صدام غازي محسن
الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 21:52
المحور:
الادب والفن
من البداهة…
--------------------------
من البداهة أن تكتب القصيدة ، بقالب طبشور من العهد الطباشيري . ومن البداهة أيضا ، أن يرقص الموتى على أنغام الفالس . ومن الحقائق إننا نتبع الحواس في رصف كل الصور . هذا ما استقرأته منذ آخر نص قرأته ، لساحرة عادت من العصر الطبشوري ، وعاد معها عدة فصائل من الحيوانات المنقرضة . فلغة الطبشور دوما صادقة ، فلن تكذب الشتاءآت على اللحم العاري ، ولن تكذب برودة الزنازيين على اللصوص التي لم تتب ولم ينفعها الندم . وها أنا استمع لصراخ طفلة ، تتكلم بلغة مراسيم حليب الأطفال . فحين لم يكن الشعر لهاية بفم الأطفال ، لم أصرخ ولم أضع إصبعي بفمي من اجل مص بعض المقتطفات الشعرية . زمن الحداثة ، والأسوياء ، ونمر الأحذية ، والشعارات الوطنية ، وبعض النصائح المسلفنة ، والأضواء الإصطناعية ، والدواويين التي لا تقرأ . زمن الفراء المقلد ، رغم كثرة الثعالب . زمن الطباشير المبتلة ، والباروود الذي لم يعد يقتل الأحياء ، بل يقتل الموتى . من البداهة إني أعرف دخان القصيدة ، رغم إن سلالتي ليست من الهنود الحمر ، ولا أحمل بحزامي بلطة رأسها من الصخر . ولازلت أسمع صراخ طفلة تتشبث بكل الخزعبلات التي قالها ديك رومي ، فصدقت إن القصيدة تصلح لأن تضيء عمود إنارة معطوب .
صدام غازي محسن
٣ كانون الثاني 2017
#صدام_غازي_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟