|
لقيت حبي الاول....
محمد سخاوت حسين البشري
الحوار المتمدن-العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 07:49
المحور:
الادب والفن
لقيت حبي الأول.... قصة قصيرة محمد سخاوت حسين البشري في إحدى الأيام الشتوية القارصة من شهر ديسمبر تلقيت رسالةً من عشيقتي"سونيتا الشقراء"على الواتساب تخبرني فيها بأنها تاتيني لللقاء إلى العاصمة ، وهي في القطار الموجه إليها،وفي ساعات ستلتحق بنا ولما كنت في المكتب ركضت نحورئيس التحرير لجريدة" الخيال والوهم" كنت أعمل فيها كمساعد تحرير قصصت قصة تشجعه على الرحمة والتآلف بل قلته ان زوجتي التي تزوجتها أخيرا ترقد في المستشفي في حالة إغماء وفي غرفة العناية الخاصة، كذبته لاغادر المكتب مبكرا ولا اكترث كثيرا بالعمل وقلبي معلقة بسونيتا الشقراء" تعطرت ولبست أجمل ثيابي وأضفت عليه الجاكيث الشتوي والقلنسوة الحمراء والبوت في رجلي والقفازة اليدوية- خرجت من المكتب والناس يرون إلى باهتمام حيث كانت المرة الاولى في المكتب وانا أهتم هذا وذاك-، وأخذت ساندوتش وقهوة تركية من مطعم تركي وركبت التاكسي لعل النباء السار حولني إلى إنسان مثقف وثري بينما لا اركب التاكسي الا في أحرج الاوقات وعند المصائب وصلتُ إلى محطة نيودلهي –عالم أرصفة كبيرة لا يجاريها أي مكان في العالم- قبيل ساعات من وصول القطار، دفعت الاجرة وهرعت نحو الأرصفة ،وحالي لم يكن أقل من رجل يقطع مسافة ساعات في ثوان جرياً بداء لى أولاً ان القطار متأخر من وقته المقرر، ثم علمت انني تعجلت في الوصول والقطار يمشي كالعادة بدون تأخير. أوه!أنا مجنون كم كان أحسن لو رحت إلى الغرفة واستحممت بالماء الساخن قلت لنفسي ! لا عليك يا حبيبي هكذا يحدث في الحب: تمتمت كلمات ضبابية ! استلقيت رأسي على شجرة منهارة جانب المحطة وظننتها لوقت انها ساقة فتاة ،-وكثيراً ما تستهويني الساقات النسائية والفتيات منهن في مقتبل شبابها ففي الطفولة كنت أتغيب كثيراًعن الصف واٌقف على بعد من مدرستي انظر الى ساقات الفتيات اللاتي يغادرن صفوفهن يطربن ويمرحن - وجعلت اتخيل عن "سونيتا" -التي اتيت لاجلها-، وكلما أرى أية فتاة ا ظنها عشيقتي واتهياء للاستقبال فاذا هي تنحى منحى أخر إتجاه البوابات الداخلية والخارجية والأرصفة العديدة. يا لها من مآساة مبكية ومضحكة معا! هي واقفة أمامي بساريها الفاخر الأنيق ومن ورائها شعرها المتطايرمع حركة الرياح وتبحث عني وأنا مشغول في نسج الخيالات نهضت سريعًا وجعلت انفص الغبار عن راسي وظهري تعلق على صدرها وردة حمراء وهي بدورها وردة مفتوحة، وعلى عنقها الصليب الملون باللون الذهبي لان اميزها من بين آلاف المسافرين. تراقب وجوه الناس و هم ينحدرون من القطار واحداً بعد الآخر، تسترعى إنتباهي منحنيات ومفاتن جسدها؛ وربما تحدق في نظرى عسيلةً كالكوءوس من رحيق منعش، تعاود خداع المجتمع الذُ كورى الذي تستهويه الساقات النسائية وكرنفلات أزيائها.أرى يتهافت النأس عليها وهي تعد وريقات حصلت عليها من الشبان مقابل وعود ربما تفي الا تُقهرها حالة مجبرة أو ظروف طوارية،وثمة شاب عشريني يواصل في تقبيل خدها الوردي ويدها، وقدمها وأسفل ساقها،يتنقل من أواسط الساق إلى أعلى فاعلى حتى يصل بشفته إلى عنقها وهي قائمة كتمثال رمسيس فلا هي تتحرك ولا تظهر أي ردفعل لعلها إستلمت ورقة ذات ألفين روبية هندية جديدة وذات لون وردية ،أوهي نجمة سينمائية هندية تعمل لأجل فيليم رومانتيكي.أنا محتار تماماً ويسودني القلق والإضطراب! وأتمتم كلمات ضبابية هل هي سونيتا الشقراء التي أحببتها أكثر من قلبي وتبادلت الرسائل معها مذ غادرتني -وكنت في السنة العاشرة- تاركة اياي في غيابات الفراق الموحشة؟وهل يتغير الانسان الى ذاك الحد ؟ شعر ت بخيبة أمل كبيرة: "يا إلهي لقد أخطأت الظن! توقعت بأن تكون سونيتا الواقفة هي الحبيبة التي انتظرتها أكثر من سنوات، لأفاجئ بفتاة عاهرة تتبادل الحب هكذا و الله كذبت عليّ" انها فتاة لم يمسها أحد لعل المرة الاُولى رائيت مدى تغيير عشيقة لأحد، فهي تستلم ورقة روبية مقابل إبتسامة وجلوس قريب ووعد بخلوة وهل يمكن لى دفع الاجرة وأنا عاطل؟توجهت مسرعاً نحو أرصفة القطار وحاولت السير عليها بمفردي واملت من الأجل أن يلتقطني حوت الموت عاجلاً ، ر فعت رأسي إلى السماء ثم نفثت دخان سيجارتي وارتشفت ما تبقى في الكوب الورقي من القهوة الباردة، ثم طفقت عائداً إلى أحزاني.فإذا هي تقترب إلى رويداً رويداً فأصبحت قاب قوسين أو أدني منى لعلها تريد التحدث معي! هالا والله عفوا كل العفو ! الدنيا هكذا يا حبيبي ! هل انت تعرف ان وراء ثيابي وحذائي ومحفظتي وجوالي حكايات يقشعرمن هولها القلوب لا يرى الدنيا إلى اعماق الانسان ولكن ظاهره ،فلا بد ان يتغير الانسان خلقا وخُلقا لتغيير وضعه الظاهري وهذا ما أفعله والحب هو دفين في احشائي لا يصله الا البعض ! جعلتني غاضباً كالعادة تنفست عميقاً،وحاولت جلب زجاجة الويسكي المستورد من داخل جيبي،فإذا هي تحطمت في غفلة مني،وهي دائما تنقذني من الموت وقت الشتاء القارص في دلهي عندما تغيب الشمس لاسابيع كاملة،إحتجت أن أخرج السيجارة التي اشتريتها أخيراً في مطار دبي ،واشعلتها بسرعة وادخلتها في فمي وجعلت اتنفسها لعلها تساعدني في السيطرة على مشاعري ، وغضبي. أخفيت مشاعرى لمدة، واستجمعت قواى وقررت أن أكون لطيفاً،لانها ولمدة عشر سنوات بعثت الأمل في قلبي أن أكون حياً. حييتها بغاية من الأدب وعلى الطراز الهندي التقليدي حيث رفعت الايدي وشبكتها وقلتها أهلاً ! ياسونيتا انا مجنونك الذي راسلته عشر سنوات متتالية وأتوقع بانك السيدة سونيتا الشقراء! قلت اُحدث نفسي: أن لم يكن من أجل الحب،لتكن صداقة"!ثم اشرت إلى المطعم الذي يقع على إحدى زوايا المحطة : تفضلي لكي نتناول الطعام معاً.فيها ماكولات متنوعة ففيها شواية الدجاج والتيس الهندي ومندي عربي وبرياني حيدرابادي الذي تذكرته أخيرا على الواتساب!والويسكي والبيبسي وسفن أب ومرندا. فردت:يا حبيبي ! انا لست سونيتا الشقراء كما تعتقد ولا ادري ما جرى بينكما،ثم تابعت تقول: قبيل ان يصل القطار إلى نيودلهي اقتربت مني تلك الفتاة "سونيتا الشقراء" وهي مرت بقربك منذ لحظات وأعطتني هذه الوردة الحمراء والصليب الملون باللون الذهبي وقالت:سيقابلك رجل مجنون في المحطة وسيظن بانك أنا.فان كان لطيفاً معك ودعاك إلى الغداء قولى له بانني انتظره في نفس المطعم وان لم يدعوك اتركيه وشانه. الحياة حتى في المراحل الحرجة القصوى لا تتوقف عن إعطائنا درساً،نعم نحن نتوقف عن أخذها.الطريقة التي نتعامل بها مع الحدث، و ليس الحدث بحدّ ذاته، هي التي تحدد هويتنا الإنسانية و مدى إلتزامنا بالعرف الأخلاقي. وصلت المطعم فاذا هي فتاة عشرينية في الساري الاخضر،واقفة امام المدخل للترحيب بي. عانقتها وشبكنا الايادي بعضها مع البعض ـ وتوجهنا إلى فندق كبير............
#محمد_سخاوت_حسين_البشري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديفالي عيد الأنواروذكريات سونيتا الشقراء
-
قضية -المسجد البابري- بين سندان السيا سة ومطرقة الإسلامويين
المزيد.....
-
افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
-
“مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|