أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحمن جاسم - لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!














المزيد.....

لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!


عبد الرحمن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1471 - 2006 / 2 / 24 - 10:53
المحور: كتابات ساخرة
    


بدايةً لا تنزعج، وقبل كل شيء، لا تتضايق، فأنت لا قيمة لك لتتضايق، أو ليحسب لإنزعاجك قيمة، أو حتى أن ينظر تجاهك على أساس أن لغضبك أي تاثير أو حدث! إنفعل إذا اردت، ومزق داخلك بقطع من زجاجك الداخلي، ولكن افهم ببساطة أنك عاجزٌ مثل كل الثكالى والخصيان وعبيد السلطان.
يوم غد لن تغتصب شقيقاتك أو نساءك، بل ستغتصب أنت، ولن يجتاح بيتك بل ستجتاح أنت، ولن يقف أعداءك على حدود شرفك الرفيع، بل سيغوصون في أعماقك ويأخذون كل ما يريدون، وأنت لا تنزعج، لأنه لا قيمة لك. أنت حتى لا تجرأ أن تصرخ بوجه سلطانك، فكيف بوجه السلاطين الآخرين.
في الأيام القادمة، لن تعرف كيفية الصراخ، لأنه وكما تعلمنا الطبيعة، فإن الكائنات التي لا تستعمل عضواً معيناً من جسدها تفقده بعد حين، وأنت بت تفقد كل شيءٍ تباعاً، من يدك التي تضرب إلى قدمك التي تركل إلى صوتك الذي يصرخ، غداً، سوف لا يكون لصراخك مكان، فالحيتان على سبيل المثال كانت يوماً لها أقدام لتمشي بها على الأرض، ولكن بعد حين، فقدتها، وهكذا أنت ستفقد حتى المقدرة على الكلام، ولماذا الكلام، فهم يتكلمون عنك، ثم لماذا يحتاج مثلك إلى الكلام؟ فلتصمت، فمن لا قيمة لكلامه، فليصمت.
بعد فترةٍ، سوف تحتاج إلى من يشفق عليك، مجرد شفقة، لكي يعطيك كسرة شرف، تستر بها عريك الأبدي، أخبرني هل تستطيع امرأة عاريةٌ أن تخفي عريها بيديها فحسب من أمام جمهور يحيط بها من كل الجنبات؟ قد تستطيع أن تخفي عريها من الأمام، ولكن كل من يقف خلفها يرى جسدها كاملاً، وقس على ذلك، إنك لا تستطيع أن تخفي شيئاً. كل الكون بات يعرف ما أنت، وما قيمتك، وماذا تستطيع أن تأتي. فلا تنزعج أبداً لا تنزعج، الكل بات يعرف ما قيمتك، فما فائدة حيائك الآن؟
ما فائدة حيائك؟ أو حتى خجلك، فالخجل هو أن تخاف من لوم الآخرين وسخريتهم وتقريعهم، وأنت بت مشهوراً بين كل الشعوب بكونك بلا أي قيمة، ولا تبتئس لن تكون أول الواصلين إلى الحضيض، ولن تكون الأخير، فقد سبقك الكثيرون، ولم يغضبوا ولم يحزنوا، بالعكس –أنا برأيي- إفرح، لأنه لا قيمة لمشاعرك كذلك.
تشيح بوجهك من كلامتي؟ ترفض السماع؟ وتقول أن هذا الحديث لا يخصك أو يعنيك، ومن قال أنني أقوله لك؟ أو أنني أحدثك كي تسمع، فأنا أعرف أنك لا تسمع، ألم تعي ما قلته عن الأعضاء الغير مستعملة قبلاً؟ لا قيمة أبداً لأذنيك، فأنت لا تستعملهما أبداً، وهما بلا قيمةٍ أبداً، فتوقف ارجوك عن محاولة الاصغاء، فأنا وأنت نعلم بأنك لن تفعل، وإذا ما جرى وفعلت، لن تفهم شيئاً.
تعاركني؟؟ أتهددني؟ يضحكني الأمر. اذهب لتهديد أعداءك الحقيقيين، مارس رجولتك هناك، نقطة أخرى، الرجولة ليس أمراً يدعى، وليست هي أن تصرخ على امرأة مسكينة، تسكن في بيتك وتمارس عليها كل أنواع القهر والاستعباد النفسي، وتدعي أنك رجل هذا البيت، أو رجل هذا الزمان.
يا شكل رجل، توقف عن الادعاء لما أنت لست به، واقبل الأمر كما هو، اقبل أنك لست رجلاً كما تدعي، أو كما تحاول أن ترسم للآخرين، واقنع بما في قرارة نفسك، وارمِ عن نفسك عباءة لست تستحقها أورثها لك أجدادك، وارفس السيف والترس والحصان خلفها كلها، ولتمسك بالموبايل وتتمسك به، فهو بقيتك الصالحة في هذا العالم، والحق المغنين فهم زادك الصالح، وبقائك في هذا العالم.
لا تبتأس، فكل ما لديك هو لاشيء، ولا تقترب مني، أو تسلّم علي، فأنا أفضل الموت على أن أكونك، ولا أحاول حتى أن أتفهَّمك أو أفهم موقفك، فأنا أتمنى أن تحرقك نيران كل العالم، كي لا أعرفك!
ثم إنني لا أعرفك! أجل لا أعرفك! لا كنت ولا كانت معرفتك!



#عبد_الرحمن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفنانة العراقية سحر طه
- كم أتمنى أن أموت
- يومٌ عادي
- رحلة!
- كن صريحاً
- حب
- عن الأصدقاء والقداسة
- عن نزار قباني، وآسف أن أخيب أملكم
- عن السفسطائيين، عن أفلاطون وغداً
- عن محمود درويش: معرض الكتاب والكاتب النجم
- معذرة لكنني لست ديمقراطياً
- تفاءل
- ابنة لحواء
- روبن هود في معرض الكتاب
- رسالةٌ إليكِ - قد مضى وقتٌ طويل ولم ترسل بعد
- معذرة فيروز؛ لكنني فرغت منكِ...
- أغنية
- مجنون
- أخال الخطى
- مقطع مترجم من قصيدة -أوروبا الثقة- لسوزان هوي


المزيد.....




- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبد الرحمن جاسم - لا تنزعج فأنت لا قيمة لك!