خالد درويش
الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 14:07
المحور:
الادب والفن
القدس ليست مجرّد مسجد وكنيسة وحائط،
القدس ليست عاصمة،
القدس أكثر من ذلك..
إنها رائحة خبز الفقير في الصباح، وغلّة الفلاحة التي باعت كل نعنعها في المساء.
القدس شارع ضيّق تصغي حجارته لوشوشات الحبيبة إلى الحبيب،
وهي السلالم الحجرية التي يتسابق عليها الأطفال لاستقبال الأب العائد إلى البيت مساء الخميس محملا بالهدايا.
القدس شبابيك ترسل الدعاء إلى الربّ من أجل الغيث والأمن والسرور
وبوّابات صغيرة تفضي إلى بيوت تضجّ بالحياة والخوف من الغرباء.
إنها الجرّة المركونة بالماء البارد على الرصيف دفعاً للأسى عن أرواح الأسلاف
وهي المخابز وصالونات الحلاقة التي تنتعش بروّادها حتى الفجر في ليلة العيد.
القدس أعراس وجنازات،
تسريحة ضفائر المراهقة على الشرفة، وبكاء الطفل من أجل برتقالة.
القدس مدرسة وحانوت وحانة،
محطة توزع المسافرين في الجهات،
وزاد للعابرين عند مدافن الأحبة في خميس الموتى.
إنها الحزن والفرح، الألم والأمل، الذكريات والأماني..
إنها كل شيء.
#خالد_درويش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟