أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد العاطى - جيش تحرير دارفور ومآلات الصراع المسلح في السودان















المزيد.....

جيش تحرير دارفور ومآلات الصراع المسلح في السودان


عادل عبد العاطى

الحوار المتمدن-العدد: 413 - 2003 / 3 / 2 - 09:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


 

تحليل سياسي بقلم عادل عبد العاطي 

نقلت الانباء في الاسبوع المنصرم قيام هجمات فعالة من قبل المعارضة المسلحة؛  فى اقليم  دارفور باقصى غرب السودان  ؛ تحت قيادة جيش تحرير دارفور ؛  فى منطقة جبل مرة وما يجاورها ؛ على قوات النظام الحاكم فى الخرطوم  ؛ بما فيها تنفيذ هجمات  ناجحة وكمائن ضد قوات الجيش وقوات الشرطة ومراكزهم ؛ وكذلك على اهداف وسيارات ومؤسسات النظام المدنية ؛ فى تصعيد جديد لمسارات الحرب الاهلية فى السودان ودخول لاعب جديد اليها ؛ فى جبهة جديدة ضد النظام تضاف الى جبهات الجنوب وجبال النوبة وشرق السودان وجنوب النيل الازرق .

ويقع اقليم دارفور فىاقصى غرب السودان ؛ وتشكل حدوده الغربية حدود السودان الخارجية مع عدة دول ؛ ومن بينها مصر ؛ ليبيا ؛ تشاد ؛ جمهورية افريقيا الوسطى ؛ ويدين سكانه بالاسلام ؛ المختلط فى مناطق كثيرة بدارفور مع الاعراف المحلية ؛ متخذا طابعا شعبيا . وتسكنه مجموعات قبلية وعرقية متعددة ؛ من اهمها الفور والتى اخذ الاقليم اسمه منها ؛ وقبائل البقارة العربية ؛ وقبائل الزغاوة والمساليت الخ ؛ ويتقاطع العديد من هذه المجموعات مع امتدادات لها فى الدول المجاورة ؛ وخصوصا تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى .

وقد قامت فى اقليم دافور قديما ممالك مستقلة ؛ من بينهاسلطنة الفور ؛ والتى استمرت فى الوجود منذ القرن الخامس عشر الميلادي ؛ بفترات غياب  بسيطة ؛ حتى العام 1917 ؛ حيث انهزمت نتيجة للتفوق الحربى الانجليزى ؛ وخسرت وجودها المستقل نتيجة للتنافس الاستعمارى ؛ وكان اقليم دارفور اخر اقليم يضم تحت الاحتلال الانجليزى الذى سيطر على اغلب السودان فى العام 1898؛ ويتميز  افليم دارفور باحتوائه على اعلى هضبة فى السودان ؛ وهي الهضبة التي تسمى بجبل مرة ؛ والتى يصل ارتفاعها الى ثلاثة الاف متر ؛ ويعمل اهل دارفور عموما بالرعي والزراعة .

ويكاد معظم المحللون يتفقون ؛ على ان اقليم دارفور قد عاني تهميشا واضحا من قبل الحكومات المركزية فى الخرطوم ؛ حيث ان نصيبه من المشاريع الحديثة الصناعية والزراعية يساوى صفرا ؛ كما ان مستوي التعليم والخدمات الصحية متدنى للغاية ؛ ويلاقي مواطنو دارفور كذلك الاضطهاد والتعامل العنصرى تجاههم فى وسط السودان ؛ رغم اسلامهم ؛ وذلك لواقع سحنتهم الافريقية وثقافتهم ؛ وقد رصدت هذا العديد من الدراسات والبحوث والاعمال الادبية  ؛ كما ضربت الاقليم االعديد من الكوارث الطبيعية ومن اهمها التصحر والجفاف الذى يمسك بخناق الاقليم منذ سنين

وقد شهد اقليم  دارفور اضطرابات وصراعات مستمرة فى العقود الاخيرة ؛ ابتدات منذ العام 1981 ؛ حيث قامت انتفاضة دارفور الشهيرة ضد حكم السفاح نميرى ؛ ثم شهدت دارفور ملابسات الصراع التشادى المريرة ؛ ووجود قوات الفيلق الاسلامى المدعومة من ليبيا فيه لسنوات عديدة ؛ ووجود ظاهرة الصراعات القبلية على مناطق الرعي ؛ والتى اججها وجود السلاح الحديث ؛ كما انتعشت ايضا ظاهرة النهب المسلح ؛ وقد قامت طوال التسعينات العديد من محاولات الثورة ضد النظام من قبل مجموعات سياسية وقبلية متعددة ؛ كانت تقمع بعنف من قبل النظام ؛ وتصور فى وسائل الاعلام النظام اما بانها عصابات للنهب المسلح ؛ او كجزء من الصراعات القبلية

ويبدو اقليم دارفور معاديا فى مجمله للنظام الراهن ؛ حيث  هو موالى تقليديا لحزب الامة المعارض ؛ كما ان جيوب الجبهة الاسلامية التى قامت فيه ؛ قد انحسرت بعد  انضمام عناصر مهمة منها الى المعارضة ؛ بما فيها  المعارضة المسلحة ؛ مثل الشهيد يحي بولاد ؛ وفاروق احمد ادم ؛ اما العناصر  الاخرى فقد انضمت فى غالبيتها الى تنظيم الترابى المنشق عن الحكومة ؛ بقيادة القيادى على الحاج ؛ وقد لعبت دارفور دورا مركزيا فى استراتيجية الترابى قبل عدة سنوات ؛ حينما حاول اطلاق انتفاضة جماهيرية ضد النظام لم يكتب لها النجاح

كما ظهرت بوادر الثورة فى دارفور باصدار ما يسمى بالكتاب الاسود ؛ وهو وثيقة معادية للحكومة المركزية ؛ وموثقة لمظالم اهل دارفور وغرب السودان عموما ؛ وقد وزع الكتاب بشكل واسع ؛ واصبح مدار حوار سياسى ساخن ابان ظهوره فى اواخر التسعينات . ورغم ان الكتاب قد اتى غفلا عن التوقيع ؛ الا ان الاصابع قد اشارت الى عناصر الترابى ؛ حيث ان الكتاب ينطلق من ثوابت الانقاذ لنقد سلبياتها ؛ ومن الواضح ان كاتبيه لهم دراية تامة بدارفور وعلى معرفة بتوازن القوى فيها وبتفاصيل العمل السياسى والادارى واالتنفيذى فيها ؛ وهو امر لا يتوفر ولم يتوفر لمجموعات المعارضة الاخرى

وفى ظل انحسار النفوذ التقليدى لحزب الامة بدارفور ؛ وتضعضع نفوذ الاسلاميين فيها ؛ فقد بدات فى الظهور تيارات جديدة اكثر ثورية ومعارضة للنظام ؛ فبدات مجموعات موالية للحركة الشعبية لتحرير السودان ؛ استجابة لدعوتها فى حلف المناطق المهمشة ؛ ودعايتها لاستنهاض العناصر "الافريقية " فى السودان ؛ كانت منها مجموعة الشهيد بولاد ؛  كما نظم احمد ابراهيم دريج حزبا اعتمد بصورة رئيسية على ابناء دارفور وكردفان ؛ وفى العام الماضى تأسس فى الخرطوم حزب العدالة من عناصر منشقة عن الحكومة ؛ من ابرزها لام اكول وامين بنانى نيو ومكى على بلايل ؛ والعنصرين الاخيرين من ابناء دارفور ومن تيار "الغرب" القوى فى المجلس الوطنى سابقا وفى مؤسسات النظام قبل خروجهم عنه ؛ كما ظهر اسم جيش الخلاص الوطني لسنوات خلت

وفى هذا السياق ؛ فقد برز الى السطح اسم  جيش تحرير دارفور ؛  وقد جاء في تقرير امنى - سياسي قدمه الفريق فى جيش النظام  إبراهيم سليمان رئيس ما يسمى بآلية بسط الأمن واستعادة هيبة الدولة   بدارفور و وزير دفاع النظام  السابق ؛ قدمه للملتقى التشاوري لابناء دارفور بالفاشر؛ المنعقد فى يومي 25و26 فبراير الجاري   
ان هناك معارضة سياسية مسلحة مقرها جبل مرة بدارفور ؛ وان لها علما خاصا بها ؛ وقد رفع هذا  العلم بعد الاستيلاء على مقر المحافظة فى مركز  قولو ؛ وقد تم طرد المحافظ السابق وتعيين محافظ جديد من قبل الثوار  للمنطقة ؛ وقد حذر الفريق  من " خطورة ما يحدث في دارفور ووصفه بأنه يمكن أن يكون نقطة تحول في دارفور والسودان بصورة أشمل "

وقد نقلت الانباء ان المجموعة المسلحة تعمل باسم جيش تحرير دارفور ؛ كما ورد  ايضا اسم جبهة تحرير دارفور ؛ ويبدو ان الاسمان هما  فى الحقيقة اسم مذدوج لتنظيم واحد ؛  له جناح سياسى وجناح عسكرى ؛ فيكون بذلك اسم التنظيم جبهة تحرير دارفور/ جيش تحرير دارفور ؛ ومن الواضح ان الهجمات الاخيرة قد سبقها تحضير طويل ؛ فقد قامت وحدات من جبهة  تحرير دارفور فى يوليو من العام الماضى بتوزيع منشورات و أشرطة كاسيت تحث فيها المواطنين للثورة وتحرير دارفور من الظلم والتهميش ؛ كما بدات المناوشات والعمليات العسكرية منذ نوفمبر الماضي

كما اشار تقرير حكومي  آخر الى ان جيش تحرير دارفور والمجموعات المرتبطة به تملك 6 معسكرات للتدريب فى المنطقة ؛ وان عدد مقاتليها حوالى 300 جندى ؛ وانها تمتلك اسلحة حديثة ووسائل اتصالاات متقدمة وسيارات وناقلات وموارد مالية فى العملات الصعبة .  ويبدو لنا  ان جيش تحرير دارفور يملك عددا اكبر من المقاتلين ؛ اما الحديث عن امتلاكه للعملات الصعبة ووسائل اتصال متقدمة تعمل عن طريق الاقمار الصناعية فلا يعدو ان يكون دعاية من قبل النظام لربط التحرك بدعم خارجي وتدخلات اجنبية ؛ الامر الذى لمح اليه  تقرير رئيس ما يسمى بآلية بسط الأمن واستعادة هيبة الدولة بدارفور

وفى تصريحات اخرى فقد زعمت مصادر النظام ان قائد جيش تحرير دارفور هو المحامي عبد الواحد محمد نور ؛ وزعمت بانتمائه الى الحزب الشيوعي السوداني ؛ فى محاولة لصرف مواطني دارفور عن الانضمام الى حركة المعارضة الجديدة ؛ ومن الواضح عدم صحة هذه المعلومة ؛ حيث نفاها الناطق الرسمى باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين فى تصريح لصحيفة الوان التى تصدر فى الخرطوم ؛ وقال أن الخط السياسي والتكتيكي لحزبهم هو خط اتصال سياسي جماهيري ولا يوجد فيه فكرة لاحتلال جبل مرة  أو غيره ؛  وأن العمل المسلح ينافي توجهات الحزب الشيوعي ؛  واكد عدم اتنماء قائد "التمرد" للحزب
 
 ومن المعروف ان الحزب الشيوعي السودانى  من معارضى العمل المسلح ؛ رغم تأسيسه لتنظيم صغير فى العام 1997 ؛ كون له معسكرا بشرق السودان ؛ اسماه مقاتلى الجبهة الديمقراطية السودانية "مجد"  ؛ والذى لم يشارك فى العمل العسكرى بعمليات ذات شأن ؛ وكان محاولة من الحزب للحاق بنشاطات المعارضة المسلحة بالشرق والتى كادت ان تسحب البساط من تحت قدميه ؛ بانضمام اعضاء عديدين  ومؤيدين للحزب الى مجموعات المعارضة المسلحة الاخرى ؛ فكان تاسيس "مجد" محاولة للحفاظ على العضوية الثورية ؛ اكثر منه اقتناعا بمبدأ العمل المسلح ؛ وقد جاء برنامج مجد ونشاطها العملى مصدقا لهذه التصورات

من الجهة الاخرى فان دعاية النظام ومن قبله الجبهة الاسلامية للترابى ؛ قد كانت تصر على ربط كل معارضة مسلحة للدولة المركزية السودانية   بالماركسية والشيوعية والالحاد ؛ فى محاولة منها لعزلها وابعاد جماهير الريف منها ؛ فكان ان اتهم الجيش الشعبى لتحرير السودان ولا يزال فى اعلام النظام بانه منظمة ماركسية ؛ كما تم اتهام العميد عبد العزيز خالد عثمان رئيس التحالف الوطنى السودانى وقائد قوالت التحالف السودانية بانه عضو فى الحزب الشيوعي ؛ وهو الرجل الذى لم ينضم يوما الى الحزب الشيوعي ؛ بل لقد اتهم الشيوعيين والبعثيين تنظيمه فى الجيش فى الثمانينات والسبعينات بانه ذو ميول امريكية ؛ وها قد اتي الدور الان على قائد جيش تحرير دارفور لنسب عضوية مزيفة له بالحزب الشيوعي

ويبدو ان جيش تحرير دارفور هو استمرار لمحاولات سابقة للمعارضة العسكرية فى الاقليم ؛ فقد حاول الشهيد يحي بولاد فتح جبهة جديدة بدارفور فى العام 1991 ؛ تحت لواء الجيش الشعبى لتحرير السودان ؛ الا ان المحاولة قد قمعت بعنف ؛ وتمت تصفية الشهيد بولاد ومجموعته من قبل قوات النظام التى اسرتهم ؛ فى عملية   استخدمت فيها الطائرات والمروحيات ؛ كما حاول التحالف الفيدرالي الديمقراطى السودانى ؛ وهو تنظيم فيدرالى يضم فى غالبيته ابناء دارفور وكردفان ؛ ويعمل تحت قيادة المحافظ الاسبق لدارفور احمد ابراهيم دريج والبروفسور شريف حرير ؛ حاول بناء وحدات مسلحة ؛ وقد اسست معسكرات تدريب بدافور ؛ الا ان التحالف ولظروف االنزاعات القبلية بدارفور واسباب اخرى لم ينجح فى اشعال الثورة بدارفور وكردفان ؛ بينما شاركت وحداته فى العمل العسكرى المشترك لقوالت المعارضة فى شرق السودان

من الجهة الاخرى فيبدو ان جيش تحرير دارفور ؛ قد تجاوز نقطة الصراعات القبلية فى دارفور ؛ والصراع المرير الذى خلقته الجبهة الاسلامية والنظام الحاكم ما بين القبائل الزنجية والعربية فى دارفور ؛ او ما يسمى بالعرب والزرقة ؛ وذلك بتركيزه على ضرب مؤسسات االنظام وقواته ؛ وعدم انخراطه فى اى هجومات قبلية ؛ ودعوته لكل ابناء دارفور للثورة ؛ وقد اعترف بذلك اقطاب النظام الحاكم ؛ حيث صرح  المهندس الحاج عطا المنان امين أمانة الحزب الحاكم بالخرطوم والوالي الاسبق لجنوب دارفور في الملتقى  ان " التمرد"  بجبل مرة تمردٌ حقيقي له أهدافه الواضحة ولا يمكن مدارته وأكد انه ليس صراعاً قبلياً بل هو عمل موجه ضد الدولة ولا علاقة له بصراع العرب والفور كما فى ذات السياق اتت تصريحات اللواء ابراهيم سلمان ؛ فى تقريره الذى قدمه للملتقى ؛ حيث اوضح ان قوات النظام ومؤسساته هى المستهدف الاول فى نشاطات جيش تحرير دارفور

ومن الواضح ان حكومة الخرطوم قد ركبها الرعب والذعر من هذا التحول فى دارفور ؛ وذلك بعد ثلاثة عشر عاما من سياسة القبضة الحديدية وتاجيج الصراعات القبلية التى مارستها  فى دارفور ؛ وتبدو امكانية فتح واستمرار جبهة جديدة بدارفور بمثابة خطر محدق بنظام الخرطوم ؛ حيث سيحاصر من كل الجهات ؛ و ستتوزع قواته على جبهات متعددة ؛ وقد مارست المعارضة سياسة نقل الحرب بين الجبهات السابقة ببراعة ؛ فحينما كان النظام يهجم فى الجنوب ؛ كانت قوات المعارضة تحرك جبهة الشرق ؛ وحينما كان يركز على الشرق ؛ كانت تنشط جبهة الجنوب ؛ والان اضيفت جبهة جديدة تزيد عبئا ثقيلا على استراتيجي النظام وقادته

وفى ظل ضعف النظام فى دارفور ؛ وانفضاض كوادره القديمة المؤثرة عنه فى هذا الاقليم ؛ فان النظام يلجأ فى استراتيجته لمواجهة الموقف  الى اسلوب الوساطات عن طريق القيادات القبلية من جهة ؛ كما دعا الى ذلك ملتقى قيادات النظام بدارفور ؛ والى تشديد الارهاب  من جهة ثانية ؛ وذلك عن طريق استخدام المروحيات والطائرات فى قصف مواقع الثوار ؛ الامر الذى مارسه النظام من قبل ببربرية فى مناطق جبال النوبة وشرق السودان ؛ وفى تاجيج النزاعات القبلية من الجهة الثالثة ؛ وهى سلاح النظام المجرب فى تفتيت وحدة اهل دارفور

وقد حملت حتى القيادات الموالية النظام ؛ حكومة البشير المسؤولية عما يحدث فى دارفور ؛ حيث راى الملتقى التشاورى الذى عقد برعاية النظام ؛ ان تأجيج الصراع القبلي وانتشار النهب المسلح في دارفور يرجع " إلى ضعف المقدرة الإدارية لبعض أجهزة الدولة وتباطؤها  للتصدي للانفلات الأمني إلى جانب عدم التزام وتنفيذ الحكومة والأطراف المحلية لما يتم التوصيل اليه من اتفاقيات ومقررات لمؤتمرات الصلح السابقة ، الأمر الذي يشكل عاملاً إضافياً في تأجيج الصراع القبلي في دارفور . وأمن الملتقى أن من أسباب تأجيج الصراع القبلي انتشار النهب وخلق كيانات إدارية جديدة والاستغلال السياسي للقبيلة مع اتخاذ الموازنات القبلية أساساً في التعيينات السياسية الأمر الذي شكل عاملاً أساسياً في تأجيج الصراع" .


اما من جهة المعارضة ؛ فتبدو الاحداث الجديدة بمثابة استجابة لتكتيك قديم قد طرح فى اوائل التسعينات ؛ يقوم على محاصرة النظام والضغط عليه من الاقاليم من جبهات متعددة ؛ وفى نفس الوقت ممارسة العمل المعارض الجماهيرى فى الخرطوم ؛ فى ممارسة شبيهة بعملية اسقاط نظام الدكتاتور منقستو فى اثيوبيا فى عام 1991 ؛ حيث تحالفت ضده قوات الارينريين من الشرق والتقراى من الشمال والارومو من الغرب ؛ فادت الى نهايته المحتومة ؛ ويبدو هذا التكتيك اقرب الى التحقق الان ؛ وخصوصا بعد تحرك طلاب دارفور فى العاصمة ودعوتهم جماهير الشعب السودانى الى العصيان المدنى لاسقاط النظام الفاشستى ؛ وبوادر الاستجابة من التنظيمات الطلابية المعارضة .

ويبقى واجب المعارضة المنظمة  متمثلا فى الدعم السياسي والعسكرى العاجل لجيش تحرير دارفور ؛ وتبدو الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان اكثر القوى مصلحة وقدره فى تقديم هذا الدعم ؛ رغم انها قد وقعت اتفاقا لوقف اطلاق النار يعم كل السودان ؛ الا ان قوات التحالف السودانية ومؤتمر البجة لم يوقعا اتفاقا كهذا ؛ ويمكنهما تقديم الدعم بتحريك جبهة الشرق وتشتيت مجهودات النظام وقدراته العسكرية  ؛ فهل تقوم الحركة الشعبية والجيش الشعبى ؛ وبقية القوى المسلحة الاخرى بهذا الدور ؛ ام تتشاغل عنه تاركه ثوار دارفور لمصير الشهيد بولاد فى اوائل التسعينات ؟


عادل عبد العاطي
28فبراير 2003
[email protected]

  

 

 




#عادل_عبد_العاطى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى مزبلة التاريخ - موضوع حول الحزب الشيوعي السودانى
- قراءة فى تجربة التجمع الوطنى الديمقراطى - السودان فىالعمل ال ...
- تأملات في أفق المعرفة والشهادة حول حياة واستشهاد محمود محمد ...
- سلاح الوعي ووعي السلاح عرض كتاب - الجيش السوداني والسياسة
- اغتيال الشخصية في ممارسات الحزب الشيوعي السوداني
- اللعب الكلمات أو فرويد على الطريقة الشيوعية
- دور الحزب الشيوعي في تخريب التجربة الديمقراطية والنظام الدست ...


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل عبد العاطى - جيش تحرير دارفور ومآلات الصراع المسلح في السودان