|
تأميم قانون 188 بالأرانب الطائفية
مسار عبد المحسن راضي
(Massar Abdelmohsen Rady)
الحوار المتمدن-العدد: 5697 - 2017 / 11 / 13 - 00:55
المحور:
كتابات ساخرة
"سيكوتين"، كان عنوانُ كتابي الأول، قصةٌ تحكي عن شخصٍ مُسِح عقله من الأدمانِ على شمِّ "السيكوتين والتنر". وظّفتُ إدمانهُ كي يشمّ لي رائحة ماقبل 2003 ومابعدها. عباس سيكوتين تعِب من المهمة. قرر الاستحمام واستخدام "الليفة"، كي تُزيل أوجاعهُ التاريخية. بطلُ كتابي، ظاهرةٌ تاريخية عندنا في العالم الثالث، حيثُ نستطيع السباحة في نفس مياه النهر مرّتين . سلفُ " سيكوتين" التاريخي، أكتشفتهُ في سطور (الشخصية المحمدية)، ذلك الكتاب الذي سطّرهُ الغاوي معروف الرصافي. كان أسمهُ ابنُ بلتعة. اشتغل هذا الرجلُ كـ "رأفت الهجّان" مابين مكة ومدينة. تمّ القبضُ عليه متلبساً في زمن معركة الخندق - العام الخامس للهجرة. عندما عاتبهُ الرسول العربي، أجابهُ سلَفُ "سيكوتين" بما مفادهُ : " يارسول الله، اللهُ يحبُك، وأعمامُك في مكة يحمونك، والمهاجرون والأنصار في المدينة ظهرُك، لكن أنا ضعيفٌ، فمن يحمي أقاربي وعشيرتي في مكة؟ "، ضحِك النبيُ وعفا عنه." سيكوتين" لهُ من الأشقاء أربعين وأكثر. نستطيعُ أن نبصرهُ عند عائلة الشعوب التي تسكنُ كوكبنا الأزرق. الفرنسيون مثلاً عندهم واحدٌ شهير. هو تاليران- رئيسُ الوزراء الفرنسي في عهد نابليون. تاليران هذا كان "سيكوتين" مغرور. كان لايطيقُ إدمان الفرنسيين على شمِّ العظمة من نابليون القصير. تاليران تندر مرّةً على طويل التاريخ الفرنسي، أن ملأ جزء الغابة القريب من قصرهِ بالأرانب كي يصيدها نابليون. أعطاهُ "تنر" يشِمُ فيه عظمته. نابليون استشاط غضباً وقصفهُ بالشتائم. تاليران كان نسخةً من زوجة نابليون، جوزفين. جوزفين المرأة كانت تُعيّرهُ بعشّاقِها وقُصرِهِ في عينيها، أمّا جوزفين السياسة- تاليران فقد كان "واترلو" نابليون المعنوي، تلك المعركة التي اندحر فيها سنة 1815، ليصبح اسمُها "واترلو" مِثالاً يصفُ قمة الحظ السيء. "سيكوتين" أيضاً، يشبهُ العميل السرّي الشهير- جيمس بوند، لكن نحنُ هنا لانتحدث عن (007) هوليوود، إنّما عن سلفهِ في التاريخ الإسلامي - ابنُ سبأ، والذي يروي التاريخ، أنهُ استطاع أن يشق وحدة المسلمين في كرنفالٍ من طوائف.علي الوردي- إيقونة علم الاجتماع العراقي، حاول البحث عن ابن سبأ في بطون التاريخ، لكنهُ لم يجد أثراً له، وبهذا نستطيع أن نعتبر ابن سبأ، العميل (000)، لأنهُ لقيطٌ، صنعهُ خيالُ الطائفيين وعُشّاق السُلطة من المتأسلمين. ابنُ سبأ هذا، دليلٌ على قوّة الخيال التآمري في عقليتنا العربية، بل يدحضُ آراء بعض الباحثين (كريستيان كوتس أولريخسن) الذي يرى بأن التآمر كان بمثابة أفيون الإمبراطورية البريطانية. برلمان العراق وللأمانة التاريخية، هو " Bond The Democracy". بوند الديموقراطي هذا، يمتلكُ موهبة تاليران الفرنسي، لكن في تشريع القوانين. يعاملُ العراقيين مثل نابليون. بدل أن يسخر منا بالأرانب، يدمنُ بحسب لغة الأمثال الشعبية على "تسريحنا بالقنافذ". هذهِ الأيام مثلاً، حيثُ نحاول كعراقيين، أن نُبصر ما بعد "داعش"، آملين ببعضٍ من القوانين التي تُخلّصنا من الاقتصاد السيء والفاسدين، نرى أن الطبعة البرلمانية لبوند، تريدُ تمرير مقترحٍ قانوني، يُعدّلُ قانون الأحوال الشخصية النافذ رقم 188 لسنة 1959. إذا توخينا الدقة أكثر، يطمحُ أن يكون ابن بلتعة، ضارباً التعايش المجتمعي في خاصرته، لصالح الطوائف. نقلُ هذا المقترح الى زنزانة الأوقاف الإسلامية، يعني إن العراقيين لن يتزوجوا ويلدوا عراقيين، بل سيُفرّخون كائنات مذهبية. هذا القنفذ، ابنُ سبأ الحقيقي الذي لم يعثر عليه الوردي، بل يشبهُ ما ذكرهُ المُفكّر العراقي- هادي العلوي، بخصوصِ شاعرةً عربية من العصر الجاهلي، سؤلت عمّا يحقُ للحبيب والزوج من جسد المرأة : " الأول لهُ ما فوق السُرّة والثاني لهُ ماتحتها" !! "سيكوتين" البرلمان، يشغلُ نفسه بقوانينٍ مثل صوت البط، المعروفُ أنهُ بلا صدى. الصدى الوحيد لهكذا فذلكات، هو فتح الباب أمام (موهبة الاستسلام الاجتماعي العظيمة - جوزيف كونراد).برلمانُنا الشبيه ببرنامج اليانصيب، فضح نفسه وحقيقته، "سيكوتين" شلّ الاحتلالُ مخه والطائفيةُ أكلت قلبه. اللهم أنصرنا في معركة الخندق هذه، فهي أشرسُ من قنافذِ نظيرتها التي تنامُ في بطن التاريخ.
#مسار_عبد_المحسن_راضي (هاشتاغ)
Massar_Abdelmohsen_Rady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جئناكم عرباً مُحررين لا فرساً فاتحين !!
-
عقيدة بوش للأمن القومي بين رشَح أوباما و إنفلونزا ترامب
-
الترامبية.. فرانكشتاين تاريخي أم صناعة مختبرية
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|