أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جورج فايق - لا تتركوا الأطفال فريسة لتعصب و جهل أسرهم














المزيد.....

لا تتركوا الأطفال فريسة لتعصب و جهل أسرهم


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


يتعايش المسلمون مع المسيحيون في القرى في هدوء ظاهري ومن يرى هذا التعايش قد يظن أنه مثال رائع للود فبينهم مصالح مشتركة و يجمعهم هدف واحد هو اللهث وراء لقمة العيش الذي أصبح الحصول عليها ليس سهلاً الكل يعمل و يكدح حتى يحصل على فتات قليلة تشبع أولاده و الحياة أصبحت صعبة و الأسعار مرتفعة و الدخول تكاد تكون منعدمة في قرى يحيا الغالبية العظمى فيها تحت خط الفقر لا يجدون فيها مياه نظيفة يشربوها و لا يوجد صرف صحي و الكهرباء ضعيفة فالبنية أساسية ضعيفة وتكاد تكون منعدمة و لا تصلح تلك القرى ليعيش بها بشر و لكنها تعمر القرى بآلاف البشر يتزايدون بكثافة كبيرة ينتشر الجهل و التخلف في ربوع القرى رغم وجود المدارس فيها و لكن إمكانيات التعليم فيها محدودة و لا أقصد هنا الإمكانيات المادية فقط و لكن الإمكانيات البشرية فالمدرسين يستخدمون مناهج عقيمة تعتمد على الحفظ و التلقين و تخلو من الإبداع
و ما أن تحدث أي حادثة حتى تظهر الحقيقة تعصب و كره يصل إلى درجة القتل و الحرق و السرقة و النهب و لا تصلح الحلول الجاهزة بنزول الشرطة بعد خراب كل شيء و مقابلة رجال الدين لبعضهم و القبل أمام الناس لأن اللي في القلب في القلب و هذه التمثيليات أصبحت مملة و لا طائل منها و لا تنفع التصريحات الوردية الكاذبة أن مصر لجميع المصرين و أن الدين لله و الوطن للجميع فالشعار الواقعي هو الدين لله و الوطن للمسلمين
كل هذه الحلول تشبه من يحتاج عملية جراحية ضرورية لإنقاذ حياته و يتعاطى مسكنات هذه المسكنات لن تنقذ حياته لابد من عملية شاملة لبتر التعصب و الجهل من المجتمع و إعلان ثورة على المفاهيم و التقاليد العنصرية وقيام القانون المدني الذي يعطي الجميع حقه بغض النظر عن جنسه و دينه و يقع على التعليم عبء كبير فهو الذي سينير العقول و الضمائر بعد أظلام دام قرون عديدة بالعلم سوف يشق بصيص ضوء في قلوب معتمة بظلمة الكره و التعصب يجب على المدرسين و المعلمين أن يعوا خطورة مهمتهم و لكن المدرسين ينظرون إلى مهنتهم أنها وسيلة للعيش فقط لا يدرون عظمة رسالتهم و يجب أن لا يشاركوا المعلمين الأهالي في تعتيم عقول الأطفال و ملئ قلوبهم بالحقد و الكره فالمدرسين يستطيعون أن يعلموا التلاميذ الرقي و التحضر قبل أن يعلمونهم المعلومات يستطيع أن يحول كل مدرس فصله إلى واحة جميلة وسط مياه عفنة بفضل العلم يمكن أن تصبح المدرسة في القرية بمثابة نقطة ضوء في ظلام دامس مليء بالجهل و التخلف يستطيع المدرس أن يعلم تلاميذه كيف يحترمون الأخر و أنه ليس هناك فرق بين ولد أو بنت أو بين غني و فقير أو بين مسيحي أو مسلم الكل سواسية في هذه الواحة لا يوجد أحد فوق قانون الفصل أن كنا فقدنا الأمل في إصلاح الكبار الذين لا وقت لديهم للتفكير بأحوالهم فهم يشبهون ثيران في ساقية يعملون معظم الوقت و الوقت الذي لا يوجد فيه عمل يستريحون من أجل الاستعداد للف في نفس الدائرة لا يفكرون و أن أرادوا أن يفكروا لن يستطيعوا لأن عقولهم الذين تركوها فريسة للجهل و التعود قد تعطلت عن العمل لأنهم لم يستخدموها و العضو الذي لا يستخدم يضمر و ينقرض و لا يوجد عضو في جسمنا لا يستخدم مثل العقل في بلدنا مثل العقل
أهملنا عقولنا منذ قرون و أصبحنا نعيش على التقاليد و العادات الموروثة سواء كانت صحيحة أما لا سواء أن كانت صالحة لعصرنا أما لا و قدسنا عادتنا و مفاهيمنا وأصبح من الكفر أن نطرحها للنقاش و التحليل أصبحنا عبيد لها و لا نستطيع أن نغيرها
لما لا نبدأ بتعليم أطفالنا و ننقش في عقولهم مبادئ و قيم جميلة لعلها تبدد القبح الذي نعيشه و اعتيادنا عليه
لما لا نعلمهم أسلوب راقي في الحوار بدلاً من السب و اللعن الذي يعاني منه الشارع المصري
لما لا نعلمهم كيفوا يحبوا أنفسهم محبة صحيحة ليس بها نرجسية و من خلال حبهم الصحيح لأنفسهم سوف يحبوا الآخرين لأن من لا يحب نفسه محبة سليمة لا يستطيع أن يحب الآخرين
لما لا نعلمهم قبول النقد من الأخر و الرد عليه بأسلوب متحضر و البعد عن أسلوب الهمجية
لما لا نعلمهم احترام معتقدات و أراء الآخرين و نعلمهم أسلوب الحوار و أن اختلاف الرأي أو العقيدة لا يفسد للود قضية ففي النهاية جميعاً مصريين و يربطنا مصير واحد
لما لا نعلم أطفالنا أن بناء المسيحيين كنيسة لهم في قريتهم و قريتنا شيء لا يعيب القرية و أنما يشرفها لأن من حقهم أن يمارسوا عبادتهم بالطريقة التي يرونها
لما لا تعلم أطفالنا أن هذا الوطن ملك للجميع و ليس حكراً على أحد و أن المسيحيين ليسوا أهل ذمة و أن المسلمين ليسوا محتلين
لما لا نعلم أطفالنا أن بقاء المسيحيين في بلدهم شيء بديهي لأنها بلدهم مثل ما هي بلدنا و أن وجودهم حق لهم لا علاقة له بسماحة الإسلام فالحقوق لا تعطى أحساناً
لما لا نعلمهم أن يصنعوا الخير للجميع بدون تفرقة
لما لا نعلمهم الانتماء للوطن و ليس للجامع أو الكنيسة و يصبح الجميع مصريين همهم هو رفعة و عزة بلادهم
لما لا نعلم أطفالنا كيف يحترمون النساء و كيف لا يحتقرونهم و يتحرشون بهم في الشوارع بالكلام أو بالفعل
لما لا نعلم أطفالنا كيف نحب مصر و نضحي من أجلها و لكن أن يكون الحب متبادل فيجب أن تحب حكومة مصر أولادها و تعمل من أجلهم و تحفظ كرامتهم لأن الظلم و الفساد يقتلوا الانتماء داخل الفرد
لما لا نعلمهم حب جمال الطبيعة و المحافظة على الأشجار بدلاً من اللهو بها و تكسيرها دعونا ننزع طاقة التدمير و حب القبح و التعصب الأعمى الذي زرعته أهالي بجهلها
لا تتركوا الأطفال فريسة لجهل و تخلف الكبار و ألا لن نجني شيئاً من تعليمهم
و لكن هناك مشكلة تعيدنا إلى نقطة البداية كيف نحصل على عدد كافي من معلمين لم يشربوا من ينبوع الجهل و التعصب و ينظرون للتعليم و التربية أنهما رسالة مقدسة و ليس وسيلة لبث سمومهم و تعصبهم في أطفال أبرياء ليصبحوا نسخة من آبائهم و معلميهم .



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعبان عبد الرحيم يركب موجة الهجوم على الدانمرك و أهو كله أكل ...
- عيد الكره
- ندين رسوم الإساءة إلى رسول الإسلام و لكن !!!!!!
- سارة
- إعلان و تحذير من منتجي بول البعير الأصيل
- شريعة الجهل البدوي تضيع حق أم و أبنها في النسب لأبيه
- هل رأيتم ما يشغلنا و محور اهتمامنا !!!!
- هل تستخدم ال بي بي سي توقيت مكة المكرمة بدلاً من غرينتش قريب ...
- الحقيقة دريم في مصر
- نعم النبوة و الألوهية بحاجة إلى دليل !!!
- يا امرأة عظيم هو أيمانك
- مبرئ المذنب و مذنب البريء كلاهما مكرهة عند الرب إلى الأستاذة ...
- لم يعد هناك ( أ ) أرنب _ و ( ب ) بطة بل هناك ( أ ) إرهاب و ( ...
- تحية للصوت الصارخ بالحق في برية الخوف و النفاق رد على مقالةع ...
- السامري الصالح و قبول الأخر
- الأسلام كرم المرأة ! و الدليل هنا
- انتخابات مصر (مسرحية من 3 فصول ) يشهدها على المستوى المحلي م ...
- هم أولى بوحشهم
- حْبلى قصيدة لـ نزار قباني
- من أي روح أنتم ؟


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جورج فايق - لا تتركوا الأطفال فريسة لتعصب و جهل أسرهم