كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 12:59
المحور:
الادب والفن
الشام مسقط رأسي
ولدتني أمي عارياً
بين أجمات ياسمين الشام
وهدهدتني الطبيعة الخلابة
في حدائق الغوطة
الغنّاء
ومددتني الرحابة
على سرير
جريان
النسيم العليل
وهو يسري بالنفس
وينقبض
كحلوى شامية
مذوبة بالشذى البلدي
~
وألقت بي الرطوبة الغضة
فوق جلبة برك
صليل حليّ
في يد غواني
مياه عذبة
كسلسبيل
يجر سواقي
ترقص مرتجفة
بين جنبات خرير
لشلالات
تهبط من علّ
على صفح
شفاء
يضج صداه
في كل سيران شامي
~~~
لولا هذه الحرب المجنونة
الغاشمة
على شعبي
~~~
لأنشب أظافري
بالثرى
متمسكاً بحقي
في اعتلاء حيز بسيط
لأتشبث بمكاني
و بما يناسب انضغاط حجمي
كطلقة مصوبة
نحو هدف متحرك
للقصف
غير الودي
وهو يراوغ
تهديفي على الشفاه
باللثمات
ويغافل تلويحي بالسلام
ويعمل على تحطيم
يدايا المنبسطة الأكف
نتيجة قذف نيران صديقة
على حقولي
وهي تلب بالنار
حارقة أشجاري
وفي دك مدني
كل قرى الغوطة العزيزة
على قلب أهلي
~
ووجهتي
هي نهاية المطاف
من الجوع
والقهر
وندرة الأدوية
ومنع جميع أنواع
المساعدات الضرورية
عن أهلي
~
حتى لجأنا إلى استعمال
وسائل قديمة العهد
وأساليب اضطراريىة
عفى عنها الزمن
لنواصل الصمود بالمكان
كالجذور الراسخة
وإلى الأبد
بثرى الأوطان
~
ونحن أولى بالأرض
وأصحابها الوارثين
وقد آلت ألينا
من أجدادنا
وهي أرث أولادنا
وأحفاد أحفادنا
والأجدر بمسقط رأسنا جميعاً
~
وأوينا إلى مقاومة
الظلم
و في أوقات الحصار
على طبخ الأعشاب
وأكل أوراق الشجر
مع حرق لظى
نياط القلب
بكانون إطفاء الحقد
وقطع دابر
كف الثأر
على قتل أبناء بلدي
~
ولتحريك قدور فارغة
على نار هادئة
لنوهم أولادنا
بانتظار الطعام
الذي لن يأتي
في موعده قط
على مائدة
وجع قلبهم
على أطفالهم
~~~
والجمع الغفير
من أهالي الغوطتين
تنكبوا بندقية
قلب واسع الطيف
ولقموه بالرصاص الحي
في غرفة انفجار
نبض متواصل
لملاقاة أهلنا
وخلاننا
وبقية أبناء شعبنا
بالأحضان الرحبة
بين بساتين
وهادنا الممتدة
~~~
كشجرة مشمش
تعانق زيتونه
على حلبة رقص
كل الأشجار المثمرة
في غوطتيّ دمشق
~
وهي تقفز فوق
أحواض الورود
وأيكات الزهور
على مسرح الوضاءة
وفوق جنح ريح
انتشارضوع الشذى
في كل مدى
حولي
ملء طاقة استيعاب
استنشاقي
~
وأنا أواجه كل العالم
أعزل
دون سلاح
وأجابه
هجوم كل البشر
الغرباء
عن وطني
مكشوف الصدر
الواسع
على حقي بالعيش
~
كراعي الندى
كحارس الطل
كعامل بر
كصاحب وجدان حي
على الصلاح
لرعاية
جنات النعيم
وفي مسقط رأسي
بالشام
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟