أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحمن جاسم - لا تخاف أحداً؟ معذرةً؛ أنت كاذب














المزيد.....

لا تخاف أحداً؟ معذرةً؛ أنت كاذب


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:53
المحور: كتابات ساخرة
    


توقفّ! وللمرة الثانية، توقف! البارحة حدثتك عن كونك بلا قيمة أبداً، وبأن لا تبتأس للأمر، اليوم آن أوان أن أوضح الأمر، وأشير له بوضع الأصبع على الجرح، لأريك كيف أن الأمر تراكمي، وبأن لا قيمتك بدأت منذ عقود، وبأنك وإن تفوهت بالعكس، وتوهمت العكس، لا تستطيع الفكاك مما هو حقيقة.
أعرف، أجل أعرف، أنه بإمكانك أن تصرخ بي، وقد ترعبني إلى حدٍ ما، وقد تكسر عصاً فوق رأسي، أو قطعة أثاث، لكن ذلك لا يجعلك قوياً؟ ولا رجلاً أبداً، وقد تحمل حتى سلاحاً علي، وتطلق النار، ولكن ذلك أبداً لن يجعلك قوياً، أو مرهوب الجانب، ليس من قبلي، وليس من قبل أي أحدٍ في هذا العالم. أنت نفسك تعرف أنك لا تخيف، فكيف تريدني أن أخاف.
أنظر معي، وأنا أعلم أنك لن تنظر، لكن لا يهم، فأنت إذا ما تعاركت أو تشاجرت تنفخ صدرك وأوداجك بصرخة "أنا لا أخاف أحداً إلا الله"، وهذه المقولة قد تصح مع غيرك، فأنت تخاف كل شي، ما عدا الله. أنت لا تخاف الله لا لأنك أقوى منه –حاشى لله- ولكن لأنك ببساطة سخيف للغاية. فأنت ببساطة تخاف الشرطة، والدرك، والقوى الأمنية بجميع مشاربها، يعني ببساطة كل فروع الدولة. تخاف مديرك في العمل، وتخشى أن يطردك، فتصبح شريداً، كما حقيقتك. تخشى أمك وأبوك كي لا يطردونك من الميراث. تخشى جارك إذا ما كان مدعوماً من أحدٍ من الناس في الأعلى. تخشى الشباب الذي يجلسون في الشارع، إذا ما كانوا أكثر من ثلاثة. تخشى الظلمة، والقطط ذات العيون اللامعة. تخشى الصمت والسكون في الساعة الثالثة صباحاً. تخشى صاحب السوبرماركت الذي تستدين منه امرأتك أو أنت شخصياً كل آخر شهر، وتهرب منه طوال الشهر. تخشى أن يمسكك أحدهم وأنت تشاهد فيلماً اباحياً. تخشى أي أحد، أتلاحظ؟؟؟ أيكفي؟؟؟ أم هل أعد أكثر؟
ألا تتوقف؟ ألا تفهم أنه حان الآن وقت توقفك عن ما تتدعيه، وأن تجلس لكي تتوقف عن تعرية نفسك وتسخفيها، وحرقها. أنا أفهم أن مريض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" يعتزل وينعزل في مكانٍ بعيدٍ عن الناس كي يجنبهم رؤيته ويتجنب رؤيتهم، وأنت رغم أنك مصاب بنقص المناعة المكتسبة للقيمة، ومع هذا تصر على تطل علينا كل يوم بوجهك المشرع. توقف ألم تفهم بعد؟
ما الذي سأقوله بعد؟ هل سأتحدث عن شجاعتك وأنت تجلس مع أصحابك؟ شجاعتك كيف أنك ضربت شخصاً أضعف منك، يا لها من شجاعة. كيف ضحكت على جارك العجوز، أو الصي السمين، يا لها من بطولات تستحق أن تروى! نقطة مهمة، الشجاعة ليست فقط أن تحارب، أو تصارع أو حتى أن تتشاجر، الشجاعة هي أن تقول الحقيقة ولو لمرةٍ واحدة في حياتك، فهل قلت الحقيقة لنفسك ولو لمرة؟
ماذا يريد مثلك أن يترك خلفه فلا يرحل؟ أهي سمعةٌ حسنة؟ أم تصرف عظيم؟ أم ولدٌ صالح؟
توقف! ماذا تريد بعد مني؟ هذه ثاني مرةٍ أكتب عنك؟ ما الذي تريده مني، أنا أحاول نزعك من روحي، وأنت تتعلق بي أكثر، أنا لا قدرة لي على إصلاحك، ولا حتى على توضيح وجهة نظرك للناس، أنا لا أقدر إلا أن أرى ما يراه كل البشر منك وعنك. وأنت بلا ثيابٍ أبداً، عارٍ تماماً. فهل تستطيع على الأقل أن تبتعد بعريك من أمام ناظرنا؟
ما الذي تريده مني بعد، ألم أقل لك سابقاً أنني لا أعرفك؟ لماذا لا تفهم وتختفي، فما ليس له قيمة يجب أن يختفي، كزبد البحر، يظهر ويختفي ولا يسأل أحدٌ إن كان موجوداً يوماً أو لم يكن!



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!
- حوار مع الفنانة العراقية سحر طه
- كم أتمنى أن أموت
- يومٌ عادي
- رحلة!
- كن صريحاً
- حب
- عن الأصدقاء والقداسة
- عن نزار قباني، وآسف أن أخيب أملكم
- عن السفسطائيين، عن أفلاطون وغداً
- عن محمود درويش: معرض الكتاب والكاتب النجم
- معذرة لكنني لست ديمقراطياً
- تفاءل
- ابنة لحواء
- روبن هود في معرض الكتاب
- رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد
- معذرة فيروز؛ لكنني فرغت منكِ...
- أغنية
- مجنون
- أخال الخطى


المزيد.....




- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحمن جاسم - لا تخاف أحداً؟ معذرةً؛ أنت كاذب