|
متحف للمرأة الإماراتية
فهد المضحكي
الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 11:36
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
في استطلاع مجلة «العربي» الكويتية نوفمبر 2017 ثمة ملف للباحث الكويتي حسين بوكبر يتحدث فيه عن متحف المرأة الاماراتية الذي يقع في قلب المركز الاقتصادي القديم لامارة دبي. ماذا يعني ان يكون للمرأة متحف؟ واي دلالة يحملها هذا المتحف في حالة المرأة الخليجية والاماراتية على وجه الخصوص؟ في تقديم الباحث يذكر ان المتاحف هي الذاكرة المرئية للشعوب، وذلك لما تحويه من مقتنيات وشواهد واثار تعيد زائرها الى ازمنة غابرة، ولكنها حاضرة، وهي بذلك تحفظ للشعوب ماضيها حتى تتواصل الاجيال المتلاحقة وتتزود من زاد تجاربها وفيض مددها، ولا تبتر عن جذورها واصولها، والمرأة في المجتمع الخليجي تتمتع بمكانة كبيرة وتسهم بفاعلية في تحقيق النهضة المجتمعية، ولنا في ذلك امثلة كثيرة، بيد ان الجهود النسوية لم تكن وليدة اللحظة الراهنة أو حتى لحظات الحداثة التي تحققت للامارات الخليجية في النصف الثاني من القرن العشرين بعد اكتشاف الثروة النفطية، بل تمتد الى زمن الشقاء زمن الغوص والبحر والرحلات التي كانت تمتد شهورًا تسرق فيها رجال الخليج من وجودهم الاجتماعي لتنعم عليهم بقليل من الدراهم التي لا تفي بالمطلوب، مما يستدعي العودة مرة ومرات آخرى للبحر بما يحمله من مخاطر وآمال. كانت المرأة انذاك تقوم بدورها ودور الرجل الغائب، متحملة مشاق الحياة وشظفها، بل عبوسها وتقترها في كثير من الاحيان. فحق لها ان يحفظ دورها والا يضيع في زحمة الحياة اليومية المعاصرة في ظل كثافة التقنية، ويكاد يغيب عن الذاكرة الجمعية تاريخ مشرف ملؤه العظة والعبرة ومثقل بالتجارب والخبرات المتراكمة. يتحدث الباحث عن متحف المرأة الموجود في «بيت البنات» في احد ممرات سوق الذهب الشهير في منطقة «ديرة». ما قصة «بيت البنات» ولماذا تم اختيار هذا المبنى ليكون مقرًا للمتحف؟ عن هذه الحكاية يقول ان المبنى عبارة عن منزل قديم يعود الى منتصف القرن الماضى وسط حي مليء بالسكان، وكان اهل هذا الحي يطلقون على المنزل «بيت البنات» نظرًا الى ان من يسكن البيت هن مجموعة من النساء غير المتزوجات. وعمدًا تم اختياره ليتوافق مع رؤية المتحف وافكاره، بحيث يكرس المتحف جهوده للتعريف بدور المرأة الاماراتية وتاريخها ومساهماتها الثقافية والحضارية والفنية، ودورها في كل جوانب الحياة، كما يقوم المتحف، بوصفه مركزًا لتعريز دور المرأة وبيان حيوية هذا الدور، بابراز عطاءات المرأة في اللحظة الراهنة. يتضمن المتحف – كما يروي بوكبر – جدارية عنوانها «ذاكرة المكان» وهي عبارة عن مجموعة من الصور جمعت من البومات خاصة، وتحمل الى جانب صور الشخصيات بعض الوثائق المهمة والمعبرة عن سياقها الزمني ولحظتها التاريخية. ويتحدث «الاستطلاع» عن «جاليري بنات بوغانم» وهي حجرة مخصصة لعرض اللوحات الفنية الممكن اقتناؤها وشراؤها كنشاط يهدف الى دعم المتحف، وعن قاعة رئيسية واسعة تغطي تاريخ المرأة الاماراتية من جوانب عدة، وعن تفاصيل كل ركن في القاعة، من بينها الركن التعليمي، اذ يوجد مقنيات ثمينة تعود الى مراحل مختلفة مرت بها الحركة التعليمية في الامارات من التعليم التقليدي الى التعليم شبه النظامي ثم التعليم النظامي، فالتطور في مسيرة تعليم الفتيات في ظل الدولة الاتحادية. اما الركن الاقتصادي فيكشف عن النشاط الاقتصادي للمرأة الاماراتية منذ القدم حتى اللحظة الراهنة بذكره اهم سيدات الاعمال الاماراتيات. في حين ان الركن السياسي يعرض الدور الرائد الذي لعبته المرأة الاماراتية في الحياة السياسية في مراحل مبكرة من تاريخ الامارة، وينقلنا «بوكبر» الى ما تحتوية القاعة من وثائق ومقتنيات ترسم صورا حية لماضٍ جميل، حيث تصادف ادوات الخياطة المستخدمة قديمًا والازياء الشعبية الى جانب الادوات المنزلية، وكذلك الوصفات العشبية الخاصة بعلاج بعض الامراض في الطب الشعبي القديم. ومن المقتينات دفاتر وكراسات قديمة كانت توزع على طلاب المدارس وعليها صور لحاكم دولة الكويت الحادي عشر الشيخ عبدالله السالم الصباح، وحاكمها الثاني عشر صباح السالم الصباح، وذلك خلال اشراف دولة الكويت على التعليم في دولة الامارات قبل عام 1975، الى جانب كراسات عليها صور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الامارات. ويضيف: يتضمن المتحف ركنًا يدعى «قلب المكان» فيه توثيق لحياة عوشة بنت حسين بن ناصر، وهي احدى الشخصيات النسوية الفاعلة في تاريخ امارة دبي، وكانت تتمتع بحنكة وذكاء وانفتاح على المستقبل، ساعدها في ذلك العقلية التنويرية لوالدها حسين بن ناصر، وهو شاعر وتاجر لؤلؤ أبى الا ان تتعلم بناته وان كان على يد معلمين رجال بالرغم من المجتمع الاماراتي والخليجي المحافظ بعمومه في بداية ثلاثينيات القرن الماضي. وللاطفال نصيب في هذا المتحف، اذ خصص لهم مكان تقام فيه انشطة مختلفة تسعى الى التعريف بتراث ومساهمات الاباء والاجداد في بناء وطنهم وتحقيق نهضته، وسميت الغرفة المخصصة لذلك بركن «فاطمة بنت الزين للاطفال» وبنت الزين هي مطوعة ( معلمة) من آخر جيل للمطوعات، والمطوعات في الخليج هن المعلمات اللواتي يدرسن الفتيات الصغيرات في بيوتهن وتحفيظهن القرآن. كما يحتوي المتحف قاعة للشعر يلتقي فيها الجمال والابداع بابهى حلّة، وهنا يسلط الضوء على قاعة ديوان عوشة بنت خليفة السويدي الشاعرة الملقبة بفتاة العرب التي عرفت بموهبتها في الشعر النبطي. ويصل «الاستطلاع» بعد ذلك الى المبادرة الفريدة التي تقف وراء تأسيس المتحف الذي كان الشاغل الذي يشغل د. رفيقة غباش مؤسسة المتحف الذي ارادته مخزونًا زاخرًا للذاكرة يمد الاجيال القادمة بمنجزات الاباء والاجداد. ولا ينحصر دور المتحف في الجانب التاريخي والوثائقي فقط، بل يمتد الى ممارسة دور فاعل في الحياة المعاصرة للمرأة، حيث يقام فيه سلسلة من الندوات والمحاضرات والورش، وهو مبادة صادرة من المجتمع المدني، ويعبر في ذاته وفي حراكه الثقافي العام عن حيوية هذا المجتمع، فتحية للقائمين على هذا المتحف، ونأمل أن نستفيد من هذه التجرية.
#فهد_المضحكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تلاعب صندوق النقد الدولي.. اليونان أنموذجاً!
-
إنهم يهزون الأرض
-
حول العدالة الاجتماعية!
-
نقمة النفط!
-
طه حسين
-
حول الوضع الداخلي الإيراني!
-
هنيئاً للمرأة السعودية
-
شبه الجزيرة الكورية والمصالح الأمريكية!
-
تحديات اقتصادية وسياسية!
-
حرية تداول المعلومات!
-
ربع قرن على اغتيال فرج فودة
-
الطبيب الروبوت
-
الدول العربية.. والآثار السلبية للدين العام!
-
فاطمة أحمد إبراهيم
-
القوى المتأسلمة والمصالح السياسية!
-
التبعية التكنولوجية!
-
الجامعات العربية والحرية الأكاديمية!
-
الفساد يعرقل التنمية!
-
سلامة موسى
-
الثقافة العربية والتحديث!
المزيد.....
-
نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها
...
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|