فؤاد أبوحجلة
الحوار المتمدن-العدد: 5720 - 2017 / 12 / 7 - 13:48
المحور:
الادب والفن
لم يعُد بيننا شيءٌ يمنعُنا من كسْرِ المسافات
هناك في الداخل أريكة جلدية باذخة
وشمعةٌ في المنتصف
تُضيءُ وجهَ الشِعر
لكنَّ الأبواب مُقفلة
والجوُّ غائمٌ
ينفثُ الحياةَ في انتظارِ الطّفلِ فينا
كي يشُبَّ عن لهوه في الحقول البعيدة
*
تلك هي الصورةُ التي انطلقنا منها
صفحةٌ عائمة على بحرٍ من تفاصيل صغيرة
فاقتربي أكثر
كي تصير للريح التي تهبُّ من لهفتنا مجازاً يدفعُ الزورقَ إلى حافة الوصول
اقتربي أكثر
كيما يتبقّى بيننا غيرَ مدى العِطر
وفنجان القهوة
*
تعالي نُعدِّدُ الأشياء التي لن نفعلها
مثل حديثِ النّاس عن أوراق الشغف التي هطلت من أعمارِهم
وعن سلوتهم الوحيدة في حشو الوقتِ بالطعام
وعن نشراتِ الأخبار التي رغم أناقة المذيعة
سوقيةٌ ترفعُ الأصبع الوسطى في وجوهنا
أشياءُ لا تهمّنا
فلننفضها عن شفاهنا
كي نستعيد لثغة الطفولة
في لُغةِ الحاضر
*
اقتربي أكثر
إذ ربما استطعنا أن نرشوَ عقارب الساعة بهمستين وضحكة
ونرشّ ماء الحياة فوق العراجين التي ذبُلَت من حرمانِنا
لم نهرم بعدُ
وما زال في مقدورنا أن نتناولَ حفنةً من أمل
عن رفٍّ بعيد
لم نكبر بعد
ونسينا أعمارنا على العتبة
*
اقتربي أكثر
ولا تخافي من الشتاء
فلديَّ من الكتب ما يكفي الكوانين
ولديَّ من الألوان ما يهزِمُ شكل الرماد في المساء
لا تحفلي بالمجد
فلدينا من الكلمات ما يصنعُ التاريخ
لا تخشي من الأعداء
فلدينا من الحب
ما يمنعُ المدينة من السقوط
*
اقتربي أكثر
صوّبي خطواتك نحو آخرِ الطريق
فإن لم تجديني
فقد تركتُ لكِ وردةً
على شاهدةِ قبري
#فؤاد_أبوحجلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟