أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - المطلوب.. موقف اخلاقي من العولمة..!














المزيد.....

المطلوب.. موقف اخلاقي من العولمة..!


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5696 - 2017 / 11 / 12 - 19:54
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



دينمو الحياة الانسانية هو الحوار. والحوار لا يكون الا عقليا. ولا يكون الحوار عقليا الا بالمنهجية الفكرية والخطاب الثقافي. ولا مناص للحوار والخطاب من المنطق الجدلي: جدلية عقلية او تاريخية. ومن اجل اشتغال الجدل لا بد من وجود طرفين. فالجدل/ الحوار في هاته الحالة هو طرف ثالث، وليس تابعا او خاضعا او مرائيا احد الطرفين او كلاهما.
ومن ازمات عصر النت او العولمة او الدكتاتورية الامبراطورية الامريكية، هو غياب الحوار وانعدام فرصه وارضيته ومستلزماته التقنية. فحيث يسود مزاعم الحوار كون حوار طرشان، وحيث زاد الحديث عن الدمقراطية والشفافية، صارت الدمقراطية والكلمات مضغة بلا طعم او طائل.
وليست ثمة اكثر خيبة وخطورة مما ينسب لانقلاب الشيء الى ضده عند بلوغ ذروته. فالواقع ان (الثقافة) لم تصل ذروتها، لتبرير انقلابها الى ضدها. ولا بلغغت (الحداثة) ذروتها حتى تبرر انقلابها لما يضادها. ومثل ذلك ينطبق على الحوار والدمقراطية والتنمية والتطور، بله الانسان. والواقع ان مشروع النهضة والتنوير والتحديث، لم تكد تكتهل في الغرب الاوربي، حتى وصول الراسمالية مضيق ازمتها، ودنو الهيمنة الامبريابية من زوالها، حتى هرع العقل التسلطي العالمي -وريث روما وبيزنطه الامبراطورية-، الى شل عملياتية مشروع النهضة التنوير والتحديث الاوربي، واعادة عجلة التطور البشري القهقرى، لتقنين التطرطر والفساد والطلامية السلفية والاصولية ومحاصرة التطلع الانساني لمستقبل زاهر ونبيل.
عولمة اليوم حصرت البشرية داخل مثلث جامد ومتخلف، لا مجال لها غير التحرك بين زواياه الميتة [سلطة- مال- دين]!. ان امل الانسان الكاذب هو تملق احدها، طريقا لمراوغة البقية. ومعارضة احدها يقود الى معارضة سواها. الانسجام والتكيف والشفافية والدمقراطية وما اليها من افكار، هي البراغماتية الانتهازية والقبول والتماهي في مشروع العولمة/ الامركة السائد. اما معارضة ورفض او عدم فهم الصول العبة، فينتهي الى فتح ابواب جحيم العولمة على الرافض.
فالدمقراطية المعولمة هي قبول السائد، وبالتعبير المستهلك الانصياع الامر الواقع. في موجة متأخرة من ادب القرن الماضي، تتحول شخصيات السياسيين، الثوريين والمناضلين الى شخصيات تجارية، تتولى التوسط في صفقات، محافظة على صورتها الكارزماتية الخارجية، ولكن بمحتوى تجاري مستهلك. هذا هول حال المناضلين الثوريين واليساريين السابقين هذا اليوم. افكار الثورة والتحرير والقومية والتنمية وبناء الاوطان رطانة لا يحتملها صدر الامركة. فاين هو النضال القومي اليوم؟.. اين هو العمل اليساري والنضال الطبقي اليوم؟.. اين هو الفكر اللانساني والخطاب الثقافي المستنير اليوم؟.. اين هو الامل الثوري والتطلع الانساني الشريف؟.. كل ذلك انتهى اليوم في خبر كان، لتقاطعه مع مشروع الراسمالية الامبريالية الذي تزعمته الولايات المتحدة في ربع القرن الاخير، وجعلته عنوانا للقرن الجديد وما بعد احداث نيويورك!.. بضربات مباشرة مكشوفة تم ازاحة الحكومات الوطنية من الخريطة الدولية، عقب ازاحة المعسكر الاشتراكي السوفيتي من الوجود.
العولمة هي العالم المزور، المنقلب على رأسه. وكل ما في العولمة، مقلوب على رأسه، بما فيه الانسان والافكار والمنظومات.
الحوار والدمقراطية وحقوق الانسان، كانت المضغة الاميركية التي تم التلويح بها لاتهام البلدان والثقافات غير المنضوية تحت العلم الانكلوميركي. وبقية العقل الثقافي العربي وغير العربي، لم يجب عن سبب ازاحة انظمة علمانية تنموية بقرار دولي، والتغافل عن انظمة سلفية غير علمانية، لا تقل وحشية وجورا عن سواها؟.. وما حصل اليوم، بقيادة الجيل الثالث من مدراس الاستشراق وما بعدها، اعادة البشرية الى انفاق العصور الوسطى التي سادتها الاقطاعيات/ الراسمالية الدينية المناوئة للعقل والعلمنة والتطلعات التقدمية والانسانية، وبدل العمل بالتنوير المعارفي، جرى تحويل المال الى (اله معبود)، والمادة والتسليع ديانة وطقوس يومية.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمنيت لو ان الحياة قصيرة..!
- توهوبوهو/ [ToHuBoHu]
- قتل اللغة: فصل اللفظ عن الدلالة..
- الهند.. بقرة فكتوريا السمينة
- عامل لا طبقي..!
- ظلال القهوة..
- وفاة الكاتب والمترجم العراقي سعدي عبد اللطيف في لندن
- قدري ان اخرج من قدري
- لابد من ثورة شعبية اشتراكية وان طال التخبط
- يا بلد اصح..!
- يا درب المحبة.. اشغيّر الانسان!..
- (عصفور منفرد على السطوح..)
- استعداء قطر.. خطوة اخرى في سيناريو دمار العرب والمنطقة..
- اصدقاء ما بعد الحداثة.. [2]
- اصدقاء ما بعد الحداثة..!
- دامداماران [26] الاسلام.. الردّ.. الخلاصة..
- دامداماران [25] المانوية [Manichæism]..
- دامداماران [24] النصرانية [Nasiritic]..
- دامدارماران [23] يهودية مشيحانية..
- دامداماران [22] يهودية وظيفية


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - المطلوب.. موقف اخلاقي من العولمة..!