حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5712 - 2017 / 11 / 28 - 19:22
المحور:
كتابات ساخرة
حلوة زحايكة
سوالف حريم
وأمّا اليتيم فلا تقهر
قبل أن أبلغ الرابعة من العمر غادرت شقيقتي الكبرى البالغة ثلاثة عشر عاما، بيتنا إلى منزل الزوجية تودع طفولتها مكرهة على ذلك، ما زالت الصورة ترواد مخيلتي لما تحمل من ألم ومرارة، لن أنسى ما حييت ذلك، كيف كانت تتدثر بلحافها هروبا ممّا هي فيه، وعمة والدتي تضربها دون رحمة بعصا مكنسة خشبية سميكة كي تجبرها على الموافقة، أنا ووالدتي نحاول أن نبعدها عنها، كانت تدفعنا وتضربنا كذلك، وحجتها من زواج شقيقتي حتى يخف عبئها عن والدتي ومصير البنات للزواج، وحتى يكف الخطاب من التقدم لها، شقيقتي تتمتع بقدر عال من الجمال، مما يزيد في عدد المتقدمين لها. والعام الذي تلاه جاء دور شقيقتي الثانية، كنت لم أبلغ الخامسة بعد، كانت في الصف السابع الفصل الأول عندما صدر قرار زواجها، كانت تتوسل أن يتركوها تكمل عامها وبعد ذلك توافق على ما يريدون، كانت متفوقة في دراستها والأولى على صفها، هي الأكثر جمالا بيننا، والمتقدمون لخطبتها اكثر، ما زلت أذكر عندما كانت تفك ضفيرتها فيصل شعرها الارض، وعندما تحرك رقبتها كان يتماوج على ظهرها كموج البحر ناعما مسترسلا كالحرير، ولما تطويه ضفيرة كان يشبه الأفعى وهي تسعى، ولما جاء يوم زفافها رفضت أن ترتدي ثوب الزفاف الأبيض، وارتدت ثوب والدتي الأسود وقلبته على الوجه الداخلي وارتدته باكية.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟