عزة رجب
شاعرة وقاصّة ورائية
(Azza Ragab Samhod)
الحوار المتمدن-العدد: 5714 - 2017 / 11 / 30 - 21:24
المحور:
الادب والفن
همهمات
في الصمت الخالد يركنني الزمن وحيدة منزوية ، أحاكي جدران الغرفة ، و استمع لهسيس الكائنات ، وشكوى القلوب العالقة بأحلام شنقتها على جسدي ، كلما سكبتْ تنهيدة من حرقتها أودعتْ سرها في دمعة سقتْ بها أصيص الوقت الجاتم على رتابة اليوم ، يعيش برفقتي إناءُ زهور وحجر نرد ، وعامودان من ساق البامبو ، استندا على الحائط ، يتضرعان في خشوع ، كي يتحولا غداً لقدمين ، للطاولة التي كُسرتْ ساقها ، إناء الزهور يكلل زينة المكان ، هو مسك العزلة ، وعنبر الوحدة ، يتفيأ الظل مساء ، وفي الصباح يتفتَّح كما شمسٍ أشرقتْ في براح المكان ، كم من مرة ٍعبرتُ المسافة من اللهجة إلى اللهجة، وقررتُ محاكاة حجر النرد ، القابع في سداسية الشكل ، والغارق في حسابات الحظ ، والمُندس في مفاجآت القدر ، كان وحيداً مثلي ، يعيش من أجل أمنيات مخبأة في قلب مَنْ يلقيه ، ويرمي به لصدر أول طاولة ، وكنتُ مثله أختزلُ التمنيات عند أول رأس يرمي بأحماله وهمومه إليَّ
أمَّا الساقان الوحيدان الواقفان ، العالقان في لغة الظل ، ينتظران أنْ تدق المسامير رؤوسها في جسديهما ، فيصلبان إلى جسد الطاولة ، كانا سعيدين بهذه النهاية المستديمة لهما ، وكأنَّ كل رحلاتنا تكون بالإسناد ، من كائن إلى آخر حتى نهاية الأزل
لا أعرف العلاقة ، والسر ، والمفتاح ، لكنها اللهجات العابرة لانزياحات المكان ، التي تتراءى في تشكلات رحمية مضيئة أو باهتة ، تلك التي تشعل النور في الأماكن بعدما استولتْ العتمة على تعريفاتنا وهوياتنا ، فبقينا في مدن الظل ننتظر عبورا لشعاع شمس يزهق روح الباطل بحقِّ حضوره .
Azza Rajab Samhod
#عزة_رجب (هاشتاغ)
Azza_Ragab_Samhod#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟