أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - قطار باريس. مرسيليا














المزيد.....

قطار باريس. مرسيليا


سمير هزيم

الحوار المتمدن-العدد: 5724 - 2017 / 12 / 11 - 09:57
المحور: الادب والفن
    


.في مقصورة القطار وقفت أحدق عبر النافذة .عيناي ترنوان للنخلة البعيدة . نخلة وحيدة شامخة في العراء.
‎كيف تستمد نسغ بقاءها في أرض جرداء قاحلة؟ .

‎ هكذا تساءلت مع نفسي . القطار يسير وئيداً ، طوال تلك الساعة بدقائقها لم اكن منتبها لوجود إمرأة في المقعد تجلس قبالتي تماماً. عندما التفت إليها ،أشاحت بوجهها بعيدا ...
‎تشاغلت بالنظر نحو بقعة الماء التي توزعت على جوانبها شجيرات الشوك والعليق.ا لملح الأبيض تسامق فوق المكان بشكل جعله يلتمع تحت وهج شمس الصباح ...
‎فتحت حقيبتها الصغيرة وأخرجت علبة سجائر فاخرة .فتحت غطاءها ببطء ، استلت منها واحدة . بحثت في حقيبتها عن الولاعة ..
‎أخذت تبحث بين طيات حقيبتها باهتمام مبالغ فيه ، .تعمدّت أن لا أُخرج لها ولاعتي التي في جيبي ... نظرت نحوي سريعا .. ثم عادت تبحث بأصابعها الرقيقة مرة أخرى ..
‎رفعت رأسها وتقطيبة حزن ارتسمت فوق حاجبيها تشي بالإستياء ..
‎سألتني طالبةً : ممكن نار
‎تعمدت ان لا اعيرها انتباهي .... كأني لم أسمعها ،
‎أعادت السؤال ثانيةً
‎__ممكن قدّاحة يا استاذ ؟
‎_عفوا ؟!
‎_قدّاحة لو سمحت ؟
‎_ماذا تفعلين بها ؟
‎ابتسمت بِاستغراب وتمتمت :
‎__أشعلُ بها السيجارة !
‎__آسف... انا ملا ادخّن .
‎_جيد أنك لا تدخّن.
‎_لماذا ؟!
‎_ التدخين مضّر بالصحة
‎_لماذا تدخينها إذن ؟
‎_مجرد عادة قبيحة .
‎_فعلاً ..لا فائدة فيها .
‎هزت رأسها بإيجاب . ضغطت السيجارة بين إصبعيها . جالت عيناها في فراغات الممر الضيق بين المقصورات .... لعل احدهم يمر وتوقد سيجارتها منه ...
‎ مرّ وقت طويل وهي ممسكة بالسيجارة و هي تنظر نحو شزراً بين آنِِ وآخر ..
‎ربما لم تصدق أنني لا ادخن ....
‎كانت نظراتها تشي بالشك في صحة إدعائي ... . بعد قليل رغبت في تدخين سيجارة ..
‎لا استطيع أن اخرج علبة سجائري .. الباكيت وعلبة عود الثقاب في جيب سترتي ..
‎قرّرت أخيرا أن أُخرج العلبة، واستليت منها سيجارة ... نظرت نحوي مستغربة ، قالت لي :
‎_قلت قبل قليل أنك لا تدخّّن
‎_أنا أدخّن.. ولكن لا آملك قدّاحة.
‎ هزّت رأسها وزمت شفتيها .عادت تنظر عبر النافذة ، كان القلق يرسم ملامحة في وجهها ، بعد هنيهة نهضت من مكانها، قائلة :
‎_سأبحث عن قداحة في المقصورات الأخرى.. لا أستطيع دون تدخين .
‎اوميت برأسي موافقاً . نظرت إلى حقيبتها التي تركتها في مكانها ، غابت عن نظري ... ،دسّست علبة الكبريت في حقيبتها ورجعت إلى مكاني مسرعاً.. .عادت السيدة الجميلة بعد لحظات وهي تنفث دخان سيجارتها .جلست في مكانها وشرعت تسحب نفساً عميقاً، فيما تعمدّت أن تنفث دخان سيجارتها في وجهي . قلت لها :
‎__ممكن نار؟
‎_آسفة .
‎_لماذا... أنتِ خبيثة إذن ؟
‎__ ..ماذا قلت ؟!
‎لم أشأ أن أعيد عليها الكلام ، فقد بان الغضب في عينيها وهي تضغط السيجارة بشفتيها . حملت حقيبتها ونهضت لتنزل في المحطة التي توقف عندها القطار ،،قالت له وهي تتأهب للمغادرة: .
‎__أليست هذه كبريتتك أيها الخبيث.. كنت تظن أني لم أرك وأنت تدسها في حقيبتي ؟
‎أخرجت علبة الكبريت
‎ ورمت بها عبر النافذة .
‎قبل أن تطأ بقدمها الأرض ...
‎قلت لها انتي طلبتي ولاعة .. وانا لاحمل عيدان كبريت لا احمل ولاعة ..
‎قالت ساخرة : اهاه ...
‎أدارت ظهرها لي ...
‎: صحتُ بها :
‎_انظري ..
‎عندي علبة كبريت احتياطية أخرى في جيبي!
‎رجعت إلي وسألتني :
‎_أين علبة الكبريت الثانية ياكذّاب ؟
‎_هذه الثانية أيتها الخبيثة .
‎خطفتها من يدي .. ونزلت مسرعة اثر تحرك القطار .. وقفت مشدوهاّ أنظر إليها عبر النافذة، وهي تلّوح لي بعلبة الكبريت ...
صحت اريد ان ادخن سيجارة ...
تابعت التلويح بعلبة الكبريت واستمرت ماضية



#سمير_هزيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابيض اسود
- حادث عارض
- قصة قصيرة. الهزيع الاخير
- قثطرة
- تخطيط قلب
- اختبار الجهد
- اللوحة السحرية
- العقدة القاتلة و
- زائرة المساء
- الدفتر الاحمر
- خارطة العالم تعنيني
- موضوع تعبير
- شجرة الذكريات
- قارئة الفنجان
- أحلامي
- لوحة من دمي
- حب استثنائي
- الصورة
- مغامرات ابو عمر وخديجة
- قصة قصيرة. معونة دوائية


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير هزيم - قطار باريس. مرسيليا