أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند الصباح - ثلاث خيارات لا رابع لها














المزيد.....

ثلاث خيارات لا رابع لها


مهند الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 16:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


تتوالى ردود الأفعال المحليّة والإقليميّة والدوليّة على قرار الإدارة الأمريكيّة بنقل سفارتها إلى القدس، قرار فيه تحد واضح من هذه الإدارة للشرعيّة الدوليّة ولمشاعر كافّة العرب المسلمين منهم والمسيحيين، ويبدو بأنّ الإدارة الأمريكيّة لا تنوي التراجع عن قرارها هذا، خاصّة في ظل غطاء وفرته بعض الأنظمة العربيّة كما تناقلته بعض وسائل الإعلام العالميّة كتمهيد لتنفيذ بما بات يعرف بصفقة القرن وإعادة تشكيل المنطقة العربيّة وتقسيمها من جديد تحت السيادة الإسرائيليّة.
جاء هذا القرار ليضع الفلسطيني ومشروعه التحرريّ مجددا أمام عاصفة جيوسياسيّة هوجاء، تقتلع كل شجرة تحاول الصمود أمامها وترفض الانحاء، لذا سنرى دولا تنصاع لهذه العاصفة حفاظا على كيانها الجغرافي والسياسي، لا لشيء سوى أنّها لا تملك مقومات الصمود والتحدّي، وإن خالفت حدث لها ما يحدث في سوريا الحبيبة واليمن وليبيا. إلاّ أنّ الأمر يختلف نوعا ما بالنسبة للقيادة الفلسطينيّة التي لم تعد تملك ما تخشى خسرانه بعدما جرّبت معظم سبل الكفاح في سبيل تحقيق طموحات شعبها، وبالتّالي فهي مطالبة بتحديد ملاح الصراع المستقبلي ومطالبة بتحديد أدواتها وأساليبها لإدارة هذا الصراع المستقبلي. وباعتقادي هي تقف أمام إحدى الخيارات التاليّة:
أولا: الاستمرار في نهجها السّابق في الاشتباك السياسيّ حول طاولة المفاوضات التي فقدت شرعيّة راعيها الدولي بعد قراره الأخير، وإذا ما قررت القيادة الفلسطينيّة المضي قدما في هذا الخيار فعليها العمل على إيجاد راع بديل للعمليّة السياسيّة مع دولة الكيان، لكن هل هناك من يستطيع في السّاحة الدوليّة القيام بالدور البديل للولايات المتّحدة الأمريكيّة؟ لا اعتقد بوجود من هو قادر على ذلك، سواء على المستوى الفردي كدولة أو على المستوى الجماعي كالاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدّة، والسبب بغاية الوضوح وهو أنّ المنظومة الدوليّة وبالرغم من تباين مواقفها مع الولايات المتحدّة في بعض القضايا العالميّة إلا أنّها لا تملك الشجاعة الكافيّة للخروج عن الخطّ العام الأمريكي العالمي، لتشابك المصالح الاقتصاديّة والأمنيّة بينها وبين الولايات المتحدّة، وبالتالي ستجد القيادة الفلسطينيّة نفسها في نفق مظلم قد يمتدّ إلى عشرين عاما أخريات حتى لا يتبقى ما تفاوض من أجله على الأرض، وحتى ذاك الحين تكون دولة الكيان قد هوّدت القدس وسلبت المزيد من الأرض. وسيتعمّق الشرخ بين القيادة وبين الشّعب الذي سيحاول استرداد إرادته المسلوبة من الكمبرادوريّة الفلسطينيّة. وينطبق على هذا الخيار المأثور الشعبي القائل " إللي بجَرّب المِجرّب عقلو مخرّب".
ثانيا: العودة إلى منظّمة التحرير اسما وفعلا، وهذا يتطلّب منها إعادة الشّعب إلى دائرة صنع القرار الوطني عبر انتخابات شاملة للمجلس الوطني الفلسطيني والمركزي واللجنة التنفيذيّة، وإدماج كافّة الفصائل غير الأعضاء به على قاعدة التمثيل النسبي وليس المحاصصة أو بالتوافق كما جرت العادّة أحيانا. وبالتّوازي تقوم بالإعلان عن عدم صلاحيّة اتفاق أسلو وإلغاء السلطة الفلسطينيّة وإنهاء دورها الوظيفي- للعلم السلطة تعتبر إحدى مؤسسات م.ت.ف- الأمر هنا يحتاج إلى إطار سياسي يجمع جميع التيّارات التي تمثل الشّعب الذي أفرز المجلس الوطني الجديد. ومن العوامل الدّاعمة لهذا الخيار، التوجّه العام لدى قطاعات جماهيريّة فلسطينيّة واسعة يئست من عقم المفاوضات ودور السلطة الخدماتي مع دولة الكيان والمطالبة بضرورة الاشتباك مع دولة الكيان وضخ الدماء الجديدة في دائرة صنع القرار وتوحيد الصّف الوطني، مضافا إليه تزايد منسوب المقاطعة الدوليّة (بي. دي.إس) للكيان اقتصاديّا، وثقافيّا، وسياسيّا. وهنا لا يمكن إغفال الحراك الشّعبي العربي يوم الجمعة الماضي حين خرجت الجماهير ولأوّل مرّة منذ بضع سنوات في أكثر من عشر دول عربيّة ذات ثقل شعبي وإقليمي نوعا ما، وربما وجدت أيضا دعما من بعض الدول العربيّة التي تخشى على كيانها الجغرافي والسياسي من صفقة القرن، لأنّ إعادة تفعيل القضيّة الفلسطينيّة من شأنه خلط الأوراق الإقليميّة من جديد. ويمكن للقيادة الاستفادة من كونها عضو غير دائم في الأمم المتحدّة وتقديم شكاوى قضائيّة ضدّ ممارسات الاحتلال واستصدار القرارات الأممية الفاضحة للحقائق على الأرض. وبالمحصّلة امتلاك أوراق تفاوضيّة قويّة والتي يجب أن تدار- المفاوضات- بطريقة تختلف تماما عن سابقتها على قاعدة القرارات الأممية ذات الصّلة.
ثالثا: سحب الاعتراف بدولة الكيان والإعلان عن عدم الالتزام بقراري 242 و338، وبالتّالي الدّعوة إلى الدولة الديمقراطيّة الواحدة بين البحر والنهر كأساس لحل الصراع، وهذا الخيار يتطلب قرارا وطنيّا جامعا من كل ألوان الطّيف السّياسي والأيدولوجي الفلسطيني عبر المجلس الوطني الفلسطيني المنتخب، والإعلان عن دولة الكيان دولة فصل عنصري وإجراء العصّيان المدني في الأرض المحتلّة بشكل تصاعدي، مما يؤدّي إلى إثقال كاهل الدولة العنصريّة في الميدان. أمّا سياسيا، لا بدّ من الاستناد على اتفاقيات جنيف الأربع الداعية لاحترام الإنسان وتقديس إنسانيّته. فالعوامل على الأرض والحقائق التي فرضتها دولة الكيان تجعل من الصّعوبة بمكان إقامة دولة فلسطينيّة ذات سيادة وطنيّة كاملة على حدودها الجغرافيّة ولا تسمح بالنمو والتطور التراكمي والطّبيعي.
ربما يكون هذا الخيار الأخير من أصعب الخيارات الممكنة أمام القيادة الفلسطينيّة. إلا أنّه من الصّعوبة أيضا استمرار الوضع السّابق وفق المعايير التي حكمته، ومن الصّعب على الشّعب الفلسطيني البقاء تحت احتلال لا يكلّف المحتل عبء احتلاله للأرض والإنسان. على كل الأحوال لن تحلّ القضيّة الفلسطينيّة ما لم تعد لتتربع على سلّم أولويات السّياسة الدوليّة.



#مهند_الصباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكمبرادوريّة الفلسطينيّة ومشروع الخلاص الوطني
- كتاب ثقافة الهبل يدعو لتحرير العقول
- لماذا تتم المصالحة الفلسطينية الآن؟
- معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع
- حجارة الدمينو الفلسطينية
- الصمت الرسمي الفلسطيني من أزمة الخليج.
- قطع العلاقات مع دولة قطر...
- قراءة في رواية الحنين إلى المستقبل
- قراءة في رواية مسك الكفاية
- أربع رسائل في سرديّة - أيلول الأسود -


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند الصباح - ثلاث خيارات لا رابع لها