شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5705 - 2017 / 11 / 21 - 22:03
المحور:
الادب والفن
(القطار والدخان)
1
قال لي من هنا سيمر القطار
لا أرى سكّة قرب تلك المحطة
ولكنّني قد رأيت الدخان
وقال انتظر
شبح كان؟
جنّي
ام مرّ مثل ملاك
ولم ار فوق ذراعيه ريشاً ولا اجنحة
ثمّ غاب ولم ار ظلّاً له
ولكنّني قد رأيت الدخان
وقد سمعت اذناي الدويّ
تمدّدت فوق بساط من العشب والشوك
كان الظلام لحافي
تذكّرت يوم ولجت المنافي
ودارت بي البيد يوم رسمت القوافي
على جدر الصخر والقلعتين..
تذكّرت يوم (يزيد) وذبح (الحسين) ع
ويومك (هند..) وانت تلوكين كبداً ل(حمزة..)
2
بعد ان مرّ بي الليل مثل القطار الحزين
محمّل يا سيّدي بالنجوم التي اشرقت خلف جدران سجني
وبالشوك ينبت في بؤبؤ العين حيث تحوم الذئاب
وصفّارة الحرس الغجري
افزّ من النوم والليل يمضي
رأيت الزحوف من الناس بين التدافع والكلمات البذيئة اسمع
كيف يحصل هذا؟
وفي الامس قد اكلت لحم خدي رفيقي
صقور الخليفة
وفي الامس يربض في العمق سجني
بقواويشه العشر والحرس الغجري
يدور على جدر السجن فوق الروابي
واقداح اعوامنا سقطت
فوق رمل لتسقي النبات
لكي لا تموت الحياة
فوق رملك يا امّة حكموها الطغاة
كان (سعدي) يغنّي..
يعدّ لما بين هذي وتلك من الشرفات
نوافذ منها تطلّ الحياة
وكان (مظفّر نوّابنا)
و(ابن سمعان الفريد) كان يحدّثنا
عن عذاب المسيح
وصلب المسيح
ومن طرف الهور جاء (محمّد..)
ليجتاز تلك (الجزائر)
و(خالد..) انعم
من بساط الحرير
ولكن مع الخصم (اخشن) من مبرد للحديد
فكيف نعيد
زمان الهوى من جديد
3
احدّق
قمت
نفضت الرذاذ
ولم ار هذي الجموع
ولا صوت ذاك القطار
هنا في الظلام رأيت النجوم
نقيق الضفادع يصدح
ونباح الكلاب
من بعيد يجيء القطار
اراني في الحلم
ما زلت ام كنت في الصحو
اين انا؟
ومن اين جئت؟
والى اين اذهب؟
اركّز ما كان في البال الّا الشتات
وهموم الحياة
تقهقرت للخلف لا شيء خلفي
وما من انيس
وهل كنت املك غير خزين
من الذكريات
ومن صور الامس
ام من قرون
ومن كلّ قطرة تسقط من جرحنا
اطالع فيها
عوالم حمراء
خضراء
بيضاء
سوداء
كدت اجن
وانا في الطريق
رأيت البناء
وحرث بقاع اليباب
وسقي النبات
وكيف الحرائق تأتي على كلّ شيء
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟