أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - شيما واخواتها














المزيد.....

شيما واخواتها


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 5706 - 2017 / 11 / 22 - 08:43
المحور: كتابات ساخرة
    


جاء خبر المغنية المصرية شيما أولا على قائمة أهم عشر أخبار في وكالات الانباء، وحل خبر اجتماع الاسد وبوتين في سوتشي خامسا، في اليوم الذي أمر النائب العام في مصر بتمديد احتجاز المغنية لمدة أسبوع، بعد ظهورها في مقطع فيديو وهي تُظهر في بعض مشاهده ملابسها الداخلية، وتتناول الموز بشكل يحمل إيحاءات جنسية، بعدما ألقت الشرطة المصرية القبض عليها بتهمة "التحريض على الفجور"، ومن المفترض أن يكون أمر القبض قد تم بناء على دعوى قدمها أحدهم للنيابة دفاعا عن خدش الحياء في مصر، وإلا أصبح عمل الشرطة غير قانوني، ويشبه عمل شرطة الشريعة في مجتمع يُطالب بتجديد الخطاب الديني.
ورود خبر شيما متصدرا حتى أخبار الأهوال في سورية، يبيّن إلى أي حد أين وصلت العقلية العربية بعد أكثر من ثمانين سنة من الخصومة مع التنوير. والانسان يتعجب حتى من صحيفة مصرية "علمانية" كتبت تقول إن "شيما تقدم للشباب درسا في الرذيلة"، ووصفت الجريدة الألكترونية توقيفها بأنه "إعتقال"، وكأن شيما فعلت ما يهدد أمن الدولة، مثل دواعش سيناء تماما، وهكذا تجاوزت الجريدة العلمانية حكم القاضي مسبقا، ووضعت المسألة في إطار رأي عام يميل نفاقا إلى التزمت، وحذف رقيبه في أغنية "حدوتة مصرية" عبارة "يا ناس يا مكبوتة" سنة 1982، وجعلها "ياناس يا ناس هي دي الحدوتة"، ولم أقرأ أبدا في الصحيفة نفسها أي اعتراض على الرذائل التي تشمل مممارسة الجنس الفموي والجَماعي وبين رجال ورجال ونساء ونساء وغيرها من مشاهد فاضحة تحض على الرزيلة فعلا، على القنوات الفضائية التركية التي تبث الأفلام الإباحية ٢٤ يوميا، في دولة يطمح رئيسها ليكون خليفة المسلمين.
شاهدت اغنية شيما على "يوتيوب" وقرأت التعليقات كافة التي كُتبت، ووجدتها تدّل عن أشخاص يمجدون الاخلاق والفضيلة وينبذون الرذيلة وظهور إمرأة بفستان مغرٍ غير محتشم، لكني سألت نفسي بعد "طوفان" التعليقات وعدد المشاهدين الذين تجاوزوا بكثير مشاهدي أي أغنية لأم كلثوم أو عبد الوهاب أو فريد الاطرش، وحتى مستمعي الشيخ عبد الباسط عبد الصمد: إذا كان كل هؤلاء على هذه الدرجة الرفيعة من الاخلاق لماذا شاهدوا الأغنية من الاساس؟ لماذا لم يُعلق ربع هذا العدد من المؤمنين على إستغلال الدواعش للفتيان والفتيات الصغار جنسيا بدون موافقتهم، ناهيك عن سوق العبيد في ليبيا، والمرأة الكندية التي اغتصبوها امام زوجها واطفالها لمدة خمس سنوات، وحملها سفاحا ثلاث مرات في الاسر من مؤمنين مجاهدين.
أين كانت تعليقات المؤمنين على تحرش حفيد حسن البنا بالنساء، وإعفاء الجامعة التي يعمل فيها من دروسه حتى إنتهاء التحقيق معه في "مزاعم" النسوة.
الأفلام والاغاني الجريئة موجودة في أي مجتمع، لكن المجتمعات التي تنافق نفسها بالدين هي الوحيدة التي تشعل وسائل التواصل الاجتماعي بسببها، وجرأة شيما واخواتها تفضح نفاقهم الذي لا يشعرون به؛ مثلما يؤكد السكران لكل من حوله انه يستطيع أن يشرب بحرا من الخمر بدون أن يهتز.
على أية حال، اعتذرت شيما للأشخاص الذين رأوا أن الفيديو يحتوي على "مناظر غير لائقة"، وقالت: "لم أكن أتخيل أن كل هذا سيحدث، وأنني سأتعرض لمثل هذا الهجوم القوي من الجميع".
مليون مبروك يا شيما، لقد دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية، التي لم يدخلها طه حسين أو يوسف إدريس أو سيد القمني، وأصبحت مشهورة في مجتمعات تخشى عذاب القبر فكم بالحري عذاب جهنم، لكنك جئت بدون إستئذان وعريت بقسوة نفاقهم وهدمت فضيلتهم المزيفة، بجعلك عشرات الألوف منهم يتلهفون على رؤية فستانك القصير وينسون عذاب القبر، لأن الله غفور رحيم.
أزال المشير ،آنذاك، عبد الفتاح السيسي جيفة التخلف في منطقة رابعة العدوية، ومصر بحاجة على الأقل إلى ألف سيسي علماني ليهدم أصنام الفكر غير المتنور في العقول التي حولت مصر بكاملها إلى "رابعة العدوية".. مع الأسف.
اكتب مع الأسف.. لأن رابعة العدوية متصوفة رائعة، والمنطقة نفسها شهدت سنة 1981 ضابطا جهاديا يرفع عقيرته ويقول للرئيس السادات في منصة العرض العسكري: "يا كافر يا فرعون يا ابن الكلب"، قبل أن يطلق الرصاص مع ثلاثة حشاشين معه على الرئيس من مدافهم الرشاشة.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى الاربعين للربيع العربي
- الاساطير أقوى من الوقائع احيانا (2)
- الأساطير أقوى من الوقائع أحيانا
- فارق التوقيت سبب عدم التوافق وكراهية الآخر (2)
- فارق التوقيت سبب عدم التوافق وكراهية الآخر
- بولين هانسون لم تحرض على الاسلام بل الظلاميين
- الادبيات الإبراهيمية بين صناعة الفتن والوئام (2)
- الادبيات الإبراهيمية بين صناعة الفتن والوئام
- التحايل على القانون والشريعة حلالٌ عند المتزمتين
- نفاق المسجد الكبير وورطة دول العالم
- منع النقاب حمايةً للشخصية القومية
- بناء المدارس أفضل من الجوامع في البلاد المتزمتة
- الخليفة الحالم بعضوية الاتحاد الصليبي
- إذا كان الدين تنمّرا فالمجد للعلمانية
- المفعول السادس الذي أضافه المتزمتون للنحو
- عقائد الدول وطقوس الغيبيات
- الظلامية أخطر من يافطة الخلافة
- الحب قيمة غربية والعلم نورن
- ديموقراطيات غيورة على سلامة الإرهابيين
- سجود الشكر في الملاعب استفزاز وجهل


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - شيما واخواتها