أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جهاد أحمد بازرباشي - حوار مع الاستاذ محمد الحاج ابراهيم















المزيد.....


حوار مع الاستاذ محمد الحاج ابراهيم


جهاد أحمد بازرباشي

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 08:00
المحور: مقابلات و حوارات
    


أشكر الاستاذ محمد على قبول دعوتنا للحوار حول بعض القضايا
أستاذي المحترم
كوني شاب مهتم بالشأن الثقافي والسياسي وأتابعك على الحوار المُتمدّن،جئت أحمل في جعبتي أكثر من محور وسأنشر المقابلة على موقعك المُفضّل الحوار المتمدن هل من مانع لديك؟
الاستاذ محمد:بالطبع لامانع لدي وأهلا بك .
س1:ماأسباب اختيارك للحوار المتمدن كصفحة للكتابة وتُقلل من الكتابة على صفحات أخرى أنت جزء منها؟
ج1: يتمتع الحوار المتمدن بشفافية عالية أي أنه ديمقراطي القول والفعل،فعندما تكتب مقالة لاتنسجم مع توجهاته يُرسل اعتذارا عن النشر بينما غيره وبكل أسف يعتمد منطق الوصاية فيتدخل في المقالة وهذا حدث معي إذ أنني أرسلت مقالة للحوار المتمدن لم تُنشر فجاءتني رسالة اعتذار عن نشرها، واعتبرت ذلك حق للموقع بينما تدخل موقع آخر وهو الذي تقصد أنني جزء منه فغيّر وبدّل في المقالة رغم أنها منشورة على الحوار المتمدن وواضح التعديل بها، والمؤلم أنهم يكتبون في أسفل الصفحة أن المقالات المنشورة على مسؤولية أصحابها، وعندما أرسلت احتجاجاً عن تدخلهم دون أذني امتنعوا عن نشر أي موضوع لي بعدها، وهذا ما أفقدهم مصداقيتهم عندي واستمرت مصداقية الحوار المتمدن.
س2: قرأت لك موضوع بعنوان(المرأة من السيادة إلى الاضطهاد) لاأجاملك بل أقول الحقيقة وهذا رأي شاب رغب بلقاءك للحوار حوله لأنه موضوع أغنيته وقدّمت أفكارا جديدة عليه، أحب أن أسألك:من هي المرأة من وجهة نظرك؟
ج2: طالما أنك قرأته أعتقد أن الإجابة على السؤال تحققت في الموضوع لكن ماتُريده أنت هو أن تسمع رأيي الأوسع فيه، وإجابة على سؤالك أقول:
المرأة طرف أساسي من طرفين لاثالث لهما حققا الوجود لذاته وبذاته،وأنت تعلم أن الأساطير والأديان تحدثت عن ذلك دون ذكر لشريك ثالث لهما وهذا يعني أنه حدثت ولادة وأنت تعرف مايعني الحمل والولادة بالنسبة للمرأة،فكلاهما له الفضل في هذا الوجود وكلاهما يتحمل مسؤولية تبعات هذا الوجود أيضاً،أي أن لهما الفضل عندما يعيش من كانا سببا لوجوده حياة سعيدة مُستقرة،وعليهما مسؤولية التعاسة لهذا الكائن القادم إلى الحياة عن طريقهما،ولو قرأت بدء الحياة عبر التأمل العاقل،لأدركت أن الرجل الأول شارك المرأة الأولى الخوف الأول والجهد الأول حتى ولادة الطفل الأول في الحياة،فصارت المرأة بحكم حاجة المولود لها مُلتصقة به وصار الرجل يُمثّل العامل العضلي الذي يسعى لتأمين الطعام لها ولطفلها،فكلاهما ساهم في استمرار الحياة،وتصور معي لو أن المرأة الأولى تركت طفلها بعد الولادة أعتقد لم نكن جالسين مع بعض الآن ولما بدأت الحياة البشرية على الاطلاق على ضوء الافتراض الزوجي ،ومن هذه القراءة التأملية أحمل قناعاتي بالتساوي التاريخي الطبيعي وليس الصناعي التالي،المرأة والرجل مُكمّلان بعضهما البعض بحكم الطبيعة التي جمعتهما لإنتاج الحياة،والتفريق صار عندما تطورت الخلية الانسانية الأولى نحو إحداث المجتمع الانساني ففتق الاستهداف الجنسي الذي أسّس للحماية والذي أفرز الكرامة الذكورية إثرها،فبقي الأقرب معني بالحماية ومن هنا خُلق التوجس الذكوري الذي أسّس لمفهوم الحريم الذي تطور ليُصبح ثقافة مجتمع إنساني،تصور أن الكرامة الذكورية ترتبط بالمُعتدى عليه أي صاحب (شريك،قريب)المرأة المُستهدفة، ولم توجد لدى الذكر المُعتدي، أي أن الكرامة ترتبط في هذا الاتجاه بالفحولة ذات الطبيعة الحيوانية،طبعاً يجب أن تبقى معي في تصور الحياة البدائية الأولى،لأنني حتى الآن لم أدخل في المواضيع المطروحة حول تحرر المرأة أو تحريرها،أو حول مايُسمّى بقضية المرأة أو مُشكلتها.
س3:أنت تعتمد أفكارك على ضوء تصوراتك الشخصية دون وقائع هل أسمع إيضاحا؟
ج3: طبعاً أنت تعرف قصة آدم وحواء التي أسست للوجود الانساني كبداية وكاستمرار،وكل ماعرفناه عن هذه القصة كان من مصدر افتراضي قبل الأديان التي جاءت تؤكد على حقيقة البدء هذه،ومن يكتب عن الكون يُدوّن تأمّلاته الخاضعة لمنطق التحليل الموضوعي الافتراضي إجابة على سؤال:من أنا،لماذا جئت،وإلى أين أمضي؟.
هناك رأيين في الوجود أحدهما مادي يعتمد الواقع كدلالات وقرائن حسية حول الوجود نفسه،ورأياً آخر غيبي يعتمد مبدأ الاستدلال في المعرفة وذلك لمعرفة هذا الكون(معرفة الخالق بدلالة المخلوق)،هذين الرأيين تصارعا عبر التاريخ وأنتجا الفلسفتين النقيضتين اللتان تناولتا الوجود بازدواجية افتراضاته.
س4: أرجوا أن تسمح لي بالانتقال لموضوع آخر وهو:مارأيك بما يحدث في هذا العالم؟.
ج4: قبل الإجابة على سؤالك ومن باب المتابعة لموضوعنا السابق أقول لك ولكل من يهتم بما يُسمّى قضية المرأة أنه في /8/آذار القادم سينشر الحوار المتمدن ملف عن المرأة سيكون لي شرف المشاركة به بإمكانك متابعته، وإجابة على سؤالك أقول:
الحرب الباردة كانت فترة توازن عالمية،لكن بعد السخونة الأحادية التي حدثت نتيجة انهيار الاتحاد السوفييتي تغير وضع العالم،فانطلق الذئب الخائف وهماً من وكره ليحرق الأخضر واليابس ويُحدّد العالم سياسيا على أساس النهج الاقتصادي الغربي والأمريكي على وجه الخصوص.
لن أعود للماضي كثيرا بل لابد من الذاكرة التي تقدم معطيات يمكن أن تُضيف الضروري لإعطاء الموضوع حقه:
أفغانستان بلد حدثت فيه صراعات دامية بين أهله المُنتمين غرباً وشرقاً،وعلى مسرح هذا البلد تصارع الأمريكيون والسوفييت الذين خسروا المعركة لصالح الأمريكيين ردا على هزيمتهم في فيتنام.
نجاح طالبان كان بسبب الدعم الغربي لها ضد الكفرة المارقين كما سموهم في تلك الآونة،وهذه الطالبان استقطبت من بلدان العالم الاسلامي المستبد كوادر ليست قليلة،هذه الكوادر ساهمت بقسط كبير في نجاحها.
تُشكل فلسطين في وعي العرب والمسلمين جرحا في الصميم،وعندما نعرف أن الداعم لنجاح طالبان هو نفسه الداعم لإسرائيل في نشوءها واستمرارها ودعمها العسكري لتهزم العرب والمسلمين بأديانهم وعلمانيتهم ورجعيتهم وتقدميتهم، نعرف عندها كيف تم استهداف أمريكا ولما تم هذا الاستهداف، فكانت صفعة الأبراج في عقر دار أمريكا.
ماذا يتوقع المرء عندما تم ضرب الأبراج؟ بالتأكيد وبمنتهى القناعة أنه سيتم ترحيل هذه الضربة خارج حدود الولايات المتحدة،لكن كان من الصعب تحديد الهدف إلى أن تبين فيما بعد أن الهدف الأول أفغانستان واختيار هذا البلد كان نتيجة معرفة الأمريكان بالذي فعلوه فيه بمعنى أنهم هم الأدرى به.
العالم الآن ومنطقة الشرق الأوسط خصوصاً في مرحلة حساسة جدا،لاحِظ معي..احتلال العراق،خروج سوريا من لبنان،السلاح النووي الايراني،نجاح حماس عبر الديمقراطية هذا في منطقة الشرق الأوسط+خروج دول في أمريكا اللاتينية عن الطاعة الأمريكية بأحزاب يسارية وعبر الاقتراع+حساسية العلاقة بين الغرب مع كل من روسيا والصين والحساسية الخفية بين الأوروبيين والولايات المتحدة الأمريكية التي دفعت في حربها الأهلية 600.000قتيل للتحرر من الهيمنة البريطانية،كل هذا يُشير إلى أن القطب الواحد الأمريكي لم يكن مؤهلاً لقيادة العالم إذ وضع العالم على حافة الفوضى،حتى اللحظة لم يدخل مُخيلة الغرب أن زراعة اسرائيل كان وراء كل البلاوي العالمية ومنها الحرب النووية القادمة والتي تلوح في الأفق ملامحها،وباعتقادي أن إيران لن تتراجع عن تطوير قدرتها النووية.
حاليا انقسم العالم إلى عالمين،عالم المستبدون وعالم الشعوب التي انتخبت حكوماتها ديمقراطيا وبين هذين العالمين عالم ثالث ينتظر ليرى المنتصر فيصف إلى جانبه،نجح الرئيس الإيراني بإجماع الأكثرية فلم يرضى الغرب، ونجحت حماس أيضا لم يرضى الغرب ونجح اليسار في أمريكا الجنوبية لم يرضى الغرب مايطرح سؤالا:ماذا يريد الغرب إذاً؟ إن كان الغرب صاحب المشروع الديمقراطي وحقوق الانسان يرفض نجاح الشعوب باختيار قادتها اعتمادا على نهجه،أنا لاأفهم ذلك إلاّ انقلابا على هذا النهج وتحوله إلى الاستبداد الذي ربما كان وراء صناعته التوجس الأمني الغربي من هذه الحكومات الجديدة المُتناقضة معه نتيجة الظلم التاريخي لها والتي سمتها الإدارة الأمريكية منظمات إرهابية في مرحلة معينة من تاريخ المنطقة.
س5: حول الوضع في سوريا كيف تقرأ الأمور؟
ج5:سوريا بلدي وحبيبتي وكل مواطن فيها أبي وأخي وابني،ولاتأخذني خلفية المواطن مهما كانت لأنني أنظر إلى ذلك من زاوية الحق بكل معانيه.
سوريا تعيش اليوم أزمة ثلاثية الأبعاد:
- أزمة اقتصادية تعني كل شرائح المُجتمع ويتحسسها الشعب لأنها ترتبط بلقمة العيش
- أزمة سياسية خارجية نتجت بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري الذي تلاه الخروج من لبنان تنفيذا للقرار 1559
- أزمة سياسية داخلية بأسباب غياب السياسة من المجتمع وتحكّم حزب البعث بكل قضايا الوطن تُساعده جبهة من أحزاب هم أدرى بها.
غياب السياسة عن مُجتمع ما يعني غياب المشاركة لهذا المجتمع هذا بأبسط التعاريف،وحضور السياسة يعني حضور الرسم والتنفيذ لسياسة الدولة مع النقد المواكب لهذا الرسم وهذا التنفيذ،لأن الانسان بطبعه خطّاء وليس معصوم عن الخطأ،أعتقد لاأحد وأجزم على ذلك.
في سوريا معارضتين إحداهما وطنية ديمقراطية والثانية ديمقراطية.
كان يُمثّل الأولى التجمع الوطني الديمقراطي بأحزابه الخمسة التي دفعت أثماناً عالية،أما اليوم فيمثّلها إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي الذي استقطب من الساحة السورية العديد من القوى والشخصيات الاعتبارية.
ويُمثّل الثانية أحزاب لاأتذكر أسماءها،لكن أحب أن أؤكد على القطيعة بين المُعارضتين.
بالنسبة لإعلان دمشق يعتمد المواطنة أساسا للحراك السياسي،والديمقراطية محور أساسي لهذا الحراك،هؤلاء جميعا مُغيبون عن الفعل العام بمعناه القانوني أي غير مُرخّص لهم العمل السياسي وهذا برأيي كارثة، وذلك حين تغيب الشريحة المُثقفة السياسية الوطنية الديمقراطية عن الفعل العام،إذا غابت هذه الشريحة ماذا يبقى؟.
عندما صدر إعلان دمشق كنت من أوائل المباركين لهذه الخطوة المتأخرة،ونقدت آلية إعلانه،وأذكر أنه جاءني أحدهم وقال:لما تنقد الآلية ولاتتطرق لجوهره النظري فكان ردي:كلنا نكتب أفكاراً وطنية نبيلة لكن مُشكلنتا في الأداء، وقريبا سترى أن الأداء الخاطىء سيكون وراء كل الإشكالات التي ستعترضه،لازالت مقولة(أقبلك مادمت خاضع لإرادتي) هي المبدأ لأنه بدأ عند البعض بؤريا ولم يتطور أداءه ليُصبح مشروع وطن إلاّ نظريا،فالاقصاء مورس في البدء ولازال يُمارس حتى اللحظة في مواضع جغرافية بعيدة عن المركز رغم التعديلات النظرية فيه،ثقافة التخوين والوصاية ليست ثقافة النظام فقط بل ثقافة مجتمع يشمل المعارضة التي على مابدا لازال هذا الوحل ثابت على جباه البعض فيها،لاأحب التحدث كثيرا عن المعارضة لأنها جرح في صميمي بسبب فعلها الضعيف من جهة وتناحرات رجالها من جانب آخر بكل أسف ماأخّر انخراطها في الحامل الاجتماعي الذي عطف عليها وتقدم أكثر منها.
ضعف المعارضة كان سببه أزمة العقل التشكيكي والاقصائي لدى بعض كوادرها الميدانيين الذين خلقوا خلافات مع الآخرين لاحاجة لها،وبدأت رحلة التسلق الذي أفرزها تخلف العقل السياسي لدى هؤلاء فعدنا للوراء مسافات بدل أن نتقدم وبذلك أنتجنا الضعف الذاتي الذي أُضيف إلى الإضعاف الذي مارسته السلطة علينا،ربما يستاء البعض من المعارضين من هذه الصراحة وهم يعرفون أنني أقول الحقيقة التي لا أخجل منها،وبقناعتي أن الإعلان عن المرض خير من إخفاءه وهذا حق المجتمع علينا وهو الوضوح في كل شيء وعدم إخفاء الصغائر التي يقول فيها سعد الله ونوس:القضايا تبدأ صغيرة وتنتهي كالسيل الجارف،ومن هنا أرى أن الشفافية الميدانية وليست التنظيرية هي التي توضح أمراضنا لمعالجتها بالطريقة الأفضل،ونقد أداءنا هو الذي يُقدّم الفائدة المطلوبة لنا ولمجتمعنا ووطننا.
الحل لأزمة سوريا أولاً وأخيرا هو الحل السياسي أي الحرية والقانون، وصحف تكتب وتنقد الأداء الحكومي مُرخّصة وقانونية،هذا المنطلق يُعتبر مفتاح الحل لكل الأزمات،يعني وباختصار صدور قانون للأحزاب لن أقول عصري وأضيع في المُفردة والسفسطة بل أقول:قانون لايلغي أحداً ومن هنا تكون البداية في كل الحلول لأزماتنا.
س6: عرفت أنك أمضيت في حزب العمال الثوري العربي ثلاث عقود تقريبا ماأسباب انسحابك منه؟
ج6: حزب العمال عزيز علي لأنني خُلقت وترعرعت فيه معرفيا وسياسيا وهذا مُرتبط بالمرحلة الأولى من تاريخه،لأن حزب العمال عاش حسب ماأعتقد مرحلتين الأولى مرحلة العطاء والبناء لكوادره،أما الثانية فهي بكل أسف مرحلة الضعف والتهلهل، ولست مُضطرا لذكر الأسباب،لكن باختصار أقول: لمُفكرنا الكبير ياسين الحافظ قولا في أحد مؤلفاته يقول: [علينا أن نُخرج رؤوسنا من الواقع لاأن نُخرج الواقع من رؤوسنا]،ماحدث في مرحلة الضعف أن هذه العبارة صارت مقلوبة وبالتالي صار الحزب غير الحزب الذي عرفته وكان لي شرف الانتماء لعضويته،فما كان مني غير إبلاغ الأمين العام قراري وحاول مشكورا أن يثنيني عن قراري وإعادة النظر فيه لكنني أجبت أنه قرار وليس مشروع قرار وابتعدنا بكل محبة ورضى،لكن بعد انسحابي تعرّض لي أحد أعضاءه وشهّر بي فاتصلت به عبر الهاتف معاتبا وطالبا إيضاح فأنكر ماقاله رغم ثبوت التشهير عليه وصادفته في مدينة سلمية فوجئت بهربه من السهرة خوفا من أن أسأله على سمع كل الحاضرين حول تشهيره بي الثابت بالدليل القاطع والذي يشير إلى عقل قاصر مُدّعي(سوالفجي)،وهذا التشهير صار بعد انسحابي من الحزب وهذا حق شرعي لي،لم أستطع أن أقتنع بحزب ديمقراطي ينسف عضوا أعلن انسحابه، لما حدث ذلك؟ أنا لاأستطيع العمل مع هذا المستوى طبعا لاأنسى العديد من رفاقنا فيه والذين يتمتعون بسوية عالية على أكثر من صعيد والذين احترموا قراري بكل محبة ورضى وبالأخص صديقي وعزيزي الأمين العام للحزب الأستاذ عبد الحفيظ الحافظ للغته الأدبية والإجتماعية المُهذّبة والحضارية والأصيلة ،لكن أذيّتي جاءت من هذا الكادر الوتوات والوطواط النمّام الذي لايستحق أن يكون كادرا في هذا الحزب بل موقعه في حزب آخر مُتخلّف يُخوّن من ينسحب منه ويتجاهل حق العضو في هذه المسائل الفردية.
س7: أود أن أسمع رأيك في القضية الكردية،من هم الأكراد برأيك وماهي طموحاتهم وهل توافق على قيام دولة كردستان؟
ج7:الكرد تعني سكان الجبال،وهم سكان هذه المنطقة المتواجدين بها منذ زمن بعيد،وقبل الاسلام كانت القبائل في هذه الديار تقتتل إلى أن جاء الاسلام فتقاطع به من اعتنقه ومنهم الكرد،تاريخ الاسلام يؤكد على الحضور الكردي في كل مراحل التاريخ الاسلامي،وكانت العلاقة بين العرب المسلمين والمسيحيين مع الكرد متداخلة جدا تظهر تجلياتها استشهادا بصلاح الدين الأيوبي الذي كان قوام جيشه من الكرد والعرب المسلمين والمسيحيين،وكان قائد الكتائب المسيحية يوسف بابيط الذي صار مستشارا لصلاح الدين بمرحلة تالية.
سايكس بيكو أول قنبلة يروح ضحيتها قوام جيش صلاح الدين،إذ قسّمت هذا القوام ووزعته جغرافيا حسب الخارطة المُستحدثة في تلك الآونة،فكانت النتيجة ظهور دويلات سياسية ومنها تركيا تضم من كل أنواع الطيف السكاني للمنطقة،توزع الكرد كما العرب على هذه الدويلات،فانسجم سكان الدويلة الواحدة أمام المحتل وقامت الثورات في هذه الدويلات(الأقطار) بمشاركة الجميع كردا وعربا.
في مرحلة العمل الوطني من أجل التحرير لم تكن التناقضات القومية واضحة،وبعد الاستقلال للدول التي ضمت كردا بقي الانسجام الكردي العربي على حاله،لكن النزوح الكردي المُتناوب بين هذه الأقطار بسبب البحث عن مكان أفضل أو الضغط التركي خلق أزمة لم ينتبه السياسيون في تلك الآونة لها،ولم يحسبوا نتائجها بما يتعلق بمستقبل المنطقة فصارت مُشكلة الجنسية التي صارت قضية شعب محروم من الهوية،وباعتقادي لابد من حلها وذلك لمصلحة الجميع إذ أن الهوية حق إنساني ومواطني.
خيار كردستان الدولة كمشروع يأتي من مصدرين أحدهما الحلم السياسي للبعض من السياسيين والتي يمكن ألاّ ينسجم معه المواطنون الكرد،والثاني معاناتهم كمواطنيهم من العرب بالتساوي،وهذا واضح من خلال اللوحة السياسية الكردية التي تظهر تجلياتها بالأحزاب السياسية المتباينة بين كردستان الدولة والمُواطَنَةِ التي تُشكّل حالة مطلبية لدى الكثيرين منهم كمواطنيهم.
س8: إلى أين يسير العالم؟
ج8: نحو الفوضى ومقوماتها متوفرة في الواقع العام العالمي باستثناء بعض الدول التي تعيش انسجاماً مجتمعيا سياسيا يحقق الحصانة لهذه المجتمعات.
الاضطهاد اليهودي المؤامراتي في التاريخ والذي أثمر ثقافة قائمة على تبرير الاعتداء على الأغيار/غير اليهود/،والاضطهاد اليهودي المباشر والحديث المُستهتر بقيم وحقوق الشعوب والذي تمثّل بالولايات المتحدة الأمريكية،هذين سيكونان وراء الفوضى،والظلم الواقع على العديد من الشعوب بسبب الاضطهادين في منطقتنا وفي أمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا وحتى في أوروبا فتح الباب أمام الشعوب هذه لتحصين نفسها من غطرسة أمريكا وآبائها الروحيين اليهود،سمعت بالمؤرخ البريطاني الذي حكم بالسجن ثلاث سنوات لتشكيكه بالمحرقة اليهودية،وسمعت بالرسوم الدانماركية التي تم الدفاع عنها باسم الحرية والديمقراطية،كيف تعمل هذه الديمقراطية باتجاه واحد؟ التشكيك بالمحرقة ممنوع ويترتب عليه عقوبات،والإساءة للرسول مسموح لأنها نتاج الحرية والديمقراطية،المسيحي الغربي محكوم بالسجن لأنه شكك بالمحرقة،والمسيحي الغربي معذور بالإساءة للرسول لأنه نتاج الحرية،ألا ترى أن المُعتدي يهوديا والمُعتدى عليه مسلما والضحية مسيحيا،هذه القراءة يعرفها الجميع لكن يبدوا أن هناك سيطرة يهودية في أوروبا مُتوجسسة من المد والانتشار الإسلامي الذي يقابلها وربما بدأ يوازيها فعلا في الساحة الأوروبية،هذا الصراع بين اليهود والمسلمين على الأراضي الأوروبية باعتقادي سيتصعّد وسيدخل العالم هذا الصراع الذي تكمن بداياته في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين وإيران اللتان شكّلتا ندّاً واخزاً للمشروع اليهودي في المنطقة والعالم
في الختام أقدّم شكري الجزيل لما قدّمته من إجابات وأرجوا ألاّ أكون قد أثقلت عليك لكني أطلب طلباً أخيراً هو: بماذا تنصحني كشاب؟
وطننا بحاجة لمواطن مُنفتح قارىء لموروثنا بكل تلاوينه وتنوعه الديني والسياسي والاجتماعي،وكون الشباب لديهم هذا الهم الثقافي إذاً هم قارئين فعليهم بالقراءة العامة دون تأطير حزبي ضيق يخلق تناحرات بينهم ويخضع لسباق الأحزاب في عملية الاستقطاب التي يُنتجها عقل المؤامرة الذي يصنع الكراهية والبغضاء والحساسيات بينهم،وصدّقني أننا مُتخلفون ولم يتجاوز العمل السياسي دكاكين الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي…نحن بحاجة لتوفير المناخ الطبيعي الذي يُنتج الحب بين أبناء الوطن على أساس النمو الطبيعي غير المُعوَّق وسلامي لك ولكل الشباب الجادين دراسياً ومهنيا في هذا العالم….وش



#جهاد_أحمد_بازرباشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - جهاد أحمد بازرباشي - حوار مع الاستاذ محمد الحاج ابراهيم