خليل إبراهيم الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 15:31
المحور:
الادب والفن
اعترافات
------------------------------
أنا بدونكِ
شهادةٌ بلا إمضاءِ
وزوارقٌ منخورةُ القدمينِ
عصفورٌ محاطٌ بالدوائرِ
والأقفاصِ البرونزيةِ
ضوءٌ مخنوقٌ بالعتمةِ
صريرُ أبوابٍ مهجورةٍ
بتلاتٌ شاردةٌ لقيطة
هل تسرعتي في قتلي..؟
أنا بدونكِ
غصنُ زيتونٍ في حضنِ طفلٍ
مسحولُ الذاكرةِ
مهجورُ القوافي
حالماً بالأنهارِ المالحةِ
سنبلةٌ قتيلةٍ في ليلةٍ ماطرة
أعيديْ لي كراستي البيضاءَ
المسطرةَ بالشبقِ الجنسي،
وأحلامِ المراهقين
المزدحمةِ بالنحلِ الخاتلِ بين النقاطِ
لأروضَ ذاكرتي الهزيلةَ الدماءِ
لأخطو ذاكَ الجدارَ الذي فصلني نصفين
أحشو نفسي في شفاهِ البؤساء
أينما كنتِ
سيجدكِ الألمُ الملتصقُ بي كالقراد
أقلامي الجاحظةُ المحابرِ
المبتورةُ الأصابعِ و اللسان
سأمتطي نسياني في غابة الصفاف
أتضرعُ للنهرِ المتعرج
للغيمِ العائدِ لتوهِ من رحمِ المحيطات
أيتها الأرضُ
ايتها السماءُ
لِمَ كلما رسمتُ حَمَاماً
و نمى في راحتي زيتوناً
سالتْ في وجهي الدماءُ
أجلسُ جاثياً محاطاً بالسياطِ ..؟
أيتها الأرضُ
أيتها السماءُ
ايتها الشواطئُ المتخمةُ بالأثداءِ
جوفي ممتلئٌ بقيحِ الكلماتِ
من جلدي المهترئِ تسللَ الحزنُ
من غمامِ الحنينِ الناضحِ بصوتي
تسللتْ كالروحِ .
من ضبابِ العمرِ
مضتْ كالرغيفِ المساقِ إلى الجحيم
سأبتعدُ عنكِ جافلاً كالمواشي
أتوشحُ بالصراخِ
بالعويلِ المتدحرجِ في الحناجرِ
من نوافذ الفرح المهدمة
أغردُ مخنوقَ الفمِ
كالعصافيرِ الخارجةُ من المداخنِ :
أيتها الأرضُ
أيتها السماءُ
إطعني هذا القلبُ الثائرُ كبركان
شراييني عاريةٌ كأشجارِ الخريف
أتركيني نائماً في مقابرِ المدينة
تطحنُ في عظمي القصائدْ
(خليل الحسن ) - سوريا
#خليل_إبراهيم_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟