ناجح فليح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 21:49
المحور:
الادب والفن
قصيدة- ناجح فليح الهيتي
أُبادرك التحية كلَّ صباح
وما أسمع ردَّ الجواب
وأشم رائحتك في ثيابي
رغم البعاد وطول الغياب
وأرى ابتسامتك وأعيشك الحضور
رغم المسافة وبعد الدهور
وأقبلك قبلة ظمأى
حين تهمين بالمغادرة والذهاب
متشبثاً فيك ِمثلَ الصغار
ماسكاً يديك وماسكاً الثياب
أماطلُ دقائقاً أحدثك فيها
عن الحب والشعر
و( الأرض اليباب )
لكن الدقائق تمر مرالسحاب
وتمضين واعدتي بالحضور
وأنك سوف تغيبين دقائقاً لا دهور
وأرافقك إلى الباب وبدء الطريق
وأحسب خطواتك إلى المدرسة
وأشعر أن المدرسة بعيدة
بعد السماء عن اليابسة
وأعد السويعات بعد الذّهاب
فأحسبها دهراً ثقيلا طويل
يهرسُ أشواقيَ الانتظار
كأني بصحراء وأرض قفار
وأستردُ أنفاسي حين الرجوع
أضُمك بين يديّ ناسياً الهموم
وأقبلكِ قبلةً هامسة
أحبك وأنتِ بين ذراعيَّ ناعسة
كأنك عدت إليَّ من سفر طويل
أشم فيك البنفسج والياسمين
والرازقي وعطر السنين
ورائحة الخبز وتراب الحقول مبللاً بالمطر
وأسمع عند قدومك حفيف أوراق الشجر
وأشعر بدفء الربيع
ومعنى الحياة وحب البشر
فأنت الظلال وأنت القمر
وأنت قوس قزح
تشكَّلَ بعد هطول المطر
وعند انقشاع الغيوم
بدا واختفى
حين استفاق الضحى
من خمره وصحا
فأنت الديمة الماطرة
وأنت الغائبة الحاضرة
وأصحو من حلمي أفيق
أفتش عنك وأذرع الطريق
فأجدك حاضرة غائبة
وأني مُتيمٌ سليلُ الذاكرة
وأن رحيلكِ خَليّل الفاجعة
30 / 9 / 2003
#ناجح_فليح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟