محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)
الحوار المتمدن-العدد: 5709 - 2017 / 11 / 25 - 00:30
المحور:
كتابات ساخرة
كدت أن أخرج من المستشفى بعد أن أنهيت زيارة ليلية خاطفة لأحد الأعزاء الراقد هناك لولا توقفي في الكافيه لأشرب الشاي
لمحني أبو هنوده بدشداشته البيضاء وهو يحدو بالقريشيين المتجهين لقسم القسطرة فأستداروا جميعهم وأمطروني بالسلام
كانوا يزورون صديقنا المشترك الصجري أبو غزوان .. تفاجئت وعدت معهم لأراه
صادفني بالممر مجموعة تماسيح (تسمية تطلق على أصحاب الشوارب المعقوفة) أعرف منهم أثنان سلما علي بحرارة وبعد سؤال تبين أن أحد الضباط يرقد هناك
معقوله هذا البطل يصاب بجلطه تطيح به في عز الشباب!
أعرفه فوجبت زيارته لمايملك من أرصدة من الأخلاق والأفضال
عرجت على والد أحدهم (نسيت أسمه لكنني أعرفه لكونه يعمل مع صديقي جلاوي أبو علي وله أيضاً أفضال) والده يبدو بعنفوان الشباب , حين دخلت عليه في الإنعاش أول ما سألته:
وين تلعب؟ برشلونه أم الريال!
لأن شكله لايبدو عليه أي مؤشر للأصابة بالأمراض
حقيقة فوجئت بهذا العدد من المرضى الذين أصيبوا بالجلطات خلال هذا الشهر الأغر!
الشيء المشترك بينهم أنهم تعرضوا للأزمة دون سابق إنذار
شعور مرعب وكأنني رأيت نصف الشعب العراقي يرقد هناك
زبدة القول:
النظام الغذائي السيء وإنعدام الرياضة , سيقضمان العراقيين دون أن يطرقان الباب فكل يوم يموت المزيد وسيستمر الإلتهام إن لم تحصل حملة وطنية شاملة للتثقيف بخطر الجلطات , فطعامنا سم زعاف وركودنا جعلنا مخازن للشحوم والتي تسد المجاري وليس فقط جهاز الدوران !
أكتب تلك السطور وأوشك أن أصرخ فيسمعني الجميع
متى يترك أهلنا طعامهم الدسم القاتل ويجعلون الرياضة اليومية جزء من العبادات .. خسارة فادحة موتهم في عز الشباب بشرفكم (مو حرامات)!
تركت الشاي ولم أشربه لأن رجل كهل وقف معي بالممر (كان ينتظر أبنته الطبيبة ليأخذها ويفعل ذلك يومياً) أطلعني على إحصائية خطيرة حين قال:
يدخل لقسم القسطرة والأنعاش يومياً من 70 الى 120 مصاب
ربع يشفى وربع يموت وربع يأخذونهم للهند وربع لأيران
وربك وحده العالم .. كم منهم عاش وكم منهم مات !
نناشد والمناشد خسران .. قدركم الصحة والنشاط أهلنا الكرام
#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)
Mohsen_Aljanaby#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟