حوار اللحظة الراهنة مع نايف حواتمة
قال نايف حواتمه في تصريحات خاصة بأن الإعداد الأمريكي المتواصل لشن العدوان على العرق هدفه الاجتياح والاحتلال. وأكد بأن الإعداد الأمريكي المتواصل والإدارة الأمريكية بقيادة بوش تحشد الجيوش البرية والبحرية والجوية من حول العراق، تمهيداً وتحضيراً لاحتلال العراق ودخول بغداد العاصمة، في سياق مصالح استراتيجية عليا إمبريالية أمريكية لوضع يديها والسيطرة على البترول في العراق ومجموع حوض النفط في منطقة الخليج.
واعتبراً بأن المخاطر الكبرى ستنعكس بالضرورة على فلسطين وشعبها مع بدء الحرب الأمريكية على العرق . وكشف بأن حكومة شارون قد جهزت نفسها من أجل اجتياح كل المناطق الفلسطينية واحتلال كامل قطاع غزة، إضافة إلى اعتقال أكبر عدد من القيادات الفلسطينية، وكوادر الانتفاضة، وإبعاد عدد آخر خارج الأراضي الفلسطينية بمن فيهم ياسر عرفات، والهدف من ذلك العودة إلى ماقبل عشرة سنوات، أي العودة إلى الإدارة المدنية الإسرائيلية للأراضي المحتلة تحت حراسة قوات الاحتلال، وتسريع وتيرة الاستيطان ونهب الأراضي الفلسطينية، وبالتالي الشطب النهائي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من الخارطة السياسية. وفيما يلي نص الأسئلة وإجابات حواتمة عليها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال: على ضوء تسارع حركة الحشود العسكرية الأمريكية في المنطقة واحتمالات الحرب ، وبحكم علاقاتكم السياسية العربية والدولية ، ماذا تقولون للقيادة العراقية ؟
حواتمه: خلال الفترة السابقة قمنا بمباحثات مع القيادة العراقية، وطلبنا من القيادة العراقية قطع الطريق على أي مبررات تكتيكية أمريكية لاحتلال العراق، وذلك بالتعاون الكامل مع المفتشين الدوليين وبتطبيع العلاقة مع جيران العراق وخاصة السعودية والكويت وإيران، وإجراء سلسلة من التحولات الديمقراطية داخل العراق وإشاعة الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.
سؤال: في هذه المرحلة الدراماتيكية، وعلى أبواب الحرب العدوانية ضد العراق، عقدت جولة من المباحثات الفلسطينية ـ الفلسطينية في القاهرة والحوار من أجل برنامج سياسي جديد واستراتيجية ….
حواتمه: المباحثات المصرية ـ الفلسطينية والفلسطينية ـ الفلسطينية التي جرت في القاهرة ـ مصر تشكل بوابة تحضير للحوار الشامل والهدف هو بلورة مجموعة من الأفكار التي تودي إلى قواسم مشتركة في الحوار الوطني الفلسطيني ـ الفلسطيني الشامل .
بدأت الحوارات الشاملة في القاهرة حيث ترأس وفد الجبهة الديمقراطية فهد سليمان عضو المكتب السياسي، وشارك في هذه الحوارات 12 فصيلاً منها 10 فصائل من داخل منظمة التحرير الفلسطينية وفصيلين من خارج منظمة التحرير الفلسطينية وهما حركتي حماس والجهاد الإسلامي. الفصائل الأساسية في هذه الحوارات هي : الجبهة الديمقراطية ، حركة فتح، الجبهة الشعبية، وحركتي الجهاد وحماس. والحوارات هدفها إعادة بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية بين جميع الفصائل والقوى على أساس برنامج سياسي جديد، وقيادة وطنية موحدة جديدة، وقانون انتخابات جديد يؤدي إلى إصلاح ديمقراطي شامل في مؤسسات السلطة الفلسطينية والتي ينخرها الفساد والانقسامات، وأن نعيد وحدة الشعب الفلسطيني بانتخاب برلمان موحد جديد من أبناء شعبنا في الداخل والشتات وهكذا يمكن أن نعيد بناء الوحدة الوطنية المفقودة منذ عشر سنوات (منذ اتفاق أوسلو 1993).
سؤال: ما هو موقف الجبهة الديمقراطية في حال عودة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات ؟
حواتمه: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القوة الرئيسية الداعية لسلام شامل متوازن في صفوف الشعب الفلسطيني منذ الانطلاقة عام 1969، حين بادرت إلى طرح برنامج سياسي جديد لكل من منظمة التحرير الفلسطينية والشعب الفلسطيني عام 1973، والذي تم إقراره من المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1974 برنامج يدعو إلى التسوية السياسية الشاملة للمفاوضات بين ممثلين فلسطينيين وإسرائيليين على أساس القرارات الدولية 242 ـ 338 والأرض مقابل السلام، وحل مشكلة اللاجئين حسب القرارات الدولية، وبعبارة أخرى دولتان دولة فلسطين بحدود 67 وعاصمتها القدس العربية المحتلة مقابل السلام والأمن بين هاتين الدولتين، وهذا يعني إنهاء الاحتلال وبناء دولة فلسطين. وأن المباحثات الجارية في القاهرة الآن لإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال بسياسة موحدة تخدم هذا الهدف. ولكن ماجرى ويجري منذ العام 1990 لاعلاقة له بسلام الشرعية الدولية ، وكل العمليات التفاوضية التي جرت اصطدمت بحقيقة غياب المرجعية الدولية التي يمكن لها أن تفتح أبواب السلام الشامل الذي نادت به الأسرة الدولية وقبل به الشعب الفلسطيني ، ومن هنا فان العودة إلى الدوامة ذاتها لايعني بالمطلق بأن سكة السلام أصبحت سالكة أمامنا ، وعلى هذا فان أساس العودة السليمة إلى طاولة المفاوضات لم يتوفر بعد ، خاصة مع صعود تيارات التطرف داخل دولة الاحتلال .
إن عودة وانتصار القوى اليمينية المتطرفة في الانتخابات الإسرائيلية برئاسة شارون لأربع سنوات قادمة، يزيد الأمور تعقيداً ، فهذه القوى وحكومة شارون لا تؤمن بالسلام ولا تؤمن بقرارات الشرعية الدولية، ومن هنا إعلان شارون في الفترة الأخيرة بأن خطة الطريق التي تتبناها المجموعة الدولية الرباعية (الاتحاد الأوروبي، روسيا، أمريكا، الأمم المتحدة) تعني بالنسبة له ولحكومة إسرائيل لا شيء ولا قيمة لها، وبرغم هذه السياسة الدموية المعادية للسلام لحكومة شارون والسياسة التوسعية الاستيطانية الكولونيالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالرغم من كل ذلك فإن الجبهة الديمقراطية والشعب الفلسطيني مستعدان لمفاوضات حقيقية على أساس القرارات الدولية وفقاً للإقرارات الدولية 242 ـ 338 الأرض مقابل السلام والقرار الأممي الخاص باللاجئين 194.
سؤال: الانتفاضة … المقاومة الجماهيرية من أجل التحرير، المقاومة المسلحة ، ما هو موقف الجبهة واليسار الفلسطيني ؟
حواتمه: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تؤمن بأن الانتفاضة والمقاومة هي خيار الشعب الفلسطيني، وذلك بعد عشر سنوات عجاف من اتفاقات أوسلو الجزئية، والمبنية على الخطوات الصغيرة، فقد وصلت هذه السياسة إلى الطريق المسدود والفشل ، وأدت إلى أزمة اقتصادية اجتماعية وسياسية وروحية هائلة من الأراضي الفلسطينية المحتلة بفعل سياسة الاحتلال الكولونيالية ونهب الأراضي لصالح المستوطنات وتوسيع الاستيطان وإلحاق الاقتصاد الفلسطيني بالكامل بالمتروبول الإسرائيلي لهذه العوامل المجتمعة وعلى مدى عشر سنوات من الآلام اندلعت المقاومة الفلسطينية، اندلعت الانتفاضة الفلسطينية، فالانتفاضة هي انتفاضة شعب بكامله، وهي ليست من صناعة هذا الحزب أو ذاك، وليست بسبب زيارة شارون للمسجد الأقصى والتي أدت إلى انتفاضة الجماهير وردت القوات الإسرائيلية بقتل 18 مواطن فلسطيني من المصلين ومئات الجرحى.
المقاومة المسلحة للمحتلين جاءت بعد فترة طويلة نسبياً من اندلاع الانتفاضة، وجاءت رداً على اجتياحات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المتطرفين والمستعمرين لأراضينا الفلسطينية والناهبين لها، وبهذا الميدان نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ندعو إلى الجمع مثل أي حركة وطنية في العالم بين الحلول السياسية والمفاوضات وكل أشكال النضال الممكنة ومنها الانتفاضة المسلحة للمحتلين، ومنذ بداية المقاومة المسلحة دعت الجبهة الديمقراطية إلى تجنب المدنيين من على جانبي خط الصراع أي أعمال مسلحة، وعليه دعت حكومة شارون لوقف عدوانها المتعدد الأشكال والدامي على المدنيين الفلسطينيين ومدننا ومخيماتنا وعلى المؤسسات الفلسطينية، كما دعت الجبهة الديمقراطية كافة فصائل المقاومة لوقف أي أعمال مسلحة ضد المدنيين الإسرائيليين، وأن أملنا وتوقعاتنا بالمفاوضات والحوارات الفلسطينية في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية الجارية الآن، سوف تناقش كل هذه الآراء المتعددة إزاء المقاومة الفلسطينية ومن أجل توحيد الخط والبرنامج السياسي الجديد الموحد، وأتوقع أن الفصائل والأحزاب وأملي هنا أن تستجيب إلى سياسة الجبهة الديمقراطية.