مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 10:28
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كانت تركض تخاف ان تتعثر قدماها فى الارض الطينية بفعل الامطار التى لاتتوقف
كادت ان تسقط لولا انها امسكت بجزع شجرة رات كثيرا جراء غرسها فى هذا المكان لسنوات
ومع الوقت اصبحت تتظاهر بالتماسك مثل جميع الوجوه العابرة التى تراها فى الصباح
استطاعت ان توقف الترام فى لحظته الاخيرة للتحرك لينتظرها بضع ثوان
تقفز داخله وهو يهم بالسير لاتفكر فى ماذا لو سقطت لااحد يفكر فى هذا
او ربما فعلت مرة او اثنين وقالت ماذا الم لثوان وينتهى الامر خافت ان يعرف احد فيما تفكر
اشاحت بوجهها لتراقب الوجوه العاثرة التى لم تستطع اللحاق بالترام وستنتظر اخرى تحت الامطار
قلقة من يوم عملها رغم انه ليس الاول..وليس الاخير كما تتمنى تفكر ربما تتحسن الامور فى الغد
وتجد عملا اكثر امنا وتبقى من خلاله ضمانة لمورد مادى ..لأيس من يكتب فى تلك البلاد يمكنه
المجاهرة بهذا او العيش من خلاله ..شعرت ببعض الغبطة عندما بدات فى قراءة كتاب مترجم عن الكتابة
واكتشفت ان ليس كل كتاب العالم يعيشون بالكتابة بل لديهم قلق مصدر الدخل مثلها ويعتاشون من اعمال
اخرى ويفكرون فى من سيسدد فواتيرهم المستمرة.؟.
لاتفكر فى غدا تريد لهذا اليوم ان ينتهى..نفس الوجوه اليومية لم تتحمل شجار تلك المراة فى الهاتف هذا الصباح
انها لاتعود لمنزلها تقريبا تتابع ابنائها فى الهاتف ..من سينفق عليكم اذا مكثت فى المنزل انا ابحث عن عمل
يفتح لكم البيت تدبروا امر البيت انتم ..ماذا ولكن اربعة صبيه وفتاة تريدنى منى ان ابقى ومن سيدفع لكم متطلباتكم هيا هيا نفذى ما اخبرتك اغلقى
فواتير الهاتف قد ارتفعت هيا..تزفر تتطلع الى النافذة انها امراة كتوم ليست مثل المراة الجالسة الى جوارها مراقبة الجميع
من يعرفها سيعلم انها معلمة لغة عربية لاتكف عن لوم المحيطات بعيناها..
اقتربت المحطة ستهبط من جديد تزفر...
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟