سعد الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 10:13
المحور:
الادب والفن
أهزوجةُ أوراقٍ قديمة
**""**""**""**
سعد الساعدي
على صولجانٍ راهبٌ يتّكىء ؛ عيناهُ كسماءٍ بلا أفق ؛ يدان عاريتان تصلّي ؛ بين ماضٍ كان ذاتَ يومٍ مستقبل خيوطٌ من الشّمس تغزلُ نفسها ، وتغنّي لشاعرٍ ما زالَ يغرقُ في أوراقه . ورقةٌ قديمةٌ سقطتْ من جدارٍ صدىء ، وأستقرّت بمحرابٍ غادرهُ الصّالحون لتلعبَ بين ثقوبه ثعالبٌ لا تعرفُ إلاّ الخيانة .بعضُ نساءِ الحيّ كنَّ يغتسلنَ ببقايا النجوم بآخرِ ظُلمةٍ للفجر مع صافرةٍ منتهيةٍ للحارسٍ الّليلي .
لم تستحِ الأمّهاتُ أن يرضعنَ صغارَهُنَّ بوريقاتٍ من شجرٍ يابسٍ يتخبىءُ بغباره الزيتيّ عديم اللون ، وضحكاتُ المجانين خجولةٌ أبداً كأنَّ أشباحاً ترقبُ أنفاسها في ساعةِ الغفلة .
تكدّسَت كراريسُ الأطفالِ فوقَ تلالِ الضّباب تُلّوِحُ لظِلٍّ مجهول يتحسّسُ الجميع أخباره ؛ جاءهم الماءُ بإهزوجةٍ فيما مضى كانت تُغنّيها العجائزُ قربَ مدافىءِ يأسهنَّ يترقبْنَ الغائبَ مٍن نافذةِ صدى ذكرياتٍ عقيمة تدوّي بين الليلِ ، والنهار تعلنُ ولادةَ جيلٍ جديد يعشقُ التّفاهة ويرقصُ في ( كافتيريا ) لم يكُنْ إسمُها ( مُول )
#سعد_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟