سلمان عبد
الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 18:49
المحور:
كتابات ساخرة
كريم الهاشمي
من الشخصيات الفكهة التي عرفت في كربلاء اذكر منهم مما تحفظه الذاكرة :
هادي الشربتي ، وعبد الزهرة الشرطي ، وعبد علي الهر ، و عبد مالج ، وحسن نفه ، والاستاذ المرحوم ( كريم الهاشمي . (
عرف الاستاذ الهاشمي بالظرف والفكاهة وابتداع الطـُرف وخلق المواقف الساخرة والويل لمن يقع ضحية لسخريته ، ويعتبر الهاشمي من اعلام القانون العراقي ، فهو محامي قدير وضليع بالقوانين ويستشار لاي لبس او اشكال او تفسير في موضوع قانوني ، ولمكانته العلمية هذه كان عضو في الهيئة الادارية لنقابة المحامين / المركز العام .
والهاشمي ، مهيب الجانب ، يتمتع بجسد ضخم وشعر ابيض ووجه صبوح ومكتنز يزيده هيبة ووقار ، ومن هنا تاتي " المفارقة " التي كان " يشتغل " عليها في الايقاع بــ " ضحاياه " ممن يكونوا هدفا لسخريته ، واحفظ للهاشمي الكثير من المواقف و المقالب التي فعلها بالكثيرين وقفشاته وسخريته طالت حتى القضاة ولم يسلموا منها !.
اكثر مقالب و قفشات الهاشمي كانت " جنسية " ، فكما هو معروف ان هذا اللون من الفكاهة هو الاكثر " رواجا " والاكثر مجلبة للسخرية ، وقد لعب عليه الهاشمي بامتياز ، والمفارقة المهمة ان هذا الرجل الذي يتمتع بكل هذه الهيبة لا ياتي في البال بانه صانع النكتة .
و" المفارقة " من اسس بواعث الضحك كما يؤكد عليه الفيلسوف الفرنسي " برجسون " فيقول :
نحن نضحك عندما يتزحلق رجل وقور بقشرة موز ويسقط ، لكننا لا نضحك عندما يسقط طفل لنفس السببب بل يكون مدعاة للعطف .
كان يسكن " حي الحسين " في كربلاء ، ويستقل باصات المصلحة للوصول الى بيته ويدفع الاجرة للجابي حال صعوده لئلا تُدفع عنه الاجرة ، وكان الباص مزدحما في اغلب الاحيان ، فيظل واقفا رغم التبرع له " بمقعد " من قبل الجالسين ، وكان بيت الشيخ " محروث الهذال " شيخ شمر على ما احسب ، يسكن في نفس الحي ، مما جعل الكثير من " البدو " يستقلون المصلحة للوصول الى بيت الشيخ ، وصادف صعود احدهم الى الباص وكان مزدحما فوقف امام الهاشمي ، فما كان من الهاشمي ان مد يده الى مؤخرة البدوي وعبث بها ، فالتفت البدوي بغضب الى الخلف ليجد هذا الافندي المحترم الاشيب الراس ، ولم يخطر بباله ان يفعلها ، ثم كررها الهاشمي ، و البدوي المسكين في كل مرة يلتفت الى الوراء فيجد الهاشمي بكل وقاره و " حباب " مما يبعد عنه الشك ، وهكذا ، حتى نزل البدوي من الباص ، من دون الوصول الى مبتغاه ، وفضها .
رحم الله الهاشمي الكبير الذي لا ننساه ابدا .
#سلمان_عبد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟