أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مادونا عسكر/ لبنان - صورة المعلم المرشد في لغة العشق/ قراءة في نصّ -الحب أن...- للكاتب فراس حج محمد














المزيد.....


صورة المعلم المرشد في لغة العشق/ قراءة في نصّ -الحب أن...- للكاتب فراس حج محمد


مادونا عسكر/ لبنان

الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 23:07
المحور: الادب والفن
    





- النًصّ:
الحبّ أن...
الحبّ أن تأكُليني كما ينبغي لامرأة أن تأكل قطعة خبزٍ طريّة بعد جوع طويلْ
واشربيني مثل كأس نبيذ في عشائنا الأول
ذاك العشاء الجديدْ
والبسيني مثل قطعة بحرية شفافة
واركبيني مثل موج ضارب للشاطئ
لا يملّ من التحدث في السّريرْ
واستعيديني كوعيٍ وجوديٍّ مثقلٍ بأفكار السلام بعد حرب عنيفةْ!
يا امرأة من كلّ شيء استقبليني
مثل ضوء ومركب نهرٍ في امتداد جموحك المستقيمْ

- القراءة:
في تقريب يسوعي ملائم بين الحالة المسيطرة في نصّ الشّاعر فراس حج محمد والنَّفَس الإنجيلي نجح الشّاعر في سكب صورة عهد جديد تجلّى فيها العشق بصورته الجديدة، أي المتسامي والخارج عن الزّمان والمكان. ويبدو للقارئ جليّاً ولوج الشّاعر في قلب الحقيقة العشقيّة متّخذاً دور المعلّم. (الحبّ أن...). وكأنّي به يتلو تعليماً جديداً خاصّاً يعبّر عن وهب الذّات الكلّيّة، تشير إليها الأفعال (تأكليني/ اشربيني) الّتي تخرج عن إطار الغذاء الجسديّ لترتقي إلى مقام الهبة الكلّيّة للذّات.
(الحبّ/ الأكل/ قطعة خبز/ جوع طويل) مصطلحات تكشف عن رابط وثيق أساسيّ بين الحبّ والحياة الجديدة. الخبز رمز الحياة، به نستمر ونحيا جسديّاً، إلّا أنّه يتساوى في النّصّ مع الحبّ ما يمنحه تلك القيمة الحياتيّة الّتي تشير إلى هبة الذّات. وإن دلّ الجوع على أمر فهو يدلّ على إفراغ المحبوب من داخله حتّى يتاح للحبيب أن ينسكب بكلّه حتّى لا تبقى ذرّة كيانيّة واحدة خالية من الحبّ. يذكّرنا هذا الانسكاب/ الاتّحاد بقول الحلّاج:
يا كلّ كلّي يا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي وأجزائي

يا كلّ كلّي وكلّ الكلّ ملتبس
وكلّ كلّك ملبوس بمعنائي

في إشارة إلى امتزاج الحبيب بالمحبوب امتزاجاً كلّيّاً نهائيّاً. إلّا أنّ هذا الامتزاج مرّ باختبار حقيقيّ حتّى بلغ مقامه، وهو رحلة الجوع الطّويل، انتظار الحبّ/ الحياة. (الحبّ أن تأكُليني كما ينبغي لامرأة أن تأكل قطعة خبزٍ طريّة بعد جوع طويلْ). لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الشّاعر يعلّم أصول الحبّ الكوني مبشّراً به عبر المرأة الشّخص، (كما ينبغي لامرأة). فهو لا يخاطب أنثى بعينها وإنّما المرأة. ما يمنح النّصّ قيمة أرفع وأبهى ويعلي الشّاعر رتبة المعلّم والمرشد. ولا ريب أنّ دلالة النّبيذ تتّجه في ذات المنحى (واشربيني مثل كأس نبيذ في عشائنا الأول) لتؤكّد معنى الهبّة الذّاتيّة والاتّحاد الكيانيّ.
العشاء الأوّل هو العشاء الجديد، وكأنّي بالشّاعر ولج عهداً جديداً عشقيّاً، فهو العشاء الأوّل الجديد الّذي يأخذ بعداً سماويّاً علويّاً في سماء جديدة وأرض جديدة. فما بعد الاتّحاد العشقيّ أصبح كلّ شيء جديداً من جهة الرّؤية والممارسة. (والبسيني مثل قطعة بحرية شفافة)، كدعوة لخلع اللّباس القديم والاصطباغ بالجديد، كحالة ولادة عشقيّة جديدة تؤسّس لوعي وجوديّ جديد ولحياة أبديّة. (واستعيديني كوعيٍ وجوديٍّ مثقلٍ بأفكار السّلام بعد حرب عنيفةْ!). وما الحرب العنيفة إلّا دلالة اختبار الاحتراق العشقي في سبيل بلوغ مقام العشق العلويّ الكونيّ المستقيم الكامل:
يا امرأة من كلّ شيء استقبليني
مثل ضوء ومركب نهرٍ في امتداد جموحك المستقيمْ



#مادونا_عسكر/_لبنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رحاب الحلّاج (10)/ الدّهشة
- عبء الظّاهر على حياة الإنسان
- وقفة إنسانيّة مع أهالي الأطفال المغاربة.
- اللّامحتجب
- في جنّة صونيا عامر
- في رحاب الحلّاج (6)
- صلاة الكمال
- قراءات في سفر نشيد الأناشيد (6)
- الدّين، التّديّن، أم الإيمان ؟


المزيد.....




- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مادونا عسكر/ لبنان - صورة المعلم المرشد في لغة العشق/ قراءة في نصّ -الحب أن...- للكاتب فراس حج محمد