|
على ناصية الحرف : على ناصية الحرف (5) : حوار جاد مع الفنان التشكيلي الفلسطيني نياز المشني .. -حيث لا يحتاج الإبداع أن يترجم للغات .. وتكون القدس متربعة على عرش الألوان -..
سفانة بنت ابن الشاطئ
الحوار المتمدن-العدد: 5724 - 2017 / 12 / 11 - 10:11
المحور:
الادب والفن
عندما ينظمُ الشاعر قصيدة يبني بأبياته قصرًا على تخوم الشمس، وحين ينثر الأديب حروفه يشكل منها ماهية الحلم فتصلنا على هيئة عطر يتسربل في الأرجاء، ولكن حين تتراقص ريشة فنان على ايقاعات اللون تجمع كل ما نُظم وما نُثر من حروف بضربة لون وفي أي اتجاه كان لتتسلل للروح الألفة و السكينة، ابداع لا يحتاج ليُتَرجَم للغات لكنه يصل بتؤدة إلى كل الكون وبلا استئذان.. هو ذلك النسيم العليل الذي يسافر إلى كل الدنيا ليترك انتعاشا و بهجة في النفس البشرية، يثير الكثير من التساؤلات و يحث من غفِل عن المعرفة للبحث وراء ما يجري في الجزء الغائب من العالم، لنكتشف جميعا أن الفن هو السترة الواقية من مخلفات الجهل والحرب، خاصة عندما يكون هادفا ويحمل رسائلا وطنية و إنسانية باذخة يُحَمِّلها لساعي البريد ليوصلها لكل مكان،
ضيفنا اليوم هو صاحب الريشة الساحرة والفكرة العبقرية يستوحي لوحاته التعبيرية و السريالية من مخياله الخاص و المميز لقاءنا اليوم يغور في عمق اللون، لنرسم معا لوحة تحدد ملامح فنان مبدع ومتمكن من أدواته يتفنن في نقل مشاهد الحياة للوحات تصرخ جمالا و سحرا، نعم كان لابد أن يكون معنا، وحضوره كان أمنية ومنذ زمن لكن الظروف كانت تفرض علينا التأجيل، و أخيرا رتبت رزنامة التوقيت هندام أيامها و أرقامها و أعلنت الشمس و القمر تفرغهما لتتابع معنا هذا النجم الساطع في سماء الإبداع،
ضيفي و ضيفكم هو الفنان التشكيلي الفلسطيني و العالمي : " نياز المشني " وهو من استلهم من القرآن الكريم فكرة فتحولت لاختراع خاص ومميز وهذا الاختراع العبقري حول التين والزيتون لمادة لونية بامتياز كانت القاعدة الأساسية للعديد من لوحاته وخاصة الموروث منها ، هذا المنجز اللوني يؤهل الفنان نياز المشني ليكون فنانا فريدا على مستوى العالم ليس الوطن العربي فحسب..
وقد صقلت شخصية ضيفنا وريشته عواملا كثيرة أولها وراثية لتكون أولى مشاركاته في المرحلة الابتدائية حين حاز على المركز الأول للرسم من خلال مشاركته في مسابقة في جمهورية الهند وكانت أولى خطواته على مشوار طويل للتميز " الفنان المبدع نياز المشني" هو ابن قرية صوبا الواقعة غربي القدس المحتلة، يقيم في عمَّان الأردن منذ اللجوء رحلته مستمرة و التي سنتابعها من خلال هذا اللقاء الرائع، تعالوا معا لـــنعبر جسر ابداعه منذ الطفولة وحتى الآن نتعرف عليه تدريجيا من خلال هذا الحوار الباذخ والشيق ..
- حدثنا عن طفولتك مسقط رأسك بيئتك ورحلة اللجوء المؤلمة .. وكم ساهمت في بروز موهبتك الفنية ؟
= ربما لم تكن طفولتي مرتبكة المعالم رغم أن مسقط رأسي كان بعيداً عن أرض الوطن منذ اليوم الأول لخروجي لهذه الحياة كنت مهيئًا نفسياً لعشق الوطن وحكايا الأجداد والجدات عن بيارات البرتقال وأشجار التين والزيتون وأبار الزيت التي هُجرنا منها قصراً بمؤامرة ما زالت مستمرة لحد الآن , هذا الوضع أوجد عندي منذ الطفولة قاعدة فكرية فنية غير مرتبكة تعرف طريقها للتعبير عن الحنين الساكن في عيون المهجَّرين والإصرار على حق العودة ومقاومة المحتل ,وتحسس الألم والمعاناة التي يعيشها شعبنا بالشتات وبداخل الوطن. هذه الموهبة توارثناها جينياً من الأجداد منها ما برز وظهر للعيان والكثير منها لم يبرز لظروف اجتماعية لكن أستطيع القول أنَّ على امتداد العشيرة كان هناك على سبيل المثال لا الحصر، مبدعٌ بالخط العربي وهو الفنان موسى حسن المشني وفي الشعر المتنبي فهو من امتداد قبليتنا الذي يمتد مرورا بالفقيه الى سعد القبيلة حيث يأتي الفقيه مباشرة بعد المشني ...الى سعد القبيلة
- "لكل فنان أسلوبا يمتاز به وأسلوبا يمثله "، ما هي خصائص وأسلوب الفنان التشكيلي القدير " نياز المشني"؟ وما هي أولى لوحاتك الفنية؟
= دائماً أبحث عن الفكرة التي تمس حياة المواطن العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص والى جانب الفكرة القوية أبحث عن أسلوب غير تقليدي بتنفيذ اللوحة ربما أميل الى السهل الممتنع أكثر من المباشر خاصة في الأعمال التعبيرية لذلك أمزجها غالبا بالسريالية وبأدوات غير مطروقة من قبل وغالبا ما أميل إلى الألوان الداكنة لأنها تعبّر بطريقة أجرأ وأقوى حيث أنها تَعكِس لعين المشاهد والمتذوق الكثير من الاحتمالات البصرية
- ماهي اللوحة التي تعتبرها "الخطوة الفاصلة" بين الفن كموهبة و الإبداع كمسار و الانتشار كهدف ؟
= ربما كانت اللوحة التي رسمتها بالابتدائي وشاركت بها بجمهورية الهند وحصلت على المركز الأول هي النقطة الفاصلة بين الاسكتشات والفن والظهور منذ البدء على الساحات الدولية . أسنتطيع هنا أن أقول أنني بدأت الفن بطريقة عكسية ،حيث كانت أول مشاركة لي و أول انجاز حصلت عليه خارج مسقط رأسي ، ثم توالت المعارض الجماعية والفردية في داخل مسقط رأسي
- من يحفز ريشة فناننا القدير أكثر على الرسم. مشهد مؤلم في نشرة أخبار، أو منظر أو موقف ما حصل أمامك، أو كلمات معبرة وجميلة من مبدع ..؟
= كل الحالات الإنسانية تحفز ريشتي المشبَّعه بالألم والحنين لفلسطين ، أنا أعتقد بأن اللوحات التي يرسمها الفنان في حياتة والتي لم يتاح له رسمها كلوحة مكتملة بل ظلت على شكل اسكتش أو فكرة في المخزون الداخلي للروح ، كل هذه اللوحات تكون برحم الفرشاة بحاجة لتلقيح ونحن كفنانين فلسطينيين وعرب مشبعين بالمحفز لذلك هناك انتاج غزير من الأعمال الفنية لكن ليس المهم بالموضوع انتاج كم من اللوحات المهم هو انتاج لوحة تحمل فكر وقيمة إنسانية وحضارية ودينية تحاكي الأغلبية من الشعوب وليس فقط الفئة المثقفة ، كما أن هنالك بعض الفنانين لا تُحاكي ريشتهم الا الفنانين والبعض يحاكي المتخصص بمجال معين "مثلا التجريدي يحاكي التجريدي وهكذا .... لكن أنا بشكل خاص أكثر ما يحفز ريشتي الأطفال ،أو لقاء أم بابنها بعد فراق بل هذا المشهد "يقتلني نفسيا" لقاء موجتين بعد فراق .مشاهدة أي شيء من مكونات الوطن، فمثلا دائما في موسم قطف الزيتون أكون بقمة الألم خاصة عند اعتداءات قطعان المستوطنين على زيتون شعبنا بالحرق أو القطع أو الجرف في هذا الموسم بالذات نجد قمة المعاناة للإنسان الفلسطيني في لحظة جني المحصول المجبول بالدم والعرق وكيف يضيع كله هباء، لذلك أقول أنَّ هنالك الكثير من التفاصيل التي تحفز الفنان والتي لا تثير الناس العاديين ....
- كتب الرسام والنحات والفنان التشكيلي الإسباني "بابلو بيكاسو" ما يلي : " الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات"، إلى أي درجة مقولة بيكاسو صائبة؟
= أنا عادة أقسِّم الذين يمارسون التشكيل إلى فنان ورسام ،فصاحب الفكر هو الفنان الذي يبدع بريشته وبروحه والذي ينقل الواقع بدون روح هو رسام، من هنا تظهر نوعية هذه المذكرات هل الفنان يكتب مذكراته لمجرد الظهور والشهرة بعيدا عن معاناة مجتمعه ورسم مجرد جماليات فهذه ليست وظيفة الفنان ورسالته، فالفنان يصبح فنانا حين يكتب مذكرات الآخرين "معاناتهم وأفراحهم ،موروثهم و مقاومتهم، عشقهم لتراب الأرض الذي هو عشقه، وحينها تتوحد روحه بأرواحهم .
- ويقول بيكاسو أيضا " من العبقرية استخدام المادة الخام وتحويلها الى قطعه فنية "حدثنا عن تعاملك مع الخامات و الألوان وأيهما تفضل أكثر للاستعمال و لماذا ..فاللون كمصطلح يحتاج لمبدع بقامتك حتى يفك رموزه فماذا تحدثنا عنه؟
= أنا دائما أبحث عن التمرد والمختلف وهذا انعكس فنياً على أعمالي من خلال استخدام خامات غير مطروقة مسبقاً لإنتاج أعمال فنية ذات قيمة عالية فنياً وتقنيا وإبهار ،فمنذ بداية مشواري الفني وربما لعدم توفر مواد الرسم المصنع في مراحل متقدمة استخدمت عدة خامات لإنتاج أعمال فنية منها الرسم "بالقهوة في المرحلة الابتدائية والرسم بالأحبار السائلة، ومن ثم بالمرحلة الإعدادية رسمت أول لوحة بالألوان الزيتية وكان ذلك في منتصف السبعينات على قماش خام غير معالج قمت بمعالجتة من مواد خام التي كانت متوفرة حينها.. ومن هنا بدأ التعامل مع اللون بشكل أكبر، بعدها قمت بتجارب عديدة منها: تصنيع ألوان مائية خفيفة وثقيلة استخدمتها لطباعة الألبسة ورسم جداريات ولوحات فنية ولوحات خط عربي وهذا فتح مجال أوسع لي للتعامل مع خامات أولية جديدة لتصنيع اللون والرسم به للوحات فنية ....
تعاملت من خلال مشواري الطويل مع كل الخامات المتوفرة للأعمال الفنية ومزجتها وطَعمتها مع مواد خام غير مطروقة من قبل لإنتاج أعمال فنية مختلفة .العمل الفني هو الذي يفرض نفسه وأي الألوان التي يجب استخدامها لإنتاج عمل فني يحمل فكرة تصل الى المتذوق بقوة ، فهناك أعمال حين تنفذ بمادة الفحم تكون أقوى تعبيريا وتنفيذا من الألوان الزيتية أو المائية أو القهوة .....وهناك ما تحتاج لتنفيذها بالألوان الزيتية أو القهوة ..... الخ إذا العمل الفني وفكرته ومكوناته هو الذي يفرض اللون المستخدم ويحدد المادة الخام التي تناسبه اكثر للتنفيذ
- ومن سياق السؤال السابق ندخل لأهم عنصر للقائنا اختراع اللَّون كيف بدأ سحره يتسلل لفكرك الراقي وآخره اختراعك لألوان بخامة مستوحاة من القرآن الكريم "التين و الزيتون " ماذا تحدثنا عن هذه الألوان .. و هل لاق هذا الاختراع اهتماما من الجهات المسؤولة ؟ وهل استطعت الحصول على براعة اختراع ؟
= للتين والزيتون مكانة على مر الأزمان والأديان والعصور .. حتى أنها ذُكرت في الكتب السماوية لاسيما القرآن الكريم وقد أقسم بهما الله عز وجل وجعل فيه سورة وآيات للتأكيد على حقيقة عظمة وروعة ومكانة هذه الأنواع من الأشجار. تولدت لدي الفكرة والقناعة عام 2012 أنه لابد لي من اختراع وتطوير مادة تنتج من خلالها آخذاً بعين الاعتبار الأبعاد الفنية والإنتاجية التي ستنبثق عن هذا المنجز وملائمته لطبيعة النهج الفني الذي أمارسه منذ اكثر من 3عقود بشكل احترافي وعلى مستوى العالم حيث ساهمت في رفد الساحات الفنية والمعارض التشكيلية في الداخل والخارج لإيصال رسالة ذات قيمة عالية الآن،
والرسالة الأخرى هي الاصرارا بحتمية العودة لأرضنا وبلادنا التي احتلها منا عدو غاصب بكل شيء. متحديا أن يأتي منهم مدع واحد ليطمس ولو لوحة كل مكوناتها من التين والزيتون ولا شيء سواها ،والتأكيد على أن رائحة التراب والأرض لابد وأن تظل ناطقة حاضرة من خلال لوحاتي والتي أؤكد أنها الأولى على مستوى العالم والمرسومة بالكامل من هذه المادة والتي لم يسبقني لهذا الشرف الفني والابداعي أحد. فالفكرة نشأت وتشكلت وتطورت بتطور الموهبة والحرص على التميز لإبراز الفن الفلسطيني والعربي بثوب أصيل ورؤيا متجددة وعريقة معشقة بأثر ريشة لم تنحني لريح المدعين والمتطفلين على الفن أدعياء الأصالة والذين للأسف يأخذون السبق في الواجهات الإعلامية ولا يتركون خلفهم سوى الغث والسفيه من أعمال لا تبرز حضارتنا ولا قيم عقيدتنا والتي تتميز بالجدية والعراقة.. وهذا هو الاختلاف الذي انشده للتطوير و ليس على مستوى المزج والرسم فحسب بقدر خلق رقما صعبا في المعادلة الفنية للفن والرسم التشكيلي خاصة وإن الذين يقحمون أنفسهم بهذا اللون من الفنون يخلقون لأنفسهم مبررات غير مقنعة وليست ذات قيمة. هم إلى زوال.. وانا هنا أقف على المحك رغم كل تلك الرياح العاتية التي تجر سفينة الإبداع والأصالة للخلف آخذا على عاتقي هذا الإصرار للنهوض وتطوير مدرسة غير مسبوقة أُثري من خلالها منتجا ومنهجا جديدين سيذكره الناس وكل المهتمين بالفن الصادق المعبر عن جغرافية المكان والإنسان وقضايا الأمة سيَّما قضيتها المركزية الأولى.. طبعا أود ان أشير إلى أنني استخدمت أكثر من نوع للتين والزيتون ومن عدة مناطق وأهمها "فلسطين والأردن" من قراها ومدنها المقدسة تحديدا . وهذا للتأكيد على عروبية التراب كنسيج لا يتجزأ بين البلدين الشقيقين . ورغم كل تلك الحواجز والعراقيل التي ينشرها عدونا والمتمثل "بصهاينة هذا العصر" أقول: أننا شعب لا يرضى بالهوان حتى التحرير .. وينشد الاستقرار والسلام والكرامة ولا يفوتني أن أقول أيضا: أنني بصدد التحضير لمعرض قادم قريبا بحول الله تعالى سأبرز من خلاله أكثر من أربعين لوحة من هذه المادة ليرى المشاهد العربي والعالمي وليتعرفوا على هذا اللون من الإبداع والتميز ولأضع نقطة فارقة في تاريخ الفن حديثه و معاصره. وكذلك لأحتفظ بحق السبق لهذا المنتج الغير مسبوق كعلامة خاصة بي. .وأنوه هنا بأن هذه المادة لاتحمل أي ضرر على مستخدمها متجاوزا بذلك الأضرار العديدة لتلك المواد المصنعة كيماويا متأملا برعاية مُنَتجي وتبنيه وتسجيله حيث يجب مؤكدا أن هذه المادة لاتؤذي مستخدميها و أن ما أنتجته من هذه المادة هو صديق للإنسان حيث لا ضرر منه وهو مضمون للغاية على الصحة العامة ويتميز بأنه يمنح اللوحات كل درجات اللون من حيث الظل والنور واللون بأزهى ما تكون اللوحة. وبتكاليف بسيطة لا تذكر .
- الموروث الشعبي من أهم انجازات فناننا القدير ورحلة شاقة مع رسائل سامية .. ماذا تحدثنا عن أعمالك في هذا المضمار .. و ماهو شعورك عندما يتسبب عامل ما أكانت الحرب أو أطماع عدو في هدم أي موروث ؟
= أخذت على عاتقي في هذه المرحلة أن أرسم بألوان التين والزيتون وأوثِّق الموروث الفلسطيني والعربي لكن بأسلوبي وأن أدخل بها الروح الفنية وليس مجرد نقل مباشر مثلا ( لوحة عودة الروح ) ، لوحة تم رسمها بالتين والزيتون وأصباغ "تم اختراعها من التين والزيتون كأول لوحات بالعالم بهذه الألوان، وهي تمثل أحد بيوت قرية صوبا القدس التي تم تدميرها على يد العصابات الصهيونية نتيجة القصف المكثف لقرية صوبا القدس /فلسطين لدى احتلاها من قبل العصابات الصهيونية عام 1948 فالناظر الى اللوحة يتَحَسس عَرق وألم الأجداد والجدات على بقايا الصخور والحجارة التي كانت تمثل هذه البيوت التي مازالت أجزاء منها شامخة على جبال القدس الغربية تعانق شعاع الشمس بانتظار العائدين ذات صباح، فكل حجر من هذه الحجارة هو لوحة بحد ذاتها والأجمل أن هذه البيوت والأشجار رسمت من ألوان التين والزيتون التي جلبتها من أشجار صوبا ونابلس ومزجتها مع أشجار التين والزيتون من مدن وقرى الأردن هذا الجسم الذي لا يمكن تجزئته ..دائما العدو الصهيوني يحاول بشتى الوسائل تدمير الموروث باحثا واهماً عن موروث له أو سارقا مورثنا كما يفعل بسرقة التراث الفلسطيني من لباس ومطرز ومكان وزمان لكن حجارة القلاع والبيوت والمساجد وخاصة المسجد الأقصى تبقى شاهدا على عروبة الأرض والشجر والحجر
* ولوحة ( الأقصى) بوابة السماء، لوحة تم رسمها أيضا بألوان التين والزيتون ضمن أول لوحات بالعالم تم رسمها بهذه الألوان التي اخترعتها
*و لوحة (حدباء الموصل) لوحة تم رسمتها بالتين والزيتون وأصباغ تم اختراعها من التين والزيتون هذه المنارة التي بقيت شامخة لألف عام والتي دمرتها قوى الظلام وأعداء الإنسانية .....!!!!!!
- الموت و الحياة حالتين متناقضتين أم متمِّمَتين لبعضهما من رؤيا فنية .. وكيف يزرع الفنان الأمل بين حقل سنابل محترق أو حقل من الألغام مع اعترافنا أن الفن هو اكسير الحياة ؟
= الموت والحياة حالتين متممتين قال تعالى { وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} (5) سورة الحـج صدق الله العظيم .من هذه البذار التي يظنها الناس أنها ميتة بأرض قاحلة تنبت الحياة من جديد وكذلك هو حال المقاوم الفلسطيني عندما يستشهد وهو يدافع عن دينة وأرضه وعرضه فموته حياة له إذا تقبله الله من الشهداء وحياة للأجيال القادمة في نيل الحرية والكرامة قال تعالى " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) وقد عبرت عن الحياة والموت من خلال لوحة سيمفونية الأرض، لوحة تم رسمتها بالتين والزيتون وأصباغ تم اختراعها من التين والزيتون .فأشجار الزيتون التي هي رمز المقاومة التي يحاول الاحتلال تقطيعها وجرفها وحرقها من هذه الأشجار التي قطعت نبتت حياة جديدة وأيدي تمتد للسماء رمزاً للتحدي والمقاومة والحرية والحياة والعطاء من جديد
- الوطن .. المرأة .. الطفولة .. في لوحاتك ؟
= المرأة والوطن في لوحاتي لا يفترقان فالمراة هي الوطن والوطن هو المرأة والأم وأشجارها هم أطفالها وغرس الأرض وكلها رموز استخدمها لتكوين لوحاتي فهذه هي الرموز الأبرز ،لوحة ( تحدي رغم نزف الروح) ...فحين أرسم الحجارة والشجر والجبال فاني اضع بها هذه الرموز فترى الجبال وكأنها وجوه تصرخ شامخه وترى الأشجار تتحول الى أيدٍ تعانق شعاع الشمس بتكوين سريالي ،لوحة (مَجزرة ) وقهوة مُره كثيرا ما استخدم الضعف ليكون مصدر قوة والتعبير بالبراءة و الطفولة حينا يجتاحها الألم كما في إحدى اللوحات التي تم رسمها بألوان مائية ورقية هذه الألوان التي تستخدم بالأصل لتلوين الصور القديمة لكني استخدمتها لرسم لوحات و هو نوع من التحدي لطبيعة اللون لوحة( ما تبقى من)... لوحة منفذة بألوان مائية ورقية على كرتون خاص
- يقال أن العنوان هو جزء مهم من الفكرة و المدخل الأول للوحة ، فهل العنوان يسبق اللوحة أم اللوحة تأتي بالعنوان ؟ و هذا ما نقرأه من عناوين لوحاتك ومنها لوحة " قهر" ؟
= فعلا العنوان هو جزء مهم و أساسي من الفكرة ولهذا أحاول أن أنتقي بدقة عناوين لوحاتي مما يسهل وصول الرسائل للمشاهد، لوحة ( قهر ) هي من لوحاتي الأخيرة تعمدت تسمية اللوحة بـــ "قهر" وليس "القهر" لتكون الرسالة أكثر شمولية ،فاللوحة رغم أنها مرمزة ولكن جعلت من القهر إحساسا عالميا ينطبق على الجميع وعلى كل شعب من شعوب الدنيا يكابد القهر ،ولهذا أيضا تعمدت عدم كتابة كلمة " الروهنجا " بشكل واضح و فضلت أن تكون على أشكال تعذيب وقهر وكل من سيشاهدها سيعتبرها تعبيرا عن الألم بمنطقته، اللوحة قياس 70 في 50 سم استخدمت الظل و القهوة المحروقة أكثر لتبرز الفكرة وطبعا أدخلت موادا خاصة لكي يكون التنفيذ سريع و لا يكون ارتباك للفكرة فتترهل الفكرة
- الوراثة لعبت دور في نمو بذرة الفن لذى مبدعنا نياز المشني ، فهل هنالك من بذور فنية لدى أبنائك أو أحفادك؟
= نعم أرى هذا يوما بعد يوم يترعرع في أحفادي لديهم عشق للرسم و جرأة في استخدام اللون رغم صغر سنهم فعزيزتي " غزل " ابنة ابنتي و بعض أحفادي أرى فيهم مستقبلي و أملي في أن يحملوا مشعل الإبداع والنضال عني من خلال الريشة واللون ويكونوا امتدادا لي وأملا ينير سماء الوطن..
- ماهي المعارض التي شاركت فيها وهل من مشاريع مستقبلية قريبة ؟
= شاركت طبعا في العديد من المعارض أهم تلك المعارض:
- معرض شخصي ( مدرسة حنين ) عام 1977 - معرض شخصي عام 2007 / الدائرة الثقافية لامانة عمان الكبرى/قاعة المدينة - معرض ومهرجان القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 - معرض شخصي بعنوان بنفسجيات التراب 2009 - معرض المرسم الجوال الدولي الأول بعنوان "فلسطين حكاية ولون في المركز الثقافي الملكي - معرض المرسم الجوال الدولي الأول بعنوان "فلسطين حكاية ولون في استنبول2016 - معرض المرسم الجوال الدولي الثاني بعنوان "فلسطين حكاية ولون في سرايفيو 2016 - معرض المرسم الجوال الدولي الثالث بعنوان "فلسطين حكاية ولون في استنبول2017 - معرض المرسم الجوال الدولي الرابع بعنوان "فلسطين حكاية ولون في فلسطين /نابلس 2017 - سيكون هنا ك معرض وإشهار للوحات التين والزيتون واختراع وابتكار الوان التين والزيتون يتضمن الموروث الفلسطيني والعربي و أيضا استمرار معرض "فلسطين حكاية ولون في الدول العربية ودول العالم
- للفنان ارتباط خاص مع اللون غالبا ما يكون بعيدا كل البعد مع الإنسان العادي لهذا كان اختيارك للون البنفسجي وكان معرض البنفسجيات مغزى و رسائل مكثفة .. ماذا تحدثنا عن هذا المعرض تحديدا و عن هذا اللون ؟
أعتقد جازماً بان استخدام مجموعة الوان في اللوحة لفنان يملك أدواته الفنية اسهل بكثير من رسم لوحة تحمل الدرجات اللونية للون واحد بحد ذاته " من المعروف أن" نطاق الدرجة اللونية وتوازن اللون للصورة بضبط مستويات الكثافة لظلال الصورة،" يتم ضبطها من المستوى صفر الى 255 نطاق لوني في البكسل الواحد المكون للوحة وهذا يفتح المجال أمام الفنان المتمكن من استخدام درجات لونية للون الواحد يستطيع التعبير عن الفكرة بقوة واكثر جذب لعين المتذوق وخاصة عند استخدام اللون البنفسجي بالذات بدرجاته فانه يجذب عين المتذوق كما يجذب المغناطيس والبنفسجيات أو البنفسج كلون هو خليط من لون الدم ولون الماء الحار والبارد وهو لون الحزن الهادئ ولون عشاق الأرض ... وفي نفس الوقت هذا اللون خطير بالاستخدام فهو بتدرجاته ينقل المتذوق من الحزن إلى الفرح والعكس أي ان اقل خطأ باستخدام التدرجات اللونية للون قد يغير بالفكرة من هنا كانت خطورته من هنا كان التحدي باللون لان كل اللوحات التي تم رسمها كانت تحاكي مقاومة الشعب الفلسطيني وتجذره في أرضه في وجه آلة الصهيونية ... من هنا كان معرض بنفسجيات التراب "معرض شخصي بعنوان بنفسجيات التراب 2009" حيث شمل المعرض مجموعة من اللوحات المرسومة باللون البنفسجي وتدرجاته وباقي اللوحات تم رسمها بالوان ترابية من " القهوة " الأقرب للون التراب ... من هنا جاء اسم المعرض بنفسجيات التراب ...حيث يزهر البنفسج بالتربة المشبعة بدم الشهداء ... وقد شاركت بجزء من هذه اللوحات بعدة معارض أهمها معرض بنفسجيات التراب /الثاني الذي كان جزء من معرض ومهرجان القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 رغم انه معرض جماعي لكن نسقنا المعرض ليكون جل اللوحات بلون التراب بجانب لوحات البنفسج ..وهنا أذكر ما قالته الكاتبة الفلسطينية مرمر عمر قاسم الأنصاري :
" وقفة قصيرة مع لوحة الفنان العربي الفلسطيني نياز المشني لم أشاهد بين كل تلك الملامح في الوجه التي بلغت في أقل تقديراتها أكثر من مساحة وطن بالكامل، ولو ملمح لصاحب اللوحة. إلا أن الألوان هي التي رسمت لنا بعض ملامح روحه الدافئة ،ورغم دفئها إلا أن هنالك الكثير مما عكّر صفوة مزج العاطفة بعطر الأتربة. ترتيب لقاء والتقاء وتدابير تخص شأن العلاقة بالأوطان و الاقامة، وجدار وأسلاك شائكة، كأن الوجه غير وجهة النداء، وصار وصوته المخنوق موجه إلى السماء: "لو تعلمين حكايتَنا، لبكيت لبكائنا ولرثيت لحالنا." حمام زاجل عاجز عن التحليق إلى جبال فوق أو وراء أسوار شائكة ،ودمع حفر أخاديد الأرض، فأنبت القمح، وسقى الصّبار(الصبر). مالم يظهر في اللوحة وعادة ما يظهر في لوحات مشابهة للوحة تحكي حكاية شعب محتل، أولا، التسول، و ثانيا، العهر، لو قرأنا كل التاريخ الماضي والحاضر سوف نجد بأن كل البلدان التي عاشت تحت ظل احتلال ما ظهرت أو برزت فيها ظواهر اجتماعية" آفات" وهن التسول والعهر، إلا في فلسطين، لم تأكل المرأة من ثديها ولم يمد يده الفلسطيني طلبا في العون.(رغم أن كل من علا القمم علا على أكتاف الشعب الفلسطيني، وكل من جمع المال جمعه تجارة بالقضية الفلسطينية.) وجه واحد ريشة واحدة أقل ما يمكن قوله، عن حكاية شعب. شكرا للفنان العربي الفلسطيني نياز المشني"
وفي بعض المعارض كنت أضع أبيات من الشِعر بجانب بنفسجيات التراب كما في معرض الفنانين العرب في الأردن 2014 حيث تم وضع أبيات شعرية بجانب اللوحات للشاعر عواد الشقاقي : لوحة( الصبر )__زيت على القماش "بنفسج"
هو الدَّمُ في أعينِ الصابرينْ ____ مروءاتُهُ جِنَّةُ الثائرينْ بقايا من الشَّعبِ فوقَ المنايا ____ وخلفَ الحدودِ لظى العابرين
وكذلك تم وضع أبيات شعر للشاعرة سفانة بنت ابن الشاطئ ترافق لوحات البنفسجيات والترابيات بمعرض الحرية / تضامنا مع الأسرى الفلسطينيون. منها لوحة :( تحدي رغم الجرح النازف ) لمعتقلة أجهضت خلف القضبان
عبَرتْ .. ووجه الظلم يشنقُ دمْعها____تبكي الجنينَ ..وتنتخــــي بحجـــــاب .وهمى الفراق ..وفي لهيب جرحها____ترنو لنصـــــرٍ الأرض و الأصحــــاب .وتشدُّ جِذع الصبر..تركض نحــــــوه___و تعيد حلما ..مُصْبـَــــغًا بخضــــابِ
- يتحدى الفنان دوما الواقع و الظروف والسلطة و الرقيب و أي حدود تفرض على ريشته و فكره .. فبات الاستسلام أهم أعدائه ..من خلال رحلتك مع الفن و الإبداع ما أهم التحديات التي واجهتك ؟
= مجرد انك ترسم أعمال فنية تحاكي الواقع الأليم للامة فهذا بحد ذاته تحدي .. لان هذا النوع من الفن يحتاج الى فكر خاص ويفرض على الفنان درجات لونية بعيدا في الغالب عن الوان الفرح ويفرض عليه العيش بواقع مليء بالألم ليعيش هذا الواقع بكل تفاصيله حتى يكون العمل أكثر صدقاً ... كالواقع العربي والإسلامي وواقع التهجير ومعاناة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية رغم اننا نعيش الحدث يومياً الا انك حين ترسم أي لوحة فيجب ان تعيش التفاصيل والاحداث بشكل اكثر مما يطفو على السطح .. فمثلا لوحة انفاس الحرية التي رسمتها دعما للأسرى في اضراب الحرية والكرامة ... كان التحدي كبير في عملية التنفيذ لان الفنان بحاحة ان يعيش الحدث بكل تفاصيله التي تطفو على السطح والخفية .. فكانت حالة الشموخ والتحدي للأسير ممثله بالتحدي من خلال نظرة العين .. رغم الألم الداخلي ... كذلك عملية الكتابة على باب الزنزانة تفرض ان تعيش الحالة النفسية للذي كتب هذه العبارات سواء كان من الاسرى نفسهم او من خلال الزوار فكان لا بد من الكتابة بخطوط بعيدة عن خط الفنان الأصلي كوني خطاط بالأصل فخطي لو كتبت به مباشرة لن يعطي التعبير المطلوب بل كان لا بد من الكتابة بأكثر من خط وبدرجات قوة مختلفة خط ولغة تمثل الفئات المختلفة من الاسرى ومن الزوار ... هذا هو بحد ذاته تحدي ..... دائما الاعمال السياسية اقل قبولا بالمجتمعات ولا يسلط الضوء عليها إعلامياً بعكس المواضيع الجمالية فقط بالفن او الاعمال التي لا تحمل الفكر الفني الذي يحاكي الحالات الإنسانية . كلوحة( أنفاس الحرية)
- الفن سلاح ذو حدين كيف تحددهما لنا من رؤيتك الفنية الخاصة .. و متى يكون الفنان مبتذلا ؟
= مبتذل فقد قيمته عندما يطرح الفنان أفكار تحاكي هموم المجتمع أفراحه وأحزانه وحقوق الشعوب المظلومة . ويحاكي منجزات الشعوب وموروثهم ويبث الفضيلة بالمجتمع فهو يؤدي الى نشر الفكر السليم بالمجتمع والذي يؤدي إلى نهوضه . أما عندما يطرح الفنان لوحات بعيدة عن واقع مجتمع او يطرح لوحات تحمل أفكار لا تحاكي واقع هذا المجتمع فانه يصبح فنا مبتذلا خاصة اذا كان الهدف عند الفنان الجانب المادي أو الشهرة فقط فهنا يصبح الفن مبتذلا وكذلك الفنان . فالأصل بالفنان انه صاحب فكر يوظف الموهبة التي منحها الله له لنشر هذا الفكر السليم وليس الفكر المشوه .. فمثلا حين تستخدم المرأة كنموذج باللوحة فهي تمثل الأم والأخت والابنة والوطن وهي الشهيدة المقاومة المرابطة ام الشهيد واخته .... فهذا ينشر بالمجتمع القيم الصحيحة عن دور المرأة ... لكن عندما تستخدم المرأة في اللوحة فقط كجسد وهذا للأسف نجده عند الكثير من الفنانين فهذا ابتذال لدور المرأء الحقيقي في بناء المجتمع .. الفن له تأثير على المجتمع وخاصة في نضالهم ضد المستعمر وخير دليل على ذلك كاريكاتير المرحوم ناجي العلي كان يحرك الشعوب لذلك كان دائما مستهدفا ..... يصبح الفن مبتذلا كذلك حين يخلو المجتمع من النقد الحقيقي البناء الذي يركز على نقاط القوة والضعف في العمل الفني ويكون النقد عبارة عن محاضرة تدريبية للمبتدئ والمحترف في نفس الوقت . لكن ما نشاهده على الأغلب على الساحة الفنية أن اغلب من يتصدروا النقد هم بالأساس لا يجوز اطلاق كلمة ناقد عليهم فهم طلاب شهرة فقط لا يملكون أساسيات النقد ونقدهم اذا جاز لنا ان نسميه نقدا فهو ليس اكثر من مجاملات تضر الفنان وقد يصيب الكثير ممن يدعو الفن الغرور فهذا يؤدي إلى عدم تقدمهم فنياً لانهم يبقوا يمارسون نفس الخطأ وربما يتراجعوا كذلك .من ناحية ومن ناحية أخرى ربما الكتابة عنهم بهذه الطريقة بوسائل الإعلام المرئية والمطبوعة لمجرد مجاملات تؤدي إلى ظهروهم على حساب أصحاب الموهبة الحقيقية الذين يحاربون بأعمالهم نتيجة النقد غير البناء ونتيجة ان وسائل الإعلام أصبحت مجرد علاقات ومجاملات بعيده عن قيمة الأعمال الفنية فهذا كله يؤدي إلى ابتذال الفن والفنانين .
وهناك ظاهرة غريبة انتشرت بالوطن العربي وهي ان مجموعة تدعو إلى إقامة معارض فنية مقابل مبلغ معين يدفعه الفنان فترى كثير من المبتدئين في ليلة وضحاها اصبحوا فنانين ويمثلون بلدانهم وتنشر دعوات من قبل المنظمين بصورهم على انهم يمثلون بلدهم لمجرد فقط دفعهم مبلغ من المال .. لذا كثيرا ما نرى عندما يفتتح المعرض يركزون فقط على صورهم الشخصية أمام اللوحات التي لا تظهر خلفهم مجرد استعراض أمام اللوحات ومع الشهادات التي يستلموها من أشخاص غير مؤهلين لتسليم شهادات كما هم كمشاركين طبعا . فهذا يمثل قمة الابتذال للفن والفنانين وهذا ينطبق على من يطرحون كذلك مجلدات وكتب لفنانين تحت مسميات مختلفة تحتوي على سيرة هؤلاء ..وطبعا يكون النقد جزء من هذه العملية وهو عبارة عن مجرد مجاملات ونفخ فاضي وللأسف هذا ينطبق على الأغلبية ..
- يقول المبدع الفرنسي فيكتور هوغو :"لا تكثر الإيضاح فتفسد روعة الفن" و أنا بدوري أسألك مبدعنا الباذخ نياز المشني و قبل أن أترك لك كلمة الختام لهذا الحوار المميز هل الغموض في اللوحة هو ما يجعلها أكثر جمالا و انتشارا و نقدا ؟
= عندما تحاكي اللوحة بفكرتها وأسلوب تنفيذها اكبر عدد من الناس ويستطيع الفنان ان يجعل المتذوقين للوحة الوصول لتفسيرات مختلفة لها لكن كلها لا تخرج عن اطار الفكرة الرئيسة والتي عناها الفنان .. فهنا احد اسرار نجاح اللوحة ... كذلك عندما تسطيع اسقاط فكرة اللوحة على قضايا عالمية فهذا كذلك احد اسرار نجاح اللوحة مثل لوحة (انفاس الحرية ) فهذه اللوحة التي تمثل حرية وشموخ الأسرى يمكن اسقاطها على الأسير المظلوم الرافض للقيد والظلم في كل بقاع الأرض فكل مظلوم على هذه الأرض يصله شعور اننا نتحدث عنه وذلك لعدم وضع رمز معين لشعب معين بها ..بالإضافة الى التقنيات المستخدمة لتنفيذ العمل الفني وخاصة التقنيات والألوان الغير مطروقة مسبقا.. ونقطة الهروب باللوحة .طبعا بالإضافة الى مهارة الفنان بالتنفيذ كلها أساس نجاح الفنان .. أما بالنسبة لموضوع الانتشار والنقد ...للأسف من المفترض أن يكون على امتداد الوطن العربي على الأقل.. لكن كل هذا يخضع للعلاقات وعلى الاغلب مجاملات وخاصة ممن يدعون النقد الفني والصحافة .. اصبح من الندرة ان تجد ناقد فني حقيقي ينقد بموضوعية وبأسلوب فني مبني على أسس ...... وهذا يؤدي للأسف لانتشار الغث على حساب الفن الحقيقي .... واصبح هناك الكثير مما يتاجرون بالفن والفنانين وخاصة الفنانين المبتدئين فتجد الكثير في الدول العربية وحتى بعض الدول الأجنبية الإعلان عن المشاركة لمعرض ما مقابل مبلغ مالي بغض النظر عن قوة الفن او رداءته رغم انهم يعلنون بوجود لجنة لاختيار الاعمال لكن تتفاجأ بأن المشاركات أغلبها أعمال هابطة وتتفاجأ أكثر حين تجدها قد حصلت ذاتها على شهادات ودروع لمجرد دفع مبلغ معين وهذا على حساب صاحب الموهبة الذي يرفض هذه المساومات ...... وهذه الفئات أثرت بشكل واخر على من ينظمون معارض ملتزمة .. فيتهموا بأنهم من جماعة جمع الأموال في حين أنهم بعيدين كل البعد عن هذا التصرف، اذا الفن في هذا الزمن يكاد لا يخضع لقوة فرشاة الفنان ومهارته وخبرته وأفكاره ،بل يخضع للمحسوبية والواسطة ولمزاج من يعملون بوسائل الإعلام المختل
_ ومع ما يجتاح فلسطين و العالم العربي و الإسلامي و العالمي من ثورة عارمة ضد قرار ترامب الأرعن والخاص بنقل السفارة الأمريكية للقدس لا بد أن نعرج على الأحداث في ختام هذا اللقاء ..فناننا المبدع نياز المشني ابن فلسطين ومن تجذرت روحه وجبلت بتراب الوطن وامتزجت بعرق اللجوء؟
= هو "وعد من لا يملك الى من لا يستحق" ، فقد بنيت خزعبلات "الصهيونية" بحق تاريخي مزعوم ووعد الرب المزعوم... هو وعد من دولة مكونة أساسا من لقطاء العالم وقامت على أشلاء قوم أصحاب تلك الأرض الحقيقين وهم الهنود الحمر لكيان مكون من اللقطاء والعصابات زرعهم الاستعمار، لا وجود لدولة اسمها إسرائيل فكيف سيكون لها عاصمة ..!! هو إذا اعلان حرب على كل المسلمين في العالم ، القدس هي صلب عقيدة المسلمين قبلتهم الأولى ومسرى سيد الخلق ومعراجه عليه أفضل الصلاة والسلام. هذا القرار أعاد القضية الفلسطينية الى الواجهة كونها القضية المركزية واشعل فتيل انتفاضة ستستمر طويلا ان شاء الله فلا تراجع و لا استسلام ، قال تعالى : "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا " صدق الله العظيم
و أخيرا شكرا لهذه الاستضافة الكريمة و لهذا الحوار الجاد والمتنوع وأتمنى أن يكون محط اهتمام كبير لكل متذوقي الفن ناهيك عن لهم موهبة و تحتاج لصقل و تطوير ، ولكل من سيتابعه
--------------------------------------------------------------------------------
قائمة أهم المعارض الفنية التي شارك فيها الفنان المبدع نياز المشني :
أكثر من 70 معرضاً جماعياً وشخصيا منها معرض جماعي /مسابقة بجمهورية الهند عام 1975 معرض شخصي ( مدرسة حنين ) عام 1977 معرض شخصي ( عبد الله سراج ) عام 1978 مجموعة معارض جماعية ضمن مدارس التربية والتعليم في المملكة الاردنية الهاشمية بالفترة من 1975 الى 1981 - معرض شخصي ( الجامعه الاردنيه ) عام 1982 . - معرض شخصي ( الكليه العربيه ) عام 1983 . - معرض شخصي ( الكلية العربية ) عام 1984 . - معرض شخصي ( الكلية العربية ) عام 1985 . - معرض شخصي ( الجامعه الاردنيه ) عام 1990 . - معرض شخصي ( جمعية العبيديه ) عام 1990 . - معرض شخصي عام 2007 / الدائرة الثقافية لامانة عمان الكبرى/قاعة المدينة - معرض مشترك مع الفنان محمد بوليس ( الكليه العربيه ) عام 1986 . - معرض جماعي في القاهرة –مصر 1987 - معرض جماعي في بيروت 1988 - معرض جماعي في المانيا 1989 - معرض جماعي ( الجامعه الاردنيه ) عام 1989 . - معرض جماعي ببغداد –العراق 1989 - معرض جماعي ( قاعة الحسين ) عام 2005 . - المشاركة بجائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع / الفنون التشكيلية عام 2005 - المشاركة ( يوم الكرامة ) 2008 . - معرض ومهرجان القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 - معرض شخصي بعنوان بنفسجيات التراب 2009 - معرض جماعي مئوية عمان 2009 - 6 معارض جماعية مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي / الزرقاء 2011 - 3 معارض جماعيه المركز الثقافي الملكي 2011 - معرض جماعي مع مجموعة من الفنانين العرب –المركز الثقافي العربي -اللويبده - المشاركة بتصميم عدد كبير من الشعارات منها شعار للبتراء بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف البتراء 2011 - مجموعة معارض الفنانين العرب 2014 + 2015 - معرض المرسم الجوال الدولي الأول بعنوان "فلسطين حكاية ولون في المركز الثقافي الملكي - معرض المرسم الجوال الدولي الأول بعنوان "فلسطين حكاية ولون في استنبول2016 - معرض المرسم الجوال الدولي الثاني بعنوان "فلسطين حكاية ولون في سرايفيو 2016 - معرض المرسم الجوال الدولي الثالث بعنوان "فلسطين حكاية ولون في استنبول2017 - معرض مشترك مع مجموعة كونترست للفنون التشكيلية 2016 - معرض المرسم الجوال الدولي الرابع بعنوان "فلسطين حكاية ولون في فلسطين /نابلس 2017 - معرض الحرية " أسرى الحرية الاردن 2017 - معرض الاردن في عيوننا المركز الثقافي الملكي 2017
#سفانة_بنت_ابن_الشاطئ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على ناصية الحرف (4) : حوار جاد مع الشاعرالقدير جميل داري ..
...
-
بطاقة بحث عن - والدي - في عيون الذكرى
-
- سأبقى أحبكِ رغم كل ما فعلتْ .. -
-
على ناصية الحرف (3) : حوار جاد مع الشاعر الكبير - صبحي ياسين
...
-
على ناصية الحرف : حوار جاد مع الروائي المبدع -سعد سعيد -
-
على ناصية الحرف : حوار جاد مع الشاعر العراقي الراقي -عواد ال
...
المزيد.....
-
بيت المدى يؤبن المخرج والمفكر السينمائي قيس الزبيدي
-
مزيج أحزان البلقان والعثمانيين وأوروبا.. غناء سيفدالينكا الب
...
-
وفاة -جولييت- بطلة الفيلم الرومانسي الشهير -روميو وجولييت-
-
وفاة -جولييت- بطلة الفيلم الرومانسي الشهير -روميو وجوليت-
-
تشريح الانهيار العربي والشخصي في تجربة مسرحيّ التسييس سعد ال
...
-
أفضل المسلسلات العالمية في 2024.. نجوم السينما يغزون التلفزي
...
-
لأقوي أفلام الكرتون.. استقبل تردد قناة كرتون نتورك على الناي
...
-
دريد لحام يكشف جوانب من حياته الشخصية وزواجه من الفنانة صباح
...
-
الهند تتصدر قائمة الأكثر نفوذا في مجال الفن على مستوى العالم
...
-
فنانة كبيرة تدعو لحضور جنازة زوجها
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|