نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 12:45
المحور:
الادب والفن
مدمنة عشق. إن لم تنزل دموعي على خدود الليل لا تهدأ روحي المبعثرة، أنظر إلى القمر البعيد أحدّث ساكنه الوحيد عن موقعي منه، أسمعه يضحك: هل تحدّثين جرداً، أم بركاناً، إنّني مجرّد أرض، وحجارة، ونداءات تتوسل إلي أن أبقى قمراً، ويبقى من يجنّ بي على مرّ السنين.
أمّا أنا: فلا أجنّ بالأقمار، ولا الأسحار. عاشقة على درب الليل أتوه في زواياه، وأبحث عن أصلي، وفصلي، فتسخر منّي شجرة تظلّل بعض أجزاء الليل. تسحبني كي أراقص ظلّها، تقول: أنت بعض منّي، قطعتك من غصني، أرسلتك تبشرّين بمواسم الحبّ، تقطعين ليلاً إثر ليل وأنت تبحثين عن الحياة، أنت أنا في ليلة ماطرة تغسل أوراقي وأغصاني، وعندما تظهر شمس الصباح ألمع ويبقى بعض دمع السماء على أوراقي فتجنّ في الدنيا الحياة.
أنا المقطوعة من شجرة حملّتني دموع السّماء، ورسالة حبّ ممزوجة بعطر المطر، ورائحة الخشب. أؤدّي الرّسالة، أجلس أنقر على كتف ليل سكنه الصّقيع، يستيقظ، يشعل كلّ نيرانه، وأخلع ثيابي، نرقص معاً يعانقنا الدّمع أحياناً والشّجن في أكثر الأحيان.
للّيل أسرار يسجّلها على جبيني وتبثها حرارة جسدي إلى الدّنيا بحروف ملّونة ، أفشي أسرار الليل عن غير قصد، ويعاقبني فيرسلني في مهمّة إلى كواكب وأقمار غير مرئية، وتدور الكواكب حولي تريد أن تخطفني، أكون بين المجرّات أبحث عن زمني. يخنق صمتي الأنوار المشتعلة في شمس بعيدة، تجلس قربي على قارعة الفضاء. تشرح لي قصّتها: كنت شمساً مشتعلة، احترقت بدموعك، وأصبحت رماداً. أكّدت لي أن الشموس تحترق، فهي في النهاية نجوم، وسألتني: ألم تشهدي احتراق نجم؟
جمعت رماد الشّمس المحروقة، حملته معي. تلك الشّمس فهمت على لغة عيوني، ووصلها بعض أمطارها، فانطفأ نورها. هي شمسي . ترافقني، وبين الفترة والأخرى يحرقني بصيص نور يظهر منها. يقول: سيعود بعضي ليصبح شمساً جديدة. شمساً صغيرة، أضغط عليه بأصابعي فتحترق أصابعي، وتصبح الشرارة رماداً.
لا زالت أقف وبيدي منديلاً أمسح به الدّموع عن خدود الليل. لا أعرف من أين تنزل، يقول: أرغب في الرحيل. كفّي عن البكاء، فهناك ليلة أخرى، سوف أهبك من الليالي قدر ما تريدين.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟