أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - مقترح قانون حزب العدالة والتنمية بشأن العربية نكوص ذهني متأخر














المزيد.....


مقترح قانون حزب العدالة والتنمية بشأن العربية نكوص ذهني متأخر


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 5711 - 2017 / 11 / 27 - 21:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من بين العبارات التي كانت متداولة في فترة ما داخل الحركة الأمازيغية المغربية أن الإسلاميين "ليسوا إلا قوميين عربا بعمامة ولحية وغطاء الرأس"، وهي عبارة تأكد مضمونها غير ما مرة، وفي أكثر من مناسبة، آخرها مقترح القانون الذي تقدم به نواب حزب "العدالة التنمية" بالبرلمان، لـ"حماية اللغة العربية"، على حدّ تعبيرهم.
حماية اللغات الوطنية والرسمية والنهوض بها مسؤولية الدولة ما في ذلك شك، وإخراج القوانين الفعالة الكفيلة بذلك يتطلب جهود جميع الأطراف، لكن صيغة السعي إلى ذلك عند "البيجيديين" ـ كما كان عليه الشأن لدى حزب الاستقلال ـ لا تخلو من خبث إيديولوجي وصفاقة، إن لم نقل قلة حياء مكشوفة لا غبار عليها، حيث يصبح قانون حماية العربية قانونا لحظر ومنع اللغات الأخرى.
كانت الحركة الأمازيغية في غاية الحكمة عندما كانت تعمد دائما في أدبياتها ومذكراتها المطلبية إلى وضع عبارة "بجانب اللغة العربية"، وهي تطالب بإقرار اللغة الأمازيغية مؤسساتيا، وذلك لتجنب أي سوء فهم قد يعتقد طرف ما بموجبه أن الفاعلين الأمازيغيين يعتبرون اللغة الأمازيغية بديلا لغيرها، بينما يبدو أنّ إسلاميي "حزب المصباح" لم يستفيدوا من حكمة غيرهم، كما لم يأخذوا العبرة مما حدث لأتباع "حزب الميزان" لأكثر من مرة، حيث عمل هؤلاء خلال العقود الأخيرة ـ ودائما من باب المزايدة لا أقل ولا أكثر ـ على محاولة تمرير "مقترح قانون لتعريب الحياة العامة"، ارتكبوا فيه نفس الأخطاء التي عاد إليها برلمانيو الحزب الإخواني اليوم، دون تحفظ أو احترام للدستور، أو على الأقل للجهود التي بذلت من أجل المصالحة الوطنية في موضوع الهوية.
كان يثير استغرابنا ـ وامتعاضنا أيضا ـ مقدار استهتار الاستقلاليين بمكونات المغرب اللغوية والهوياتية، عندما كانوا يطالبون في مقترح قانونهم بالحكم بالغرامات والسجن على "كل من استعمل لغة غير العربية" في الندوات والعلامات والدعوات واللافتات (كذا) ، وكنا نتساءل إن كان هؤلاء يعيشون معنا في المغرب فعلا أم أنهم أجانب عن البلد، لا يعرفون تاريخه ومقوماته الثقافية والحضارية.
ونظرا لأن معظم هؤلاء كانوا يُدرسون أبناءهم في البعثة الثقافية الفرنسية، ويحرصون كل الحرص على إتقان أبنائهم وبناتهم للغة موليير، فقد كنا نأخذ مقترحهم على محمل الدعابة والمزاح ـ الثقيل طبعا ـ إذ لا يجوز أن نصدقهم وهم يبذلون المال والجهد من أجل أن يتولى أبناؤهم مناصب الترأس والتسيير باللغة الأجنبية، ويطالبون بإقرار العربية في كل قطاعات الحياة العامة، بينما لا يعرف أبناؤهم منها أكثر مما يعرفه بواب العمارة أو حارس السيارات.
طبعا لهذه الأسباب أو لغيرها من الأسباب التي لا داعي لإيرادها هنا، كان يُلقى بمقترح قانون "حزب الميزان" في سلة المهملات دون حتى أن يناقش.
وقد ذكرني هذا الأمر، بعد حالة العود التي عمد إليها نواب "البيجيدي"، بمقترح قانون آخر لا يقل جنونا ونفاقا قام بتدبيجه بعض الفاعلين المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، والذي كانوا يرمون من خلاله إلى "تجريم التطبيع مع إسرائيل"، فوضعوا في مقترح قانونهم الحكم بغرامة 100 مليون سنتيم وبالسجن خمس سنوات لكل من سولت له نفسه التخاطب أو التعامل مع يهودي مغربي قادم من إسرائيل، حتى ولو كان من عائلته أي من يهود المغرب القاطنين بين ظهرانينا، كان القانون جنونيا لدرجة أن كل من أوتي قدرا من الحس السليم سيدرك بأن واضعيه مصابون باضطراب نفسي لا غبار عليه، ولهذا وجد نفسه في المكان الطبيعي الذي ينتظره، وهو سلة المهملات.
مشكلة البيجيديين اليوم أن صحوتهم العروبية جاءت متأخرة، لكن بشكل غبيّ نوعا ما، ما داموا قد عمدوا إلى تكرار نفس الأخطاء التي ارتكبها سابقوهم دون تحفظ، وما داموا لم يعتبروا مضمون الفصل الخامس من الدستور كما هو مصاغ بكامله لا كما يريدونه، ولهذا استحقوا منا أن نقرص آذانهم ونهمس فيها بالحكم التالية:
ـ أن حماية أية لغة لا يستوجب الطعن في اللغات الأخرى وحظر استعمالها.
ـ أن أية لغة لا يمكن أن تحيى إلا على حساب غيرها هي لغة ميتة.
ـ أن الدعوة إلى الحكم بالغرامات والسجن لفرض استعمال لغة نزعة فاشستية.
ـ أن الاعتقاد في إمكان وجود لغة واحدة للدولة وللمغاربة خرافة متقادمة.
ـ أن من يتعامل مع الدستور بانتقائية لا يمكن إلا أن يكون خارج الدستور.
ـ أن التواجد داخل البرلمان لا يعني الوصاية على عقول المغاربة وحياتهم.
وانتهى الكلام.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحاجة إلى الفلسفة، ضد العنف والوصاية
- حِجّية الحديث (بصدد النقاش حول البخاري)
- ما الذي يمكن للبهائية أن تقدمه للمسلمين اليوم ؟
- الاعتراف بالتعددية الدينية وحرية الضمير من أوليات الحياة الد ...
- وحدة العراق، مطالب الكُرد، وموقف الحركة الأمازيغية
- معاني الدولة، السلطة، والوطن
- أي مغرب نريد ؟
- الشعور الوطني والنشيد الوطني
- الاقتتال بسبب الدين من مظاهر غباء البشر وانحطاطهم
- التحرش الجماعي الأسباب والأبعاد
- لماذا لا تنفع انتفاضات الشارع في تغيير واقعنا ؟
- جمعيات -الطابور الخامس-
- -الاستثناء المغربي- هل يخون نفسه ؟
- عود على بدء
- حياد المساجد هو الذي يقي من الفتنة
- الفلسفة في درس التربية الإسلامية
- -حتى لا تفقد الأمة روحها !-
- ليسوا أشرارا يا زغلول النجار
- تركيا: خطوات ثابتة نحو العودة إلى ترسيخ الاستبداد الشرقي
- ترتيب البيت الداخلي أولا قبل نظرية المؤامرة


المزيد.....




- الملكة رانيا والأمير الحسين يهنئان ملك الأردن بعيد ميلاده
- بعد سجنه في -معسكر بوكا-.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح ...
- الجولة الثالثة.. بدء إطلاق سراح الرهائن في غزة و110 أسرى فلس ...
- من هي أغام بيرغر الرهينة التي أطلقت سراحها حماس الخميس؟
- هواية رونالدو وشركائه.. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- سقطتا في النهر.. قتلى في اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية قر ...
- مراسم تسليم الرهينة الإسرائيلية آغام بيرغر للصليب الأحمر في ...
- -كلاب و100 ضابط من أوروبا على حدود مصر-.. الإعلام العبري يكش ...
- أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يصل إلى دمشق في أول ...
- دقائق قبل الكارثة.. رجل يكشف آخر رسالة من زوجته قبل حادثة مط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد عصيد - مقترح قانون حزب العدالة والتنمية بشأن العربية نكوص ذهني متأخر