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية

بقلم : علي المسعود

الفيلم ( أنا دانييل بليك ) - I, Daniel Blake الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي لعام 2016 وكذالك جوائزالبافتا الانكليزية و الفيلم من اخراج المخرج كينيث تشارلز لوش (ولد في 17 يونيو 1936) وهو معروف بأسلوبه الناقد اجتماعيا ، وهو ما يتجلى في معالجة فيلمه للقضايا الاجتماعية مثل الفقر والتي برزت في اعماله ,(الفقراء البقر، 1967)، والتشرد (كاثي كومي هوم، 1966) وحقوق العمل (ريف-راف) ، 1991، و ذي نافيغاتورس، 2001)
تم تصنيف فيلمه لوش كيس (1969) كأفضل فيلم بريطاني في القرن العشرين في استطلاع أجراه معهد الفيلم البريطاني. وقد حصل اثنان من أفلامه "الريح الذي يهز الشعير" (2006) وأنا دانيال بليك (2016) على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي , وهو من الفنانين الذين ساندوا القضية الفلسطينية وفي رسالة بعث بها الى الغارديان في عام 2009 دعا كين لوش الى دعم الحملة
الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (باسبي) مع زملائه المنتظمين بول لافيرتي (الكاتب) وريبيكا أوبراين (منتج )
فيلم ( أنا دانييل بليك ) يحكي قصة المواطن البريطاني دانيل بليك – يقوم بدوره الممثل ديف جونز المعروف بأدواره التليفزيونية -، وهو نجار في العقد السادس من العمر يصاب بمرض في القلب يحرمه من العمل الذي يحبه، ويجد نفسه مضطرًا للجوء للمعونة الحكومية قبل أن يكتشف أنه دخل في دوامة بيروقراطية لا ترحم، فمن جهة تماطل الهيئة الطبية المشرفة على تشخيص علاجه في إعطائه شهادة بعدم قدرته على العمل، ومن جهة أخرى تشترط هيئة المعونة عليه أن يقوم بالبحث عن عمل آخر حتى يستطيع الحصول على معونة لحين البت في حالته الصحية، أو لحين إيجاد وظيفة تناسب حالته الصحية،
يقضي الرجل أيامه في متابعة حالته الصحية في المستشفى ومحاولة الحصول لشهادة تفيد بعدم أهليته للعمل، وأيضًا في الذهاب إلى هيئة الإعانة، التي يديرها موظفون بيروقراطيون مجردين من المشاعر الانسانية ، لا يبدون تعاطفًا مع شريحة من الناس والذين قست عليهم الظروف الاجتماعية والاقتصادية، يهددون الجميع بعقوبات قاسية إذا لم ينصاعوا لشروط الإعانة المرهقة والصارمة،
وعلى الجانب الاخر تبرز شخصية (كيتي ) وتقوم بتادية الدور الممثلة هايلي سكوايرز -، أم شابة لطفلين والتي هي الاخرى تتعرض للقسوة و التعامل اللانساني من قبل موظفي الاعانة بسسب وصولها متاخرة عن موعدها المحدد ويندفع دانييل بليك للدفاع عن حقها وتكون النتيجة الطرد لكليهما بعد تهديدهما باستدعاء البوليس ليجدا نفسهما في النهاية معها متجولًا في الطريق بصحبة طفليها الصغيرين «ديزي» و«ديلان». وعلى الرغم من وضع دانييل بليك الصعب إلا أن روحه الجميلة التي تنزع لمساعدة الآخرين وإبداء الشفقة ناحيتهم تجعله ينسى مشاكله للحظة ويحاول طمأنة المرأة المسكينة ومساعدتها في ترميم واعداد منزلهم الذي استلموه في حالة يرثى له بعد انتقالها من لندن الى مدينة نيوكاسل .
والفيلم مشحون بالمواقف المحزنة و الكئيبة ومحبط للمؤسسات الاعانة الاجتماعية في مجتمعات ديمقراطية وكذالك يشير الى فقدان الانسان لاحساسة بالكرامة و الامان الذي يشكله ضياع فرص العمل في تلك المجتمعات , مثلا في مشهد تحاول فيه كيتي الحصول على الطعام لاولادها من احدى الجمعيات الخيرية و تسمى BANK FOOD ( بنك الطعام ) تفتح علبة من الفاصوليا و تبدا باكلها بشراهة لانها لم تتذوق الطعام منذ ايام بعدها تنهار لآنها احست بالذل و المهانة, وفي مشهد أخر و مؤثر ويشكل رسالة المخرج وهي ايضا صرخة البطل دانييل بعد نفاذ صبره يخط على حائط مبنى دائرة المعونات باستخدام ( السبراي ) ويكتب العبارة /
أنا دانييل بليك اطالب بموعد بطلبي الالتماس قبل أن اموت جوعأ"
بعد ذالك طلبت الدائرة البوليس التي اعتقلت دانييل بليك بتهمة تشويه وتخريب جدار المؤسسة ويخرج بعد أن يأخذ البوليس تعهد منه بعدم تكرار الحالة .
و في النهاية يتعرض دانييل بليك الى ازمة قلبية ويفقد حياته اثناء المقابلة الثانية لقبول اعتراضه على قرار دائرة المعونات ويسقط ميتا في الدائرة التي سلبت كرامته واحترامه , وعند تابينه قرأت كايتي ورقة كان قد كتبها واراد أن يقرأها في أحتفال ولم يتسنى له ذالك واراد أن يعبر عن شخصيته (( انا لست زبونا اوعميلآ أو همجيأ لست متطفلا او استغلاليأ او متسولا أو لصأ ,لست سوى رقم تاميني أو رقم على الميزان أديت واجباتي ولم أطلب قرشأ وأنا أفعل هذا , لست متلصلصأ بل انظر الى جيراني في اعينهم و أساعدهم أذا استطعت لا أقبل التبرعات الخيرية, أسمي دانيل بليك أنا رجل و لست كلبا وأنا أطالب بحقوقي أطالب أن تعاملوني باحترام أنا دانييل بليك, أنا مواطن لاأكثر ولا أقل )).
الفيلم الانكليزي" أنا دانييل بليك " والذي يناقش الروتين و البيروقراطية في المؤسسات الحكومية اعاد بي الذاكرة عند مشاهدتي لهذا الفيلم و بالتحديد الى مأساة الفنان العراقي الراحل ( كنعان وصفي ) بعد عودته من مصر الى العراق ليجد امامه مشكلة كبيرة اجهزت على عمره وقلبه المتعب حيث وجد هاتف شقته في مجمع الصالحية مدين للدولة بسبعة ملايين دينار كاجور اتصالات خارجية رغم انه كان في خارج القطر ولايتصل باحد في الخارج من داخل العراق.. وقد حاول ان يسوي المشكلة مع دائرة الهاتف فلم يستطع ثم التقى بوزير المواصلات ووزير الاعلام كي يحلا مشكلته لكن دون جدوى فعاش كآبة وحيرة ووحدة اصابته بجلطة في الدماغ اودت بحياته في شهر آب من عام 2000 .


علي المسعود
المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكون الحزن شهيا كالرغيف
- فيلم ( بعد الصورة ) أو افتر إيماج للمخرج أندريه فايدا أدانة ...
- حلم مكسور
- كتابٌ : “اندماج العراقيين في المجتمع السويدي بين الأنين والح ...
- -الذين لا يتقنون الحب، هم الذين يصنعون الحروب-
- من يلتفت الى المبدع العراقي و ينصفة ؟؟؟؟
- رواية -عقيق النوارس- - إنعكاس للمشهد العراقي بعد عام 2003
- رواية ( صورة في ماء ساكن ) استعادة لنصف قرن من تاريخ العراق ...
- (العاشقة و السكير) كشف حالة الاستلاب التي تعاني منها المرأة ...
- رواية - صائد الجثث- نصٌ روائي يحرضك على طرح الاسئلة .
- قراءة في ديوان ( لاشئ هناك) للشاعر ماجد مطرود
- ؟؟ رواية ( خالد خليفة ) -لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة - رو ...
- - الطوفان في نوحه الاخير - محصلة لتجربة انسانية مريرة..
- -نوح في طوفانه ألاخير - حضور قوي للماضي ومستقبل الماضي..
- تقنيات التجريد والتجسيد والتشخيص والمجاز في نصوص الشاعر ( ري ...
- ( ذات صباح غائم ) للكاتبة - ناهدة جابر جاسم - نصاً حسيأ لسهو ...
- قصيدة - أوطان - للشاعر ( عادل سعيد ) قصيدة تتأرجح بين عالمين ...
- قصيدة ( الحب ) للشاعر ماجد مطرود قطعة الجليد التي تطفئ لهيب ...
- - تجليات العزلة - نص شعري له حضوره الفاعل في منجز أسئلة الحد ...
- - في باطن الجحيم - رواية تمجد الانسان في نضاله وتدين فاشية ا ...


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم ( انا دانييل بليك ) صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية