أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - سامراء.. الرهان.. والتداعيات














المزيد.....

سامراء.. الرهان.. والتداعيات


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 11:05
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مرة أخرى تمتد يد الأرهاب لتطال احد رموز الوحدة العراقية. هذه المرة كان الهدف مرقد الأمامين العسكريين (ع) في مدينة سامراء شمالي بغداد. لم يكن الحدث غريباً ولا حتى الهدف الذي تمّ انتقاءه بمهارة وحرفيةٍ عاليتين. فالأعتداء الآثم هو حلقة من سلسلة من الأعتداءات على رموز تجذرت عبر الزمن لتشكل سدى ولـُحمة التناغم المذهبي الشيعي- السنيّ في عراق الرافدين. وكانت مجزرة جسر الأئمة مابين الكاظمية والأعظمية احدى اكثر تلك الأحداث التي دعت العراقيين من ذوي العقول والضمائر الى استقراء الواقع السياسي بشكل جديد. حاول مدبروا المجزرة ومنفذوها، من التكفيريين وحلفائهم، الى استغلال مشاعر الصدمة لدى العراقيين ووضعها في خدمة مخططهم لضرب الوحدة الوطنية العراقية. وخلق حالة من الأستنفار والتخندق الطائفيين بين عرب العراق سنةً وشيعة وتهيئة الأجواء لأشعال شرارة الحرب الطائفية إلا انهم فشلوا في ذلك. ونجح العراقيون في كسر ظهر الحصان الذي راهن عليه اعداء الحرية والديمقراطية في بلدنا.
الآن نحن أمام حدثٍ استثنائي. فلم يحدث في تاريخ العراق ان تمّ الأعتداء على اماكن مقدسة وبهذا الشكل الذي تفوح منه رائحة النزق الحيواني إلا مرة واحدة في التاريخ. حين اقدم المتوكل العباسيّ سنة 236 هـ على هدم قبر الأمام الحسين (ع) وما حوله من عمران ومنعَ الناس من زيارته. ولم يعدّ أحد من خلفاء بني العباس ولا غيرهم الى فعل ذلك مرة أخرى. فما فعله المتوّكل كان بدافع التعصّب السياسيّ – الطائفي ولم يحظَ بثناءٍ او اعجابٍ ممن تلاه من الخلفاء والملوك والسلاطين الذي تتابعوا على حكم بلادنا.
فلماذا مرقد العسكريين؟ ولماذا سامراء؟
تشكل مدينة سامراء حالة خاصة جداً من حالات التوائم والتلاقح الثقافي في تاريخ العراق. ويؤكد بعض الباحثين ان اسم المدينة سامراء ما هو تعريبٌ لأسمها الآرامي شامرا وانها كانت مركزاً مهماً من مراكز المسيحية الآرامية في العراق قبل الأسلام وكانت تضم كنائس وأديرة وصوامع اضفت عليها طابعاً مقدساً، استمر وبنسقٍ جديد في العهد الأسلامي.
أما ألآن فهي المدينة اللغز. الشاهد الحيّ على التسامح العراقيّ. ففيها تعيش الطوائف والمذاهب الأسلامية في حالة من التوافق الذي لا يمكن لغير العراقيين فهمه أو استيعابه. فالمراقد الدينية فيها لأئمة الشيعة ولكنها تحت حماية وادارة أهل المدينة من السُنة. وسدنة مرقدي الأمامين العسكريين هم من العرب العراقيين السُنة.
هذا هو العراق الذي لا يروق للتكفيريين والطائفيين. هذا هو العراق المحكوم واجياله بنبض التاريخ المتسامح. وهذا هو العراق الذي يريد له الشرفاء من ابناءه وبناته ان يستمر في ضرب أمثلة التعايش الخلاّق ومد الجسور بين مجموعاته الأثنية والعرقية والدينية.
من الواضح جداً بعد كل هذا معرفة لماذا اختارت يد الظلاميين مرقد الأماميين العسكريين هدفاً لفعلتها الأجرامية. ليقولوا لنا: كونوا طوائف وشيعاً وقوميات متحاربة. ليصرخوا في اذاننا: لا نريد لكم ان تعودوا لما كنتم عليه من التسامح. وليرسلوا لنا برسائل الوعيد التي تنزّ كلماتها بالكراهية: سندمر وحدتكم الوطنية ولن تكونوا قادرين على الوقوف بوجه سلاحنا الذي تصوبّه مشاعر العداوة والبغضاء نحوكم جميعاً.
الجواب على تلك الترهات المرعبة بسيط جداً. لنتوحد من اجل عراق يتسع للجميع. لنتوحد من أجل ايقاف شلالات الدم العراقي المهدور. لنتوحد كي نكون امة مثل جميع امم الدنيا ونحضى كغيرنا بالأمن والأمان وربما بقليل من الكرامة والخبز. لنتوحد ولنلقي برايات وطبول الحرب الأهلية بين الأخ وأخيه في مستنقع التخلف الآسن.
ولنتوحد كي نعيش مع العراق ونموت على ترابه ومن أجله.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء
- انهم يفّجرون حتى قبور الموتى
- رسائل الموبايل
- هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟
- نبوءةُ عُرسٍ اسوَد
- سانتا لوسيا والشعر الأسود الفاحم
- مجنون يحكي .. وعاقل يسمع
- البوري رقم 2
- الأسلاميون والفخ الأمريكي
- وأبيع ريّا في المزاد
- ألمرجعية ولعبة السياسة
- مذكرات لقلق مصاب بأنفلونزا الطيور
- الصحافة الوطنية العراقية في خدمة الأرهاب؟!
- ريّا تعودُ اليومَ من موتِها
- الجامعة العربية تأتي متأخرة كالعادة
- رمضان العراقيين.. هلال بلون الدمّ


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - سامراء.. الرهان.. والتداعيات