أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - استنساخ الاشتراكية في رواية -آن له أن ينصاع- فارس زرزور















المزيد.....

استنساخ الاشتراكية في رواية -آن له أن ينصاع- فارس زرزور


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 14:16
المحور: الادب والفن
    



عندما كان الفكر الاشتراكي حاضرا من خلال وجود الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى، أخذت العديد من الأحزاب الاشتراكية والتقدمية تتأثر بالفكر الاشتراكي خاصة في الأدب الروائي، وهذا النوع من الأدب يجب أن تتوفر فيه مجموعة عناصر، تتمثل أولا وجود حزب سياسي من خلال الأفكار التي يطرحها، ثانيا وجود دولة تتبنى فكر الحزب النظري، ثالثا وجود مؤسسات التي تعمل على تحقيق برنامج الحزب، وهذا ما كان في الجمهورية العربية السورية التي تبنى فيها حزب البعث العربي الاشتراكي فكرة الاشتراكية وبناء الدولة والمؤسسات والمشاريع الاقتصادية الكبرى، فكان مشروع سد الفرات احدى تلك المشاريع الكبيرة التي عمل الحزب على انشاءه، وكان هناك مجهود روائي يواكب ذلك المشروع من خلال رواية "آن له أن ينصاع"، فالرواية تتحدث عن مراحل بناء السد والمعيقات التي تعرض لها القائمين على المشروع.
لا يمكننا الآن ـ وفي هذا الزمن ـ أن نحكم على هذا النوع من الأدب، خاصة ما يتعلق بجماليته الأدبية، حيث نجد فيه العديد من الإقحام الفكري والتنظيري الذي يخدم فكرة الحزب والاشتراكية، حتى أننا نجد سرد توثيقي وتاريخي للمنطقة التي اقام عليها المشروع، وهذا الاضافة لا تخدم السرد الروائي بتاتا، حتى أن القارئ لا يجد بإزالتها أي خلل في بنية الرواية، لكن من باب الاطلاع على طريقة الاستنساخ التي مارسها البعض سنحاول الولوج إلى ما جاء في الرواية من تماثل مع الواقعية الاشتراكية.
الطرح الاشتراكي
كما قلنا هناك افكار كان على الواقعية الاشتراكية أن تقدمها في الأدب وهذا ما كان: "نحن كنا نأكل علب السردين في أفضل الحالات، أما اليوم فقد أصبح لدينا مطعم العمال... فأنا أشعر بأني سعيد لأني أودي واجبي لأولئك الذين يعملون في انشاء سدي، فالنهر نهري والأرض أرضي، والسد سدي، وأنا ابن هذه المنطقة" ص224، فهنا نجد الأفكار التي ترغب المتلقي في الاشتراكية وتجمل العمل الذي يقوم به الحزب، فنجد الدعوة مباشرة ولا نجد لها نقيض، بمعنى صوت آخر يعيب أو ينتقص من هذا العمل.
هناك استنساخ حتى في طرح المسألة القومية التي كانت منتشرة في الأدب السوفييتي، وكلنا يعلم أن المساحة الجغرافية الكبيرة التي يتواجد عليها السوفييت والقوميات المتعددة وما تتكلم به من لغات، فكان هذا الاستنساخ أيضا حاضرا في الرواية: "هنا في سوريا يوجد كثير من المهاجرين من البلدان الاجنبية، وتوجد كثير من القوميات الذائبة كلها في دولة واحدة، وكلهم يتمتعون بجنسية واحدة وبالمزايا والحقوق والواجبات نفسها التي يتمتع بها المواطن العربي" ص542و242، أعتقد بأن هذا الطرح يقترب من التقليد أكثر منه من الأصالة، فحالة الاجتماعية والسكانية تختلف في سورية تماما عن الحالة السوفييتية، لكن الكاتب كان يستنسخ أدب اشتراكي حتى أنه وقع في التقليد تماما، بحيث نجد هذا التقليد عندما جعل بعض المراقبين للمشروع من السوفييت أعطاهم دورا فاعليا في الرواية: "..كان الخبيران ستاد شنكا فلادمير وقسطنطين أرسنتيييف ينشيان على ضفة بحيرة المستقبل القريب، ... كان ستاد شيكا فلاديمير في أول الاربعينيات ملازما أولا في الجيش" ص237، مثل هذا الطرح كان يلازم الروايات الاشتراكية، حتى أننا نجد العديد ممن يقومون بأعمال البناء أو الزراعة في الدولة الاشتراكية قد شاركوا في المعارك التي خاضها السوفييت إن كان في الثورة البلشفية أو في الحرب العالمية الثانية.
من هنا نقول أن مثل هذا الطرح هو تقليد أكثر من ابداع، وهذا ما نجده من خلال استخدام الشعارات التي تدعو إلى الاشتراكية: "... قد خرجوا وأبدو المسيرة، وعلا هتافهم: يا عمال العالم اتحدوا... وكان بعض الهاتفين يصحح صيغة النداء: يا عمال الوطن العربي أتحدوا" ص272، بهذا الشكل كان يقدم الأدب الاشتراكية للمتلقين، متجاهلا ضرورة عدم المباشرة في الطرح واحترام ذوق المتلقي.
العامل المثالي
في ظل اجواء العمل الصعبة والشاقة كان لا بد من تقديم نماذج من العمال المنسجمين في العمل، يكونوا قدوة للآخرين، للمتلقين للنص الروائي، يقدم لنا الراوي صورة الممرضة المثالية التي تخدم بكل اخلاص وتقوم بواجبتها وزيادة: "..أيام كانت تجتاح الكوليرا تتهدد العاملين أثناء الصيف وكانت تزرع أروقة المستشفى في أوبة وذهاب، تحمل القطن والأمصال والكحول وتلقح العائلات، ... اذكر انها قضت ليالي طويلة إلى جانب الأطفال المرضى تخفف عنهم حرارتهم، بكلماتها العذبة، وبوضع الخروق المبتلة على رؤوسهم" ص215، كان من ضرورات الأدب الاشتراكي أن يقدم الافكار الجميلة والمرغبة للقارئ بالاشتراكية والعمل الاشتراكي، وهذا ما كان في رواية "آن له أن ينصاع".
التنظير الحزبي والفكري.
كما قلنا في البداية من شروط الأدب الاشتراكي وجود حزب يقدم افكاره للمتلقين، وهذه يمثل أهم شروط الواقعية الاشتراكية، فهي تخاطب العامة من الناس ـ والتي تفترض فيهم تواضع استيعابهم ـ لهذا نجد التنظير المباشر واضح في الرواية: "أن التزام الحقيقة أمام الجماهير، سيكون وسيلة من وسائل نثقف الجماهير... أن مبدأ الديمقراطية الشعبية الذي أقرته مؤتمرات الحزب، سيكون سبيلا لتنظيم المجتمع الاشتراكي" ص160و161، بهذا الشكل كان يتم اقحام الافكار الحزبية في الأدب، دون أن يراعوا ذوق وعقل القارئ.
ونجد هذا التنظير الحزبي في تقسيم المجتمع إلى طبقات: "... ورمضان في الواقع ليس بروليتاريا في الأصل، بل كولاكي صغير كما يقول اخوتنا السوفييت" ص225، يحاول الراوي أن يستخدم عين المصطلحات والألفاظ التي يستخدمها السوفييت في تصنيفاتهم الاجتماعية، فهو مستنسخ ومقلد لفكرة الاشتراكية التي يرى أنها ضرورية لبناء المجتمع والمشاريع العمرانية.
وهناك دعوة للاطلاع على الفكر الاشتراكي من خلال حديثه عن كتاب "ما العمل" للينين" والذي جاء بهذا الشكل: "..وهذه الامسية كان يحمل كتابا اسمه (ما العمل) وقد كان هذا الكتاب ممنوعة قراءته في بعض العهود الماضية" ص50 فالدعوة واضحة لقراءة الكتاب الذي كان ممنوع في السابق.
تجاوز الفكر الاشتراكي
دائما نقول أن العقل الباطن أهم واصدق من الوعي، لأنه يخبرنا عما نحمله من افكار ومشاعر بشكل صادق، الراوي يستخدم الثقافة الدينية السائدة في المجتمع السوري فيقول: "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم" ص70، ويقول أـيضا "يبرئ الاكمة والأبرص" ص182، فهذا الخطاب يتجاوز الطرح الاشتراكي ويؤكد على أن هناك ثقافة سورية تختلف تماما عن الثقافة السوفييتية التي حاول الراوي أن يستنسخها بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات.
الرواية من منشورات اتحاد الكتاب العرب، دمشق، سورية، الطبعة الأولى 1980



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي
- الاختزال في حكم خالد سليم الخزاعلة
- الأم الفلسطينية في رواية -الأم الاجيوس/حكاية فاطمة- نافذ الر ...
- محاورات الأموات في رواية -سارة حمدان- ماجد أبو غوش
- المرأة في رواية -عسل الملكات- ماجد أبو غوش
- مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق
- أدوات الصدمة في قصيدة -أبي- جاسر البزور
- الابعاد الثلاثة في قصيدة -خيمة الغريب- عبد الله عيسى
- النص المطلق في قصيدة -جميلة أنت- موسى أبو غليو
- عندما نواجه الواقع في قصيدة -بلادي- موسى أبو غليون
- مدخل إلى قصائد -عمار خليل- -على جسدي-
- الموت في مجموعة -عندما تبكي الألوان- زين العابدين الحسيني
- مناقشة مختارات للشاعر مريد البرغوثي
- التقديم والفواتح البيضاء في -قصائد مختارة- مريد البرغوثي
- الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي
- التقديم الناعم في رواية -عري الذاكرة- أسعد الأسعد
- المثقف/السياسي في مجموعة -عصفور للريح- صلاح صلاح
- اللجنة الثقافية في دار الفاروق للثقافة والنشر تناقش مجموعة - ...
- الشاعر في ديوان -مطر سري- زهير أبو شايب
- هذا هو الفرح


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - استنساخ الاشتراكية في رواية -آن له أن ينصاع- فارس زرزور