أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن














المزيد.....

عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:05
المحور: الادب والفن
    


حين تكون الكلمة موئلا للهيام ومنبرا لاطلاق الصوت الذي يحاول اختراق مثابات الموت بحثا عن الحياة تكون نقطة لأنطلاق الذات الى درابين واسعة تؤدي الى فضاء يسود فيه الحب ويحيا النقاء وهذا ما نصبوا اليه دائما .. والمتلقي دائما يبحث عن واقعه في متاهات النص وكوامنه لذا فالمتابع لنصوص الشاعر عبدالكريم الكيلاني يجد انه ينجرف بلا وعي الى عوالمه فاسلوبه محبب يعزف على اوتار هائمة ليعلن عشقه للوطن والحبيبة
موضوع النص
من يقرأ عري القناديل للشاعر العراقي عبد الكريم الكيلاني, يرى أنه قد استطاع أن يجمع بسطوره ثلاث صور مختلفة: للمرأة, للوطن والقصيدة التي توكأ بها, فظهرت بين سطوره عكازا لترسم أحاسيسه المرهفة لوحة جميله, ينساب جمالها بجمال كلماتها. المرأة هنا هي الحبيبة الغائبة, هي الوطن الذي يريد بلوغه وهي القصيدة ذاتها.و من اجلها كتبت, ولم لا؟ وخصوصا أن المرأة على مر العصور هي رمزا للجمال ,للإغراء والجنس. وهذه العوامل اجتمعت كلها في ألقصيده.
المرأة في القصيدة غائبة جسدا لكنها موجودة روحا في كلماته, فهو عندما توكأ بالشعر والكتابة لينقل لنا حزنه استطاع أن يظهر لنا غيابها عنه(أقترف الحب وحيداً), فهي موجودة
في كلماته, في فكره وغائبة جسدا من واقعه. فهو عندما يتسائل كيف سيبلغها, نرى مدى الحزن في كوامنه المتلاطمة حنينا لمن اصبحت ملهمته التي تبث فيه المشاعر كي يمتزج بالحياة
الصورة الثانية التي ظهرت بها المرأة في القصيدة هي صورة الوطن. فهي تظهر كأنها وطن الشاعر, وهذه إحدى ميزات الشعر الذي قيل عن وفي المرأة, فالوطن هو المكان الذي نسكن ونبقى فيه, وهنا نرى الشاعر انه مازال يبحث عن هذا الوطن الغائب الذي هو المرأة.(
أبحث عن وطن يأويني & وعيون تخترق جنوني) لكن الملفت للنظر أن في نهاية القصيدة يطلب منها أن تبقى غائبة. وهذا يعود لتمسكه في وطنه الذي هو بمعنى بلاده.
وطني .. جرّع قلبي القيحَ
.. وأسْهدَ أجفان قريضي
المرأة في القصيدة هي المركز وعري القناديل هنا هو عري المرأة الذي يراه الشاعر عريا جميلا لكنه غائبا من حاضره لهذا هي في النهاية بقيت حلما يسعى إليه لكنه لم يصله. غيابها هذا ولد الكثير من الحزن والحسرات في قلب الشاعر.
في القصيدة الكثير من التساؤلات:
كيف أجرّ سنيني خلفي؟؟؟
كيف أكحل عينيك بقافيتي الخجلى...؟
يف أرطب شفتيك بلون القزح المحروم من الشمس؟؟
كيف أطوف ثناياك؟؟؟
وأسقي بجنوني حرثك ياأنت ؟؟؟
كيف سأبلغ عينيك ..؟؟
هذه التساؤلات كلها موجهه للمرأة, في الوقت ذاته لم يبخل علينا الشاعر بالإجابات لهذه الاسئله, فهو عندما يسال ويجيب أسئلته كأنه يقوم بدارسة أفكاره عن طريق الرفلكسيا. أن هذه الاسئله هي عري القصيدة من وجود المرأة, وعريها من الفرح الذي هو قنديلا يضيء حياة البشر, فمن هنا أرى أن عري القناديل هي واقعيه وليست متخيله في ظروف كتابة ألقصيده, فأسئلته هي استعاره واضحة لحزنه
القصيدة كلها عبارة عن افكارمستحدثه من ماضيه. وانعدام الأمل والفرح من حاضره .
أن أسئلة الشاعر العميقة تعطي للقارئ صوره واضحة عن ماضيه المثقل بالإحزان, وحاضره الذي لفته الحروب وسفك الدماء الذي في وطنه, فالقصيدة كتبت في أوج الحرب والاحتلال الأمريكي للعراق, الذي هو وطن الشاعر.
هنا نرى فعلا غياب الفرح من عالمه بعد ما طرحه من أسئلة, وأسباب مقنعه جدا للقارئ.
كيف سأجر سنيني خلفي؟ المعنى هنا كيف سأتابع سنيني وماضي مثقل بالإحزان, هنا نرى الشاعر أنه بربط الإجابة بقضية سفك الدماء التي في وطنه.
رغم غياب الأمل من بين السطور إلا انه في نهاية ألقصيده كانت لدى الشاعر قوه عندما طلب مغادرة تلك المرأة رغم حاجته ألماسه لها(فدعيني يا فاتنتي&اتضور جوعا في وطني)هنا انه فضل وطنه رغم الحرب والجوع.
الوطن في القصيدة يظهر مرتين, كما ذكرت سابقا هو المرأة نفسها والثاني هو الوطن بمعنى الوطن الذي يحيى به. وطن الجوع ووطن الجراح.
أن عري القناديل, هي صرخة الم, مأساة وطن, غياب امرأة, أحاسيس مكبوتة وعكازا صلبا للشاعر.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النرجس لا ينبت في نيسان
- ضرورة انتقاد المسئولين
- العسر التعليمي الاكاديمي
- العسر التعليمي التطوري
- مذكرات متعسر


المزيد.....




- تراث عربي عريق.. النجف موطن صناعة العقال العراقي
- الاحتفاء بذكرى أم كلثوم الـ50 في مهرجاني نوتردام وأسوان لسين ...
- رجع أيام زمان.. استقبل قناة روتانا سينما 2024 وعيش فن زمان ا ...
- الرواية الصهيونية وتداعيات كذب الإحتلال باغتيال-محمد الضيف- ...
- الجزائر.. تحرك سريع بعد ضجة كبرى على واقعة نشر عمل روائي -إب ...
- كيف تناول الشعراء أحداث الهجرة النبوية في قصائدهم؟
- افتتاح التدريب العملي لطلاب الجامعات الروسية الدارسين باللغة ...
- “فنان” في ألمانيا عمره عامين فقط.. يبيع لوحاته بأكثر من 7500 ...
- -جرأة وفجور- .. فنانة مصرية تهدد بمقاضاة صفحة موثقة على -إكس ...
- RT العربية توقع مذكرة تعاون في مجال التفاعل الإعلامي مع جمهو ...


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - عري القناديل: امرأة, قصيده ووطن