أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام مطشر - دور الفلسفة في عصر داعش و جنون التكنلوجيا














المزيد.....


دور الفلسفة في عصر داعش و جنون التكنلوجيا


هشام مطشر

الحوار المتمدن-العدد: 5703 - 2017 / 11 / 19 - 16:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بإمكان من قرا تاريخ الفلسفة بتمعن ان يقدم وصف لجوهر تاريخها الفكري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي ..الخ، فيمكن القول انها ذلك المصطلح الجميل القبيح ،النقي الملوث ، المعشوق الممقوت .

هذه التناقضات لم تأتي جزافا بل نتيجة صراع طويل مع الانسان ذاته بما يحمل من موروثات اجتماعية وبيئية ونفسية ودينية، فمن كان في ريبة وشك بمبادئه الفكرية والخلقية نظر الى الفلسفة نظرته للقبح الدنيء الذي ما فتئ يشوه تلك المبادئ ويعبث بديمومتها، اما من اراد التحليق فوق الموروث من الافكار والمعتقدات فينظر لها نظرة عشق و احترام. وبامكاننا اضافة تعريف للفلسفة لتعاريفها الكثيرة بانها (معالجة عقلية للازمات والنظريات بمختلف انتماءاتها خلقية كانت ام علمية ام غيرها) . فقد كان تاريخها المجيد حافلا بمعالجة مختلف المواضيع ابتداءا بالفلسفة اليونانية بتفاصيلها ومدارسها والتي عالجت اول ما عالجت مسالة الوجود والنظر الى الاصل الذي انبثق منه العالم بموجوداته المختلفة كما هو الحال عند الفلاسفة الطبيعيون، وكذلك اهتمامها بالجانب الاجتماعي والسياسي للإنسان ومحاولة فرض فكرة التنوير كما هو الحال عند اساتذة المدرسة السفسطائية.

و عند انكسار امبراطورية الاسكندر تصدت الفلسفة لمعالجة الاخلاق باعتبارها مفاهيم اصابها التغيير نتيجة ظروف كثيرة ومتشعبة اهمها اختلاط الاعراق والاجناس والثقافات والعادات نتيجة احتلال الاسكندر لمساحات شاسعة تقطنها شعوب مختلفة . وبعد ظهور الدين المسيحي عالجت الفلسفة مسالة العقائد الدينية ومدى تطابقها مع العقل البشري بما يحمل من مبادئ خاصة به، و في عصر النهضة والعصور التي تلتها كان للفلسفة دورها الاصيل في مناقشة ما توصل اليه العلم التجريبي من نظريات لاسيما تلك التي اختصت بالطبيعة على يد العالم الفاضل كوبرنيكوس و الفضلاء كبلر وغاليليو وايضا التي اختصت بعلوم الحياة كنظرية التطور على يد العالم الكبير داروين .. الخ.

تلك امثلة فرادا من جموع كثيرة لدور الفلسفة في مناقشة و ابداء راي واضح فيما يخص مختلف المواضيع التي تدور في عصر ما من العصور.

واليوم نرى ان للفلسفة دور هام في معالجة مشكلة اصبحت واضحة المعالم في مجتمعنا الا وهي مشكلة (الاخلاق). وهي مرحلة اشبه ما تكون بمرحلة سقوط الحضارة اليونانية بموت الاسكندر كما اشرنا ، وحينها ظهرت مدارس فلسفية تعالج هذه المشكلة اعظمها المدرسة الابيقورية و المدرسة الرواقية.

والمشكلة الاخلاقية في عصرنا الراهن برزت من خلال سببين رئيسيين الاول ظهور تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش) على الساحة العربية والاسلامية ، والثاني هو الابتكارات التكنولوجية والتي برز اثرها السلبي على المجتمع رغم ما تحوي من فوائد عظيمة.

وبالنسبة للسبب الاول فيجب على المختص بالشأن الفلسفي ان يمتلك الشجاعة و الصدق في معالجة مشكلة الاخلاق ذلك ان تنظيم داعش كما يقول اصحابه انفسهم ما هو الا احياء للسنن والمبادئ و الافعال التي كان النبي وصحابته واهل بيته يقومون بها ، فالسبي والقتل و الغزو ...الخ هي افعال ليست مباحة ، بل واجبة على كل مسلم تجاه الاخر الكافر. وهم يأتون بشواهد قرآنية و احاديث نبوية تثبت ما يدعوه. وما دور الفلسفة في هذه المشكلة الا بيان مصداقية هذه الادعاءات من عدمها و مناقشتها على اسس عقلية بعيدة عن الانتماءات الدينية والمذهبية والقومية.

اما فيما يخص السبب الثاني وهو الابتكارات التكنولوجية فقد برزت مشكلات خلقية كثيرة اثر استخدام شبكة الانترنيت . واهم هذه المشكلات هي موضوع الخيانة الزوجية من كلا الطرفين وما تبعها من تفكك اسري نتيجة حالات الطلاق التي حسب احصائيات وزارات العدل في مختلف الدول العربية والاسلامية تقدر بآلاف الحالات شهريا!!

ورغم ان هذا الموضوع هو من اختصاص علم الاجتماع و علم النفس الا ان هذا لا يعني ان الفلسفة بمنأى عن الدخول في مناقشة جادة في مثل هذه المشكلات لان من سمات الفلسفة الاساسية انها لا تختص بمجال دون اخر ، وبنظام دون سواه ، فمبادئها وادواتها تتسع لجميع العلوم والمعارف البشرية. وطبيعي ان هذه المشكلة تتصل بالجانب القيمي للإنسان ، ودور الفلسفة هنا يتضمن معرفة مدى مصداقية تاريخية القيم التي يتصف بها المجتمع و ما صحة الاسس التي تقوم عليها سواء كانت اسس دينية ام بيئية ..الخ. ووضع المعالجات الفكرية المناسبة لمثل هذه الموضوعات.

ختاما فدور الفلسفة الاساسي اليوم هو معالجة منظومة القيم التي يرتكز عليها المجتمع كون هذه المنظومة اصابها الكثير من الامراض و على المشتغلين بها ان يعو جيدا ان الفلسفة في جانب من جوانبها المهمة هو معالجة الازمات والنظريات التي تبرز وسط المجتمع الانساني وهو الدور المناط بهم في هذه المرحلة من تاريخ الانسان وفلسفته.



#هشام_مطشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هشام مطشر - دور الفلسفة في عصر داعش و جنون التكنلوجيا