أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت جمال الصفدي - الجذور التاريخية لإصدار وعد بلفور الاستعماري















المزيد.....



الجذور التاريخية لإصدار وعد بلفور الاستعماري


طلعت جمال الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 5693 - 2017 / 11 / 9 - 03:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الجذور التاريخية لإصدار وعد بلفور الاستعماري
لم تنشأ القضية الفلسطينية وما احتوته من المأساة الفظيعة، والتشرد للشعب الفلسطيني، بعيدا وبمعزل عن الأحداث العالمية، والصراعات والتنافس بين القوى الاستعمارية العالمية للاستيلاء على المنطقة، والحفاظ على مصالحها خصوصا في المنطقة العربية. فقد التقت مصالح ثلاث قوى على الأرض الفلسطينية، تآمرت فيما بينها، وخلقت القضية الفلسطينية : الامبريالية العالمية ( بريطانيا)، والحركة الصهيونية، والرجعية العربية. وها قد مر عليها منذ وعد بلفور في 2 نوفمبر 1917 قرن من الزمن. وبرغم تبدل تلك القوى شكلا مع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945عام انتصار الاتحاد السوفييتي وهزيمة النازية، فقد بقيت أهدافها وجوهرها الاستعماري، فالولايات المتحدة الأمريكية قائدة المعسكر الامبريالي العالمي حلت بدلا من بريطانيا العظمى التي لم تغب الشمس عن مستعمراتها، وبقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة واعترافها بدولة اسرائيل الغاصبة حلت بديلا عن عصابات الحركة الصهيونية، ولا زالت تعبر عن اهدافها العنصرية المعادية للشعب العربي الفلسطيني، وأما الحركة القومية العربية التي تتحكم فيها بعض الأنظمة العربية الرجعية، فلا زالت تقوم بنفس الدور المعادي للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وبعضها يتآمر عليها.
وللحديث عن وعد بلفور الصادر عن وزير الخارجية البريطاني عام 1917، يتطلب الحديث عن البيئة الحاضنة للوعد المشئوم من القوى الاستعمارية البريطانية والفرنسية. فقد برزت فكرة الوطن القومي لليهود، قبل زمن طويل من ولادة الحركة الصهيونية. ففكرة إقامة الدولة اليهودية في فلسطين طفت على السطح، بشكل واضح في خضم التنافس والصراع الاستعماري على النفوذ بين فرنسا وبريطانيا خصوصا في المنطقة العربية. فمع احتلال فرنسا لمصر عام 1798، تبنى نابليون بونابرت فكرة دعم إقامة دولة يهودية في فلسطين، بهدف خلق حاجز يفصل بلاد الشام ( سوريا، فلسطين، لبنان، شرق الأردن ) عن مصر، خدمة للمصالح الفرنسية في المناطق الخاضعة للحكم العثماني، وتوسيع الإمبراطورية الفرنسية الكولونيالية في المنطقة، والعمل على محاصرة وتهديد المصالح الإمبراطورية البريطانية في الهند. فبعد دخول قوات نابليون إلى فلسطين وفشله في حصار مدينة عكا بسبب مقاومة أهلها الغزو الفرنسي، فقد وجه نداءا الى يهود العالم جاء فيه " من نابليون بونابرت القائد الأعلى للقوات المسلحة الى ورثة فلسطين الشرعيين ( يقصد اليهود ) أن فرنسا تقدم لكم يدها الآن حاملة ارث إسرائيل، وادعوا كل يهود آسيا وافريقيا لكي ينضووا تحت رايتنا من أجل بناء القدس القديمة "... الخ، وكان يهدف من هذا التصريح تجنيد اليهود الشرقيين في حملته العسكرية. هذا وقد أعاد نابليون بونابرت طرح مشروع إقامة الدولة اليهودية في فلسطين في العام 1807 بعد أن أصبح إمبراطورا لفرنسا، ولم تغب فكرة الدولة اليهودية في فلسطين عن العقلية الاستعمارية للدوائر الحاكمة في فرنسا باعتبارها سندا لفرنسا في المشرق .
لم تكن الدوائر الاستعمارية البريطانية مغمضة العيون، وخافية عن ما يجري في المنطقة، خصوصا بعد رصدها للتحركات والمواقف الاستعمارية الفرنسية، فيما يتعلق بإقامة دولة يهودية في فلسطين، وتداعيات رؤى الصهيونية المسيحية من أفكار للجمع بين تصوراتها الدينية، ومطامع السيطرة الاستعمارية الأوروبية سابقا. وعلى أثر قيام الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا باحتلال بلاد الشام بين عامي 1831-1840، وردا على التحركات الفرنسية، ولحماية مصالحها، بدأت بريطانيا أولى خطواتها بإجراء اتفاقات مع أمراء ومشايخ ولايات سواحل شبه الجزيرة العربية، ابتداء من عدن حتى الكويت، واحتلت المواقع الاستراتيجية والاقتصادية، لتقطع الطريق على أية قوة تهدد الهند التي كانت تعتبر درة التاج الإمبراطوري البريطاني، وعاونتها القوات العثمانية على إجلاء القوات الفرنسية عن مصر عام 1801.
بدأ اللورد بالمرستون، وزير الخارجية البريطاني الذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء، بتبني فكرة إقامة الدولة اليهودية بعد إجبار الجيوش المصرية على الانسحاب من بلاد الشام عام 1840، فبعث الى سفيره في استانبول بتعليمات سرية لإقناع السلطان العثماني " بأن الحكومة البريطانية ترى أن الوقت أصبح مناسبا لفتح أبواب فلسطين أمام هجرة اليهود إليها وقد حان الوقت لكي يعود هذا الشعب المشرد الى أرضه التاريخية، وأن يهود أوروبا يمتلكون ثروات كبيرة، ومن المؤكد أن أي قطر يختاره اليهود ليستوطنوا فيه سوف يحصل على فوائد عظيمة من ثروات هؤلاء اليهود، فإذا عاد الشعب اليهودي تحت حماية ومباركة السلطان إلى فلسطين، فسوف يكون ذلك مصدر ثراء له..." كما أنه أرسل منشورا سريا لسفيره في استانبول، تم توزيعه على كل قناصل الانجليز في دمشق وحلب والقدس وبيروت وحيفا... يؤكد فيها "أنه بعد هزيمة محمد علي وإخراجه من الشام، فبريطانيا وتركيا حليفان وبينهم تعاون لا بد من الحرص عليه، وأن الأتراك يعرفون ما ينبغي عليهم عمله تجاه اليهود في هذه المنطقة". ومع احتدام التنافس البريطاني – الفرنسي للسيطرة على مصر، ونجاح فرنسا في رعاية مشروع حفر قناة السويس، وتعاظم نفوذها في عهد الخديوي إسماعيل، لجأ رئيس الوزراء البريطاني بنيامين ديزرائيلي الذي كان يعتنق الديانة اليهودية، ويؤمن بفكرة عودة اليهود إلى فلسطين، لجأ عام 1875 إلى مساعدة عائلة روتشيلد، كي تشتري حكومته الحصة المصرية في شركة قناة السويس. وبعد احتلال القوات البريطانية لمصر 1882 وبتمويل من عائلة روتشيلد نظمت أول هجرة جماعية يهودية إلى فلسطين. لقد اعترفت الثورة الفرنسية عام 1789 بحقوق اليهود الفردي وليس بوصفهم أمة.
لقد تبلورت الفكرة الصهيونية السياسية المعاصرة التي ظهرت في القرن التاسع عشر، في كتاب تيودور هرتزل ( الدولة اليهودية ) الذي ظهر عام 1896 وفيه " أن الشعوب التي يعيش اليهود بين ظهرانيها هي إما ضمنا أو صراحة، لاسامية وأن اليهود هم شعب واحد...) وهذا يعني الانطلاق من المقولة الغيبية التي تتجاهل العوامل الاقتصادية – الاجتماعية التي خلقت اللاسامية، ومؤكدا أن اللاسامية أبدية قائمة بين كل الشعوب قاطبة، وهذا يعكس فشلهم في عملية الاندماج بشعوب أوطانهم .. وقد ساعدت نشوء ظروف تساوقت فيها مصالح الامبريالية البريطانية والصهيونية، واكتشاف الصهيونيين، أن من السهل استنفار جماهير الطوائف اليهودية لبناء وطن قومي في فلسطين، بسبب اقترانها بالدين اليهودي، وذكريات تاريخية قديمة للاتفاق نهائيا على اختيار فلسطين وطنا قوميا لهم، أن دعوة تيودور هرتزل كانت معادية للاشتراكية، والصراع الطبقي، حيث وقفت الحركة الصهيونية في أوروبا ضد حركات انعتاق اليهود واندماجهم بمجتمعاتهم في كل أقطار أوروبا .
كان يعيش أكبر تجمع لليهود في الإمبراطورية الروسية، يتجمعون في الغالب في مناطق إقامة خاصة بهم، تعرضوا لموجة من الملاحقات، خصوصا بعد اغتيال القيصر الكسندر الثاني على أيدي مجموعة من الشبان الثوريين الروس، حيث سارعت بعض الأوساط السياسية لتحميل اليهود مسئولية الاغتيال، فطالب بعض مفكري اليهود بضرورة أن يكون لليهود وطن، لكنهم لم يشيروا الى فلسطين، ونتيجة هذه الأحداث هاجر الآلاف من اليهود إلى أمريكا وكندا وأفريقيا الجنوبية وأستراليا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، وفي الوقت نفسه أي عامي 1881-1882 نشأت عدة جمعيات لتشجيع هجرة يهود الإمبراطورية الروسية الى فلسطين، ووجدوا دعما ماديا من روتشيلد في تشكيل عدة مستوطنات زراعية من بينها ريشون لوتسيون، وروش بينا، وزخرون يعقوب، كما أعادوا استيطان مستوطنة بتاح تكفا التي أقيمت عام 1878، ولقد تميزت هذه الجمعيات بتشجيعها الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وكان اليهودي النمساوي بيرنباوم أول من لجأ الى استخدام مصطلح الصهيونية، ودعا إلى قيام دولة يهودية في فلسطين كحل للمسالة اليهودية. كما شجعت جمعية بيلو التي تأسست في مدينة خاركوف بأوكرانيا الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والبدء بالاستيطان في فلسطين، كي يعيدوا " زرع الأمة اليهودية في ارض الأجداد "وعليهم أن يقدموا التضحيات والعمل في الزراعة والتقشف، وأن يتدرب كل أعضائها على كيفية استعمال السلاح، ونجحوا في إقامة مستوطنتهم الأولى في جنوب يافا باسم خضيرة، وكانت السلطات العثمانية، قد عبرت في البداية عن رفضها لمشاريع إقامة اليهود الروس أو الرومان في ( فلسطين – سورية )، لكنها أخيرا سمحت لليهود بالهجرة الى فلسطين بصورة فردية وليس جماعية .
يعتبر تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية كحركة سياسية، وواضع الأسس ألأيديولوجية لها، وجعلها قوة على المسرح الدولي. يعود تبنيه للصهيونية بعد قضية دريفوس الضابط اليهودي الفرنسي الذي أتهم بالخيانة والعمل لصالح ألمانيا، وتسببت محاكمته باندلاع موجة من معاداة السامية في قلب فرنسا التي كانت تعتبر مركزا للديمقراطية الليبرالية في أوربا الغربية، مما أثرت على فكره وبدأ بالبحث عن حل للمسالة اليهودية، وقام بتأليف كتيب تحت عنوان " دولة اليهود " الذي أعتبر تجسيدا للإيديولوجية الصهيونية، ومخططا لبناء الدولة اليهودية. عالج في كتابه أدق تفاصيل عملية البناء ابتداء من إقامة جمعية اليهود الهيئة المشرفة على المشروع، والشركة اليهودية المؤسسة التي ستنفذه اقتصاديا، حتى قضايا تهجير اليهود بطبقاتهم وتنظيم المدن في دولتهم واختيار لغتهم وعلمهم وسن دستورهم .. حيث وصل إلى قناعة بان الحياة في أوروبا لم تعد تحتمل بالنسبة لليهود، وبات من مصلحة أوروبا التخلص من اليهود كي تتحرر من معاداة السامية، وأن الحل الوحيد للمسالة اليهودية لا يمكن إلا أن يكون قوميا!! وقد اقترح لهذه الدولة فلسطين أو الأرجنتين، وفي رأيه أن فلسطين هي الوطن القومي لليهود. عمل على تأسيس صندوق قومي يهودي لابتياع الأراضي ودعم الاستيطان في فلسطين، ووصل لقناعة لتحقيق هذا الهدف لا بد من التحالف مع قوى كبرى، أو عدد من القوى الكبرى، والاستناد إلى ميثاق تمنح بواسطته إحدى القوى الكبرى فلسطين الى اليهود، وارتأت الأيديولوجية الصهيونية أن الأمة اليهودية لا أمة عالمية فحسب، بل أمة من نوع فريد تتجاوز التقسيمات الطبقية، وينتفي فيها الصراع الاجتماعي، ولهذا فهي معادية للاشتراكية العلمية. . لقد جاء عقد أول مؤتمر صهيوني بزعامة تيودور هرتزل في الفترة بين 21- 31 أغسطس عام 1897 في مدينة بال بسويسرا، في المرحلة التي تطورت فيها الرأسمالية الى المرحلة الرأسمالية الاحتكارية ( مرحلة الامبريالية ) مرحلة تمركز الاقتصاد الرأسمالي الاحتكاري، وتزايد سلطتها العسكرية والمالية في الدفاع عن احتكاراتها ومصالحها الاستعمارية. لقد أحدث التطور التكنيكي والتمركز المالي الضخم في اوروبا لزيادة وتضخم أعداد البروليتاريا في البلدان الصناعية، واشتداد الاستغلال والمعارك الطبقية بين العمال وأصحاب المال، مما دفع الامبريالية لتفتش عن قوة تعمل لصالحها من أجل تخريب وحدة الطبقة العاملة، وتعيق نضالها وترابطها الأممي ( يا عمال العالم اتحدوا ) . لقد وجدت قوى الاستعمار العالمي ضالتها في الحركة الصهيونية الرجعية التي نشأت على العداء للطبقة العاملة وللأفكار الاشتراكية، وساعدت عصابات اليهودية على اغتصاب فلسطين، كونها تشكل أهمية كبرى للمصالح الامبريالية، ففلسطين ذات موقع استراتيجي بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وقربها من قناة السويس، وفي منطقة الشرق الأوسط التي تعج بالموارد الطبيعية، خصوصا البترول واعتبارها بعد دعمها لتتحول كقاعدة ثابته للاستعمار العالمي، يستخدمها لضرب حركات التحرر الوطني، ومواجهة الشعوب العربية الصاعدة ومنع تطورها ووحدتها. لقد صاغ تيودور هرتزل البرنامج الصهيوني واستراتيجية عمل الحركة الصهيونية ومؤسساتها المختلفة على النحو التالي: " تسعى الصهيونية إلى بناء وطن للشعب اليهودي في فلسطين، يضمنه القانون العام، ولتحقيق الهدف يتم تنمية استعمار فلسطين بالعمال الزراعيين والصناعيين، وتنظيم وتلاحم اليهودية كلها بالمؤسسات الملائمة على الصعيدين المحلي والدولي حسب قوانين كل قطر، وتقوية وتنمية الوعي ومشاعر القومية اليهودية، واتخاذ إجراءات تمهيدية للحصول على الموافقة الدولية حيث هي ضرورية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية. ومن الملاحظ تأكيد المؤتمر على قضيتين هامتين في برنامجها أولا تنفيذ إقامة الوطن القومي، أو الدولة اليهودية على نسق الاستيطان الاستعماري، وثانيا الحصول على الموافقة الدولية والشرعية الدولية، حيث هي ضرورية لتحقيق أهداف الحركة الصهيونية، كما دعا المؤتمر الى تأسيس بنك صهيوني يكلف بتحضير عملية تمويل الاستيطان اليهودي في فلسطين، وقد لخص هرتزل نتائج المؤتمر بقوله " لقد قمت بتأسيس الدولة اليهودية". هذا وبعد انتهاء أعمال المؤتمر الصهيوني الاول فقد أبلغ هرتزل أحد حاخامات اليهود: بأن دولة لليهود ستقوم اما بعد خمس سنوات أو بعد خمسين سنة !!! لقد بذل هرتزل جهودا مكثفة للاتصال بكافة الدول الامبريالية، ابتداء من الإمبراطورية العثمانية المتداعية السقوط من المسرح الدولي، والاتصال بالإمبراطورية الألمانية، والامبريالية البريطانية والدولة الإيطالية، ومحاولة إقناعهم لمساعدة الحركة الصهيونية على تحقيق أهدافها، مقابل إسهام المنظمة الصهيونية في تدعيم استراتيجيتها الامبريالية. وكانت القيادة الصهيونية في نشاطها على الصعيد الدولي ترى مشروعاتها جزءا من النشاط الامبريالي، ومؤكدة لهم فائدة مخططها الصهيوني لأوروبا الامبريالية. وكان الاتصال مع الإمبراطورية العثمانية لدفعها للموافقة على بيع فلسطين الى اليهود. في البداية رفض السلطان مقابلة هرتزل، وكلف سكرتيره الثاني عزت بك بلقائه، مستخدما الإغراءات المالية والعمل على إصلاح الأوضاع المالية المتدهورة في تركيا، واستمر تكثيف لقاءاته بالمسئولين الأتراك، وأخيرا نجح هرتزل بمساعدة الحاخام الأكبر في استانبول بمقابلة السلطان عبد الحميد في آبار 1907، وابدي السلطان استعداده لاستقبال المهاجرين اليهود شريطة أن يتوزعوا على كل أراضي السلطنة، وأن يحملوا الجنسية العثمانية ويؤدوا الخدمة العسكرية. ولما لم يصل الى نتيجة توجه هرتزل إلى الدوائر الدبلوماسية في أوروبا، بلقاء إمبراطور ألمانيا غيوم الثاني الذي وعده بأن يدعمه لدى السلطات العثمانية التي حملت نفس موقفها السابق. ثم التوجه إلى بريطانيا حيث عقد المؤتمر الصهيوني العالمي في لندن عام 1900، وفي شهر نوفمبر نجح هرتزل بلقاء شامبرلين وزير المستعمرات البريطاني الذي رحب بأطروحات هرتزل، وتناقش معه في مشروع هجرة اليهود الى جزيرة قبرص، ثم لقائه مع وزير الخارجية البريطاني اللورد لانسون الذي وعده بعرض مشروع هجرة اليهود الى صحراء سيناء، وإقامتهم مستوطنة في منطقة العريش على اللورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر. وفي ابريل 1903 عقد اجتماع آخر مع شامبرلين عرض عليه مشروع إقامة وطن لليهود في أوغندا في شرق أفريقيا إلا أن هرتزل رفضه، وفي المؤتمر الصهيوني العالمي السادس استعرض هرتزل الاتصالات التي أجراها ودافع عن فكرة قبول مشروع أوغندا، لكنه جوبه بمعارضه شديدة في المؤتمر الذي انتهى بخلافات عاصفة، وحاول لاحقا الاتصال بحكومة إيطاليا وبابا الفاتيكان ولكن جاءت وفاته في شهر يوليو 1904 ليسدل الستار على مشروع الوطن القومي اليهودي في أوغندا، وليجري تركيز الحركة الصهيونية على الوطن القومي اليهودي في فلسطين. إن الاستراتيجية الصهيونية هدفت إلى تأسيس دولة يهودية متجانسة تضم غالبية يهودية كبيرة، من خلال طرد أو ترحيل مجموع السكان العرب، أو القسم الأعظم منهم، ولهذا كانت خطتهم الاستيلاء على الأرض، وترحيل السكان الأصليين، وتهجير السكان المعدمين عبر الحدود من خلال تدبير الوظائف لهم في بلاد الانتقال، ومنعهم من القيام بأي عمل في البلاد، والاستيلاء على الأرض والملكية، وترحيل الفقراء وتجري هذه التدابير بتكتم وحذر. لقد روج دعاة الصهيونية فكرة الأرض الخالية ليس بمعنى أنها خالية من السكان، وإنما بمعنى أن سكانها من العرب لا يمتلكون أي روابط ثقافية أو قومية، لتربطهم بالأرض التي يعيشون عليها الأمر الذي يجعل من السهل رحيلهم عن هذه الأرض أو ترحيلهم عنها، وكان هذا هو مغزى عبارة " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض "هذه العبارة ارتبطت بأحد مساعدي هرتزل وهو كاتب انجليزي يهودي هو يسرائيل زانغويل عام 1897 الذي زار فلسطين بعد مرور عشر سنوات على زيارته الأولى، وألقى خطابا في مانشستر بإنكلترا أعلن موقفه إما أن نستعد لطرد القبائل العربية صاحبة الملكية بحد السيف، كما فعل أجدادنا، وإما أن نتعامل مع مشكلة وجود عدد كبير من السكان الغرباء ومعظمهم من المحمديين، وبقي موقفه ثابتا بترحيل السكان العرب عن فلسطين وهو شرط مسبق لتحقيق الصهيونية.
نجح المهاجرون اليهود في التسلل إلى فلسطين، على الرغم من كل التقييدات التي وضعتها السلطات العثمانية، نتيجة لفقدان الفاعلية لدى هذه السلطات، وانتشار الفساد والرشوة بين صفوف موظفيها، وضغوطات الدول الأوروبية الكبرى. وكانت القناعة لزعماء الحركة الصهيونية، بدون تملك الأرض لن تتحول أرض إسرائيل مطلقا إلى أرض يهودية. وللنجاح في تملك الأرض يتم إما عن طريق القوة، أي السيطرة على الأرض من خلال الحرب، أو من خلال سرقة الأرض من مالكيها، أو عن طريق انتزاع الأرض بمساعدة السلطات الحكومية أو عن طريق المال، ولم تكتف الحركة الصهيونية بالتطلع إلى السيطرة على الأرض، بل أرادت كذلك أن تقيم اقتصادا يهوديا متجانسا، ومستقلا، على قاعدة " العمل العبري " وهو ما شكل الأساس الثاني الذي قام عليه المشروع الصهيوني. لقد عمدت المنظمات الصهيونية لشراء الأراضي، لتقيم عليها المستعمرات من الإقطاعيين الغائبين بوجه خاص، مما سبب صدامات بين الفلاحين العرب الذين كانوا يستغلون تلك الأراضي، واليهود الذين تسلموا الأراضي التي اشترتها لهم منظمتهم، وهكذا تولد الاحتكاك بينهم بسبب تجريد الفلاحين من أصحابها عرفا، ولقد تعاونت القيادة الصهيونية مع الحكم العثماني، للبطش بالفلاحين العرب الذين أجلوا عن أراضيهم، بعد أن باع الإقطاعيون غير المحليين الأراضي التي كانوا يعملون فيها، ويصف أحد كبار الصهيونيين أحادهعام في مطلع القرن العشرين تصرفات المستوطنين في إحدى مقالاته " إننا نفكر أن العرب جميعا متوحشون مثل الحيوانات ولا يدركون ما يجري من حولهم، هذا خطأ كبير ".
وردا على تصاعد نضال العرب في أعقاب ثورة تركيا الفتاة في يوليو 1908 تم تأسيس منظمة عسكرية شبه سرية باسم هاشومير ( الحارس ) وهدفها حماية المستوطنات اليهودية من الهجمات العربية، وبهذا صارت قوة السلاح تحمي شراء الأرض، والعمل الزراعي وتحول المستوطن الى جندي. كما أن تبني شعار العمل العبري أدى الى تفاقم النزاع وتعاظم التوتر. وكان المستوطنون يتجولون، وهم يحملون العصي والسكاكين والأسلحة، ويعاملون العرب بغطرسة وازدراء، وتصريحات قيادتهم بأنه لا ينبغي توفير فرص العمل للعرب، وأما الأساس الثالث للمشروع الصهيوني فقد تمثل في العمل على ضمان وجود أغلبية كبيرة من السكان اليهود في فلسطين .
بدأت مشاعر القلق تسيطر على العرب الفلسطينيين مع تدفق المهاجرين اليهود الغرباء الذين نجحوا بأساليب مختلفة في التسلل الى فلسطين، ففي 24 /7 1891 برز أول احتجاج عربي منظم ضد هجرة اليهود، عندما قام وجهاء القدس العرب، بتوجيه برقية الى الصدر الأعظم في استانبول موقعة من 500 شخصية، يطالبون فيها الحكومة بوقف الهجرة اليهودية، ومنع بيع الأراضي لليهود حيث ورد فيها " إن اليهود يستولون على كل الأراضي على حساب المسلمين، ويسيطرون على التجارة ويدخلون الأسلحة الى البلد " . ومع مطلع القرن العشرين صارت تتواتر ردات فعل العرب على المشروع الصهيوني، بالتوازي مع اليقظة التدريجية للوعي القومي العربي، ففي مارس 1908 وقعت صدامات عنيفة في يافا بين عدد من شبان المدينة العرب وبعض المهاجرين اليهود، سقط عدد من الجرحى اليهود فتوجوا الى القناصل الغربيين، كي يمارسوا ضغطهم على السلطات العثمانية من أجل دفعها الى إلغاء القيود التي وضعها قائمقام المدينة على النشاطات اليهودية، كما تعاظم الشعور القومي العربي في فلسطين، ومشاركتهم في العديد من الجمعيات العربية، بسبب مخاطر الهجرة والاستيطان اليهوديين، خصوصا بعد وصول الموجة الثانية من الهجرة اليهودية الى فلسطين. وقد شارك المثقفون الفلسطينيون الذين أقاموا في دول أوروبا، ودرسوا في جامعاتها، وحذروا من قيام دولة يهودية في فلسطين، منهم يوسف الخالدي، وشكري العسلي نائب دمشق، وروحي الخالدي نائب القدس وخريج جامعة السوربون، ومحمد المحمصاني، أحد مؤسسي جمعية العربية الفتاة القومية التي تأسست في باريس، وهو من حملة الدكتوراه في الحقوق من باريس، وجرى تأليف بعض الكتب عن الصهيونية، وكذلك كان للصحافة العربية الفلسطينية دورا بدءا من عام 1908 وفي مقدمتها صحيفة الكرمل في حيفا وصحيفة فلسطين التي صدرت عام 1911 في يافا، وتطرقت مقالاتها الى ظروف نشأة المنظمة الصهيونية، وشككت بالأسس التاريخية التي استندت إليها لتبرير دعوتها....الخ ونتيجة للحملة المناهضة للصهيونية، بدأت تبرز تنظيمات وجمعيات مناهضة للصهيونية في مدن عديدة داخل الإمبراطورية العثمانية مثل الحزب الوطني العثماني في يافا، وجمعية فلسطين في بيروت على يد الطلاب الفلسطينيين في جامعة بيروت الأمريكية. . في مايو 1916 اتفقت الحكومتان البريطانية والفرنسية وبالتشاور مع روسيا القيصرية، فيما عرف باسم اتفاقية سايكس بيكو على تقاسم النفوذ بينهما في الولايات العربية الخاضعة للحكم العثماني، على أن يبحث مصير فلسطين مستقبلا. طلبت الحكومة البريطانية سنة 1915 من السير هربرت صمويل بوصفه عضوا في وزارة الحرب الى جانب كونه يهوديا وصهيونيا، أن يضع تصورا لما ينبغي أن يكون عليه أمر فلسطين بعد النصر، وقد توصل الى نتيجتين الأولى يجب أن نخرج فلسطين من الاتفاقات مع فرنسا، والثانية لضمان المصالح البريطانية لا بد من إقامة اتحاد يهودي كبير تحت السيادة البريطانية في فلسطين، بحيث يستطيع الحكم البريطاني فيها أن يعطي تسهيلات للمنظمات اليهودية في شراء الأراضي، وإقامة المستعمرات وتنظيم الهجرة، والمساعدة على التطور الاقتصادي بحيث يتمكن اليهود من أن يصبحوا أكثرية في البلاد، وأن إقامة دولة يهودية في فلسطين هدفا من أهداف حربها . لقد ساعد ذلك خوف بريطانيا على ممتلكاتها وبخاصة قناة السويس، وعلى طرق مواصلاتها مع الهند ومستعمراتها، لهذا فان السيطرة على فلسطين باعتبارها الباب العسكري لمصر وقناة السويس ولكبح الطموحات الإقليمية لحليفتيها فرنسا وروسيا. وكان لويد جورج على رأس الحكومة البريطانية من أنصار أن تخضع فلسطين للحكم البريطاني، وقدر أن الصهيونية تتوافق مع تطلعات بريطانيا الامبريالية، ورأى بأن قيام مستعمرة أو كومنولث يهودي في ظل حماية بريطانية في فلسطين، سيخدم مصالح العرش البريطاني، وجاء وعد بلفور في 2/11/1917 ليؤكد على الوجه الاستعماري القبيح لبريطانيا، وتبنيها الفكرة الصهيونية، ويعكس دور حاييم وايزمن الذي انتخب في شهر فبراير 1917 رئيسا للاتحاد الصهيوني البريطاني الذي يعتبر مهندس التحالف بين الحركة الصهيونية وبريطانيا العظمى، ومن أنصار وضع فلسطين تحت الحماية البريطانية.
وفي هذه المرحلة، فقد أصيبت الحركة القومية العربية بضربتين قاسيتين الأولى جراء القمع الدموية التي مارسها حاكم سوريا جمال باشا وذهب ضحيتها مئات من كبار القوميين العرب، وبعضهم تم تعليقه على المشانق وآخرون تم اعتقالهم أو هربوا، وأما الضربة الثانية فهي نجاح العائلة الهاشمية في السيطرة على قيادة القومية العربية النامية، ومصيبتها أنها لم تعرف بمعاهدة سايكس بيكو إلا بعد أن نشر البلاشفة بعد ثورة أكتوبر الاشتراكية معاهدة التقسيم الامبريالي، واقتناع الهاشميين الشريف حسين والأمير فيصل وأشقاؤه بصدق نوايا الإمبرياليين البريطانيين الذين كانوا قد وعدوا الشريف بمساعدته على إقامة دولة عربية واحدة تشمل شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب ( العراق وسورية الطبيعية )، وقبولهم بيان الحلفاء الذي لم يذكر فيه وعد بلفور، وحسب كتاب مذكرات وايزمن ( التجربة والخطأ ) انه أوضح للأمير رغبته في تبديد مخاوف العرب وطلب منه تأييده، وانه وجد الأمير مطلعا على الحركة الصهيونية، واتفق معه حول الفوائد التي يجنيها العرب من تنفيذ البرنامج الصهيوني، كما وقع الأمير فيصل والدكتور وايزمن في هذه الفترة على معاهدة تنسيق بين الدولة العربية الموعودة وفلسطين اليهودية، وبهذا فان التقارب بين فيصل ووايزمن والمعاهدة بينهما انسجما مع المصالح البريطانية . وقد أعتبر لينين قائد ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917، وحتى قبل قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية، في كتاباته، أن الحركة الصهيونية حركة رجعية، ودورها في خدمة المشاريع الامبريالية والاستعمارية، والمعادية للشعوب، حتى للعمال اليهود. وكشف المظاهر الأولى للحركة الصهيونية عندما كانت في بداية النشأة والتكوين، وتأثيراتها الخطرة بين صفوف الجماهير والطبقة العاملة الروسية، حيث عملت الحركة الصهيونية على عزل اليهود عن بقية المجتمع، ورفضت اندماجهم فيه، وشجعت الانقسامات القومية والعنصرية، والتعصب القومي المعادي لنضال العمال الطبقي والأممي. . هذا وقد عبر كارل ماركس عن تحليله للقضية اليهودية عبر كتابه " المسالة اليهودية " ان قومية اليهودي الوهمية هي قومية التاجر - قومية رجل المال، فالمال هو اله اسرائيل المطماع، وأمامه لا ينبغي لأي اله أن يعيش، وأن التحرر الاجتماعي لليهودي انما هو تحرير المجتمع من اليهودية. ان المسألة اليهودية التي خلقتها البرجوازيات الأوربية والدول الرأسمالية، فلن يتم حلها الا عبر اندماج اليهود في بلدانهم التي نشأوا فيها، فمشكلتهم في انغلاقهم عن المجتمع( الغيتو) . ورفض كارل ماركس التعامل مع اليهود كقومية، بل يتعامل معهم كمواطنين، وعندما تقوم الدولة المدنية على الحرية والديمقراطية والعلمانية والمواطنة، تحل المشكلة اليهودية وليس عبر تجمع كل اليهود في العالم في دولة يهودية، كما حصل في فلسطين. لقد أكدت ممارسات الحركة الصهيونية بأنها حركة بربرية واجرامية، اقامت دولتها اسرائيل على الارهاب والقتل والابادات الجماعية، والحروب والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني، من خلال الاستيلاء على الارض الفلسطينية، وشن القتل والدمار للشعب الفلسطيني لدفعه للهجرة والتخلي عن أرضه. لقد قدمت ثورة أكتوبر الاشتراكية، مساعدة كبرى للحركة التحررية الوطنية لشعوب البلدان العربية، خصوصا فيما يتعلق بمخططات الامبريالية الرامية إلى تقسيم العالم العربي واستعباد شعوبه عبر نشرها للوثائق والمعاهدات السرية وخصوصا معاهدة ( سايكس بيكو )، ونشرت نداءات، واستنكرت دور الحركة الصهيونية كحركة رجعية " ونبهت بأن الصهاينة يحاولون إزاحة العرب من فلسطين، ويستعدون لإنشاء دولة يهودية لهم فيها " كما أكدت على أن المشروع الامبريالي الصهيوني لن يساهم في حل المسألة اليهودية.
أن القوى الثلاث التي خلقت القضية الفلسطينية هي المسئولة، عن النتائج الكارثية التي حلت بالشعب الفلسطيني وهي الامبريالية البريطانية والحركة الصهيونية والرجعية العربية، والتي استطاعت أن تفصل القطر الفلسطيني عن محيطه العربي ( بلاد الشام ) وأن تخضع فلسطين تحت الحكم البريطاني الاستعماري، وأن تصدر حكومة جلالتها وعد بلفور والتي حاولت بريطانيا تضمين هذا الوعد في صك الانتداب على فلسطين الذي استصدرته من عصبة الأمم المتحدة في العام 1922، أن مقدمات القضية الفلسطينية بدأت تتراكم منذ الموجه اليهودية الى فلسطين من روسيا القيصرية وشرقي أوروبا في العام 1882 حتى العام 1903 ثم قرارات المؤتمر الصهيوني العالمي الأول في العام 1897 الذي ركز على اختيار فلسطين مكان إقامة الوطن القومي لليهود ثم الهجرة الثانية اليهودية ما بين 1903 -1914 هذه الموجة التي جاءت تحت شعاري " احتلال الأرض واحتلال العمل" وما ذكره المؤتمر الأول الصهيوني حيث اعتبر فلسطين ( ارض بلا شعب لشعب بلا أرض ). وعلى الرغم من نجاح الجمعية العامة للأمم المتحدة بإصدار القرار رقم 3379 في العاشر من نوفمبر 1975 الذي ينص على أن " الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري " فان انتكاسة كبيرة ألمت بالشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال حتى الآن بعد أن تراجعت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن قرارها، وبإصدار القرار 86/46 بتاريخ 16/12/1991 بإلغاء " أن الصهيونية أحد أشكال العنصرية " كشرط لمشاركة إسرائيل بمؤتمر مدريد، والذي جاء بضغط من الدول الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية وبتبني الموقف الاسرائيلي.. وبمرور مئة عام على اصدار وعد بلفور المشؤوم، فان شعبنا الفلسطيني يحمل بريطانيا المسئولية الكاملة عن الجريمة التي ارتكبتها بحقه، ويطالبها بالاعتذار عن وعدها الذي أعطى " وعد من لا يملك لمن لا يستحق" والاعتراف بدولة فلسطين كاملة العضوية في الامم المتحدة.
طلعت الصفدي



#طلعت_جمال_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نغفر .. ولن ننسى .. همجيتكم
- انتم المهزومون..المكسورون ... لن يكون شعبكم إلا منتصرا عليكم
- أمريكا هل تعلمنا الديمقراطية أم الإرهاب ؟
- لا لنقابات السلطان


المزيد.....




- 5 قتلى و200 جريح.. أحدث حصيلة لضحايا هجوم الدهس بألمانيا
- من هو السعودي المشتبه به في هجوم الدهس بألمانيا؟ إليكم التفا ...
- مراسل CNN في مكان سقوط الصاروخ الحوثي في تل أبيب.. ويُظهر ما ...
- المغنية إليانا: عن هويتها الفلسطينية، تعاونها مع كولدبلاي، و ...
- هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار ...
- ناقد للإسلام ومتعاطف مع -البديل-.. منفذ هجوم ماغديبورغ بألما ...
- القيادة العامة في سوريا تكلف أسعد حسن الشيباني بحقيبة الخارج ...
- الجيش اللبناني يتسلم مواقع فصائل فلسطينية في البقاع الغربي
- صحة غزة: حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي بلغت 45.227 شخصا منذ بد ...
- إدانات عربية ودولية لحادثة الدهس بألمانيا


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - طلعت جمال الصفدي - الجذور التاريخية لإصدار وعد بلفور الاستعماري