وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5724 - 2017 / 12 / 11 - 00:21
المحور:
الادب والفن
(1)
نعم.. أنا اعرف من أين أتيت
منفعل بذاتي، كاللهب
اوجد واتوهج من نفسي
ما أصنعه هو نور
ما أتركه هو رماد
لهبٌ.. أنا بكل تأكيد
(2)
من يريد ان يكون خالقا
للخير والشرّ
لابد ان يكون فانيا ايضا
وناقضا للاساسات
فذروة الشرّ تتصل بذروة الخير
أليست هذه هي الخليقة
(3)
أليس ممكنا ان تنقلب الاساسات
اليس محتملا ان يكون الصالح شريرا
وليس الاله غير اختراع لا اكثر
مجرد شيطان بعد التحسينات
الا يحتمل ان كل شيء خطأ من اصله
ألا يحتمل ان نكون مخدوعين
وإذ نكون مخدوعين،
يحتمل ان نكون خدّاعين ايضا
ألا يحتمل اننا ايضا، نخدع بعضنا البعض
(4)
الى هناك.. أريد.. وتشتاق
نفسي للامام، وكفي
عادة تستلقي البحار في زرقة
دافعة قارب رفيقتي
طيلة الظهيرة، نستلقي في الزمكان
فقط، عيناك غير العاديتين
ترمقانني.. الى ما لانهاية
ـــــــــــــــــ
ايكو هومو: باللاتينية ومعناها: هوذا الانسان، اقتسبها الشاعر من انجيل يوحنا (19: 5) وهي العبارة التي اشار بها بيلاطس الى يسوع، وهي عنوان احد كتبه الشعرية
فردريك فيلهيلم نيتشه [1844- 1900م] شاعر وفيلسوف الماني بارز، اثر في الحياة الادبية والفلسفة الالمانية والاوربية. في عام (1869م) عمل استاذ الفيلولوجيا التقليدية في جامعة بازل، وكان يومها في الرابعة والعشرين من عمره. بعد عشرة سنوات تدهورت حالته الصحية، وفي عام (1889م) اصيب بانهيار عصبي منعه من مواصة عمله، فقضى سنوات التالية تحت رعاية والدته ثم شقيقته حتى وفاته. وقد استثمر وقته في الكتابة وانجاز مؤلفه الشهير هكذا تكلم زرادشت. ويعتقد انه كان احد المستنيرين او هكذا اعتقد في نفسه، وكان يعيش بذهنه ويعتقد انه ادرك الحقيقة التي لم يدركها سواه، في نزعة غير بعيدة عن معتقد ابي العلاء المعري [973- 1057م]. ويبدو ان ذلك من اثر التربية الدينية الصارمة او جديته الزائدة في دراسة الكتب الدينية بوصفها مفاتيح للحقيقة المطلقة. وكتاباته الادبية والفلسفية حافلة برموز وتصورات المطلق واللانهاية والابدية والماورائية. ولعل مقطوعة (لهب) مثال واضح لذلك ويتمثل فيها السيد المسيح في وصفه الكتابي بنور الانوار، فضلا عن اله العهد القديم الذي يجمع كلا الخير والشر في ذاته، كما يتضح في المقطوعتين الثانية والثالثة، فيما تصف المقطوعة الرابعة حنينه الابدي لرومانسية عاطفية لا نهائية تحمله قواربها نحو بحار جديدة دائما
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟