أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - أهو مأزق النظام اليمني أم ورطة الزنداني















المزيد.....

أهو مأزق النظام اليمني أم ورطة الزنداني


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 10:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


حسب المصادر الحكومية و التي سربت خبر طلب الرئيس الأمريكي وبشكل رسمي عبر رسالة شخصية إلي صالح بالقبض على الزنداني ومصادرة أمواله كونه يدعم الإرهاب الدولي ، وخاصة أن خبر دعمه للقاعدة هو خبر يداول على ألسنة التقارير الأمنية الأمريكية وبشكل مكرر ومنذ فترة ليست بالقصيرة ، حتى أن الزنداني استقر داخل البلاد مؤخرا ولم يغادرها إلا بمعية الرئيس لحضور مؤتمر القمة الإسلامية في جدة ، مما وعلي ما يبدوا أن ذلك أثار حفيظة الأمريكان.

وبما أن اليمن مثلما تصرح دوائر القرار الأمريكية هي شريك رئيسي في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة ، فان الأمر هنا يختلف ولا يجب أن يعبر كخبر عادي ، حيث أن تبعات أي خطوة غير مدروسة قد تؤثر على سمعة اليمن التي هي بالأصل تعاني من مشاكل مخيفة في نظر الآخرين ، وقد تدخلها في نفق مظلم لا يعلم تبعاته سوى الله .

الزنداني مؤخرا ، قام بدور بطولي واستعراضي في أحد ميادين صنعاء بتحريض علني على صحفيين أعادوا نشر الصور المسيئة للنبي محمد ، مستبقا بذلك قرار القضاء ومقدما دعما ماديا بمبلغ بلغ قدره خمسة ملايين ريال حتى تأخذ العدالة مجراها حسب رأيه ، والتي حسب ما يبدوا لنا هو أنه تجريم صريح للصحفيين ، مزايدا بذلك على النظام الذي ما فتيء أن يبحث عن أي ثغرة لقمع الصحافة والتضييق عليها ، برغم إعلان الصحفيين أنهم ما أردوا بنشر مثل هذه الصور إلا رفضا لمثل تلك الإساءات التي تهين المقدسات الإسلامية وتشوه صورها الناصعة البياض .
فأنا أستطيع مثلا أن أميز وبوضوح تام بمن يعرض تلك الصور بقصد الإهانة، ومن ينشرها بقصد الرفض والتحذير ، وكذلك هو الحال مع بقية الناس في الدول العربية والإسلامية ، وذلك ليقيني التام بأننا بلغنا من النضج ما يؤهلنا إلى ذلك ، لكن هناك مازال من يعتقد بأنه هو الوحيد الذي عليه أن يقرر من يسيء ومن لا يسيء وأنه هو حصريا من يحق له الحكم على نيات الآخرين حسب المؤشر السياسي والاجتماعي مستغلا أقصى ما يمكن استغلاله لأجل مكاسب شخصية ومزايدا على الآخرين دينينا ، عنفوان الزنداني وحماسته ضد الصحفيين ليست أول مرة ، فهو قد أشتبك فيما سبق مع وزارة الإعلام صادرا فتاويه الصاروخية ضدهم ، مما يعطي انطباع أن هناك حساسية بين الشيخ وبين القلم والصحافة .

بعد أن أصدرت الحكومة اليمنية طلب بأدلة رسمية من واشنطن بإثبات تورط الزنداني في دعمه للإرهاب وعلاقته مع القاعدة ، بما يعني أنها فعلا وبحال وجود مثل هذه الأدلة قد تنصاع للإرادة الأمريكية وتسجنه ومن ثمة تحاكمه ، وإلا فأنها سترفض مثل هذا القرار ، مما سيضعها في موقف أكثر صعوبة أمام أدارة أمريكية لم تعد تفهم سوى لغة القوة والهيمنة في فرض إرادتها .
هذه الورطة السياسية للنظام في الوقت الحالي والتي جاءت مباشرة بعد تصريح الرئيس صالح أنه لا يحني رأسه لأحد، والورطة الأكثر عمقا للشيخ نفسه بعد أعتقد أنه وبعد ظهوره الأخير بمناسبة الرفض للصورة الدنمركية قد أستعاد شيء من بريقه ، وخاصة أنه لا صوت يظهر للشيخ معترضا على الفساد والرشاوى والانحلال الأخلاقي ، كما كنا نسمعه ما قبل حرب 94م مما أثر كثيرا عليه بل أدخله في مناكفات مع بعض قيادي حزبه ، وكأنه أتخذ الشطر الموالي للنظام ، وهذا الأمر جعل شخص مثله يرى في تلك الرسوم منفذا أتى من السماء لتنقذه من العزلة السياسية المحيطة به ، أقول ن هذه الورطة قد تضر باليمن بشكل عام وبدون استثناء ، فالساحة مفتوحة للأمريكان ولا احد يستطيع أن يقف أمامهم ، وكلما أعطوا تنازلا ، طلبوا المزيد .

دائما ما كان يظهر الزنداني بجوار صالح في المواقف الصعبة ، بل أنه ومن خلال السلعة الدينية التي يمتلكها الشيخ استطاع أن يضع الأسس الأولى في إقامة دولة ديكتاتورية كالتي نراها الآن ، غافلا في نفس الوقت عن ما يعانيه المواطن اليمني من ألم أو عما ينتظر أجيالا قادمة قد لا تجد شيء يساعدها على الحياة .
من الواضح أن الشيخ يمنح الرئيس طاقة شرعية، مثلما يمنح الأحمر الرئيس صفة قبلية، وليست مصادفة أن يكون الشخصين من حزب الإصلاح الذي هو في نفس الوقت في اللقاء المشترك المعارض ، وهذه التعقيدات التي لا تصير إلا في اليمن تجعلنا نعجز فعليا عن وضع أي توقعات أو مخرجات ، لأن المعطيات بالأصل متشابكة .
الإدارة الأمريكية ترى أن هناك تحالف بين النظام الحاكم والمؤسسة الدينية السلفية المتشددة ، وقد يلحظ المتتبع للتقارير الأمريكية بشأن اليمن بأن هناك رؤية موثقة لديهم بأن هذا التحالف ليس قائما بين نظام مستقل ومؤسسة دينية متشددة وحسب ، بل أنه يرى أن هناك اختراق كبير للتيار السلفي داخل الأمن والجيش ، وعلنا نتذكر مؤخرا هرب مجموعة مهمة من قادة القاعدة من سجن الأمن السياسي ، وغضب أمريكا من هذا الفلتان الأمني وإيحاء بأنه يوجد تعاون بشكل ما بين الأمن والقاعدة أدى إلى مثل هذا الهروب الهوليودي ، هذه التقارير وهذه الرؤية ستضر بالمقام الأول بالنظام وبموقع الرئيس كشخص يمثل السيادة الوطنية ، والذي هو وفي كل الأحوال سيخرج خاسرا سواء قبض على الشيخ أو رفض ذلك وخاصة أن هذا الطلب جاء على أبواب الانتخابات الرئاسية ، وكأن صالح ما عاد ينقصه إلا تسليم شخص بثقل الزنداني بعد أن خسر مصداقيته أمام الشعب اليمني الذي لم يعد يرى فيه أي قدرة على منح اليمن أي تقدم في أي مجال ، وبعد أن تهاون كثيرا في قضية المؤيد ، وقبلها في عملية تصفية المواطن الحارثي عبر طائرة أمريكية منتهكة السيادة الوطنية وبموافقة من النظام نفسه على هذا الهتك الغير مبرر دستوريا ودوليا ، وأخيرا حربه في جبال مران وعدم القدرة على الحسم أو حل القضية ، ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتردي جدا ،والحياة السياسية التي تضيق على الجميع .
فيا ترى ، ماذا ستلد لنا الأيام القادمة ، وماذا يملك الرئيس من تنازلات ليقدمها لواشنطن حتى تقبل على الأقل دخوله الانتخابات الرئاسية القادمة والفوز بها طبعا ، ومنحه شهادة الديمقراطية أسوة بتلك التي توزعها إدارة بوش على أشد الدول استبدادا في المنطقة .

هناك سؤال يبقى، ما هو الفرق بين أن يسجن أي صحفي بتحريض من الزنداني ، أو أن يسجن الزنداني بطلب من أمريكا ، أليس كله سجن وتقيدا للحرية ، أم أن حقوق الآخرين مباحة ، وحق البعض مصان ! وقد تتعدد الأسباب والسجن واحدُ.



#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث في العروبة
- النبي الأبيض وحماس
- النفط وصحة الرئيس
- بنص الدستور ، الحكم باقي في ذرية .. !!
- الإسلام لم يأتي بالحل
- نساء عدن ... وحكم الشمال
- نحن العرب ... لماذا لا يخيفنا الدستور العراقي
- بوش ...هل رايت كم هو الله غاضبا منك
- قاموس وبستر ... عنوان أمريكا العنصري
- الوعاء الثقافي لصيرورة الحكم في اليمن
- الخيواني .. ورغم ذلك أنت فوقهم
- ولليمني حق كالإنسان ، ترنيمة بائسة بين جها ز الأمن السياسي و ...
- المرأة العربية لن تتحرر ابدا
- فعلها الناصريون وفشل غيرهم
- الإنتخابات العراقية - نمطية التاريخ
- حين تكون الإنتخابات العربية المزيفة أكثر ج مالا من أنتخابات ...
- حرية الدين والجنس والراي المخالف ..لا تعني الإيمان بها
- بعد جورجيا وأوكرانيا ... متى يأتي دور ال يمن
- وللمعصوم الطاعة المطلقة
- الخيواني .. أنت رمز للشرف


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - أهو مأزق النظام اليمني أم ورطة الزنداني