أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عامر بيبو البابيري - الأنثى بين الواقع و الافتراض














المزيد.....

الأنثى بين الواقع و الافتراض


عامر بيبو البابيري

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مازلنا نقرأ كل يوم عما تمر به المرأة من إجحاف بحقها في تقرير المصير و أنها يجب أن تكون نصف المجتمع أو أن عليها الخروج من مطبخها الذي شوه كيانها بين الملأ و إلى كثير من عبارات منمقة فارغة. و نحن نقول "إن ما تعانيه هذه المخلوقة المسكينة المنبوذة اكبر من أن نتفوه بشيء. و هنا لا اقصد مجتمعا أو شريحة ما بل أينما هي على الأرض. نعم إننا نقر بتفاوت ما بين ثقافات الأمم و مثيلاتها الأخرى أو مفهوم ما إلا أن المعضلة تبقى واحدة، و هي أننا نضحك على ذقوننا عندما ننادي بالمساواة أو ندعي بتحقيقنا أتفه ما في جوانبها.. إذ نحن أول الكاذبين أو عذرا لنقل الغافلين عن الواقع. و لنطرح شيء من الأسئلة التي يمكن أن نجيب عليها عندما لا نكون معبئين بجعب من المجاملات و المثاليات. و لنأخذ على سبيل المثال مجتمعاتنا الكوردية أو العربية منها "ترى ما هي ردة فعل الرجل عندما يعود من عمله بلسان يلهث من الجوع و التعب و يفاجأ أن الزوجة لم تأتي من عملها بعد و أن طفلها الصغير الذي تركته عند أقاربها قد أصابه مكروه ما.. طبعا نحن لا ننسى أن نشكر الدولة لما تقدمه من خدمة لفلذات أكبادنا عندما نرسلهم إلى رياض الأطفال التي تتعدى الآلاف ببنائها و اثاثاتها الفخمة!! و هي تنتظر بفارغ الصبر بحافلاتها المجانية!! أولاد رمتهم الأمهات لأجل ما يسمى بضرورة المشاركة جنبا إلى جنب مع الرجل - ثمة أمر آخر- ترى لمن سينهر رجلنا الشرقي إذا ما كانت المرأة غائبة عنه و نحن نعلم انه مدمن على انتقاصها بأي شكل كان و أن رجولته لا تكتمل إلا وهو يمارس حالته (السادية) المعتادة أو يتقمص دور أل (سي سيد) و ينتظر حالة رضوخها التي تنعشه حد البطر.. لكن يبقى الضرب المبرح للزوجة هو خير وسيلة لتثبيت الوجود بين عقول ظلت رهن نظريات الطبيعة التي استبدت شتى ألازمان و أزاحت كل محاولاتهم الجادة لتغييرها، فإذا ما حاولنا التقرب من هذه النظريات، فننا نجد أن الطبيعة أيضا كانت لها كلمتها الأهم، إذ هي من أردت أن تكون المرأة بهذه البساطة في كل تكوينات فسلجية إنبنت عليها نفسيتها الواضحة، و راحت تحمل معها كل معاني الأنوثة المكتنزة بالحنان و المحبة و النعومة التي فتنت شرقيونا المتعطشين لدرجة الجنون و ابتلوا بالخشونة التي كانت الوسيلة الامثل لمواجهة حياة قاسية أبعدت عنها ذلك الوجه الناعم و تُركته خلف جدران المنزل.
لقد غابت الأنثى عن محيطها ولم تتعلم يوما غير الطهي و غسل الصحون و الملابس و السهر على راحة الأطفال و تلبية متطلباتنا التي لا تنتهي.! إلا أن نهايات العقد الثالث من القرن المنصرم كانت البداية الحقيقية لها بعد أن سمح لها بالتعلم أسوة بالرجل, و النتيجة لها كانت وثبات بعيدة عن المعقول، فقد استطاعت أن تقتحم عالمنا الذكوري برغم القيود التي كبلت بها كل يوم، فكانت العالمة و الأستاذة و الطبيبة و القائدة.... إلا أن سماح الذكور للإناث بالنزول للساحة لم يكن رحمة أو شفقة أو أيمانا بنظرية المساواة كما يغنون و يدعون، بل لأنهم في شلل دائم و هم يبعدونها عن العمل.. لقد بات عليها أن تعمل أي شيء كان المهم أن لا تجلس!.. إننا على يقين من أن الأنثى هي النصف الحقيقي للمجتمع و أنها تساهم بكل قوة بركب الحضارة، لكن موروثاتنا و منظورنا للحياة و الطينة التي جعلت منها كائناً اضعف مما نحن عليه، إضافة إلى معطيات الساحة من مفاهيم متضاربة دينية كانت أم دنيوية، هي من جعلتها جالسة خلف مسارح الحياة و إستمرينا نحن في تهميشها !!!.



#عامر_بيبو_البابيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي طرزان


المزيد.....




- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عامر بيبو البابيري - الأنثى بين الواقع و الافتراض