أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - بلادنا فلسطين- داخل دير مار سابا














المزيد.....

بلادنا فلسطين- داخل دير مار سابا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 07:47
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


جميل السلحوت
بلادنا فلسطين- داخل دير مار سابا
تمنّيت لو أنّني أستطيع البقاء في دير مارسابا أو محيطه لمدّة أسبوع على الأقلّ، لأرتوي من هذا الجمال الطّبيعيّ الفريد، فكلّ متر من تلك المنطقة يحمل عبق تاريخ لا يكذب، والزّائر لتلك المنطقة سيرفع قبّعته لحضارة "شعب الجبّارين" عبر تاريخه الطّويل، فالدّير العجيب، والكهوف المنتشرة في وديان تلك المنطقة، تشهد على التّعدّدية الثّقافيّة التي يعيشها وطننا الذّبيح، فموقع هذا الوطن شرق المتوسّط، جعلته مطمعا للغزاة الذين ما انفكّوا يطمعون به عبر التّاريخ، ويجدر التّذكير هنا أنّ فلسطين خضعت للحكم الرّوماني ما بين"63 قبل الميلاد، إلى 324 ميلاديّة"، ثم جاء ما يعرف "بالعصر بالبيزنطي (324م-634م) الذي يعتبر امتدادا لفترة الحكم الرّوماني التي سبقته، ولكن الإدارة الجديدة اتخذت الدّين المسيحيّ منذ بدايتها العقيدة الرسميّة لها. ونظرا لأهميّة فلسطين بصفتها الأرض التي نشأ بها عيسى وأُمّه مريم العذراء، وأدّى رسالته فيها، فقد صار لها مركز متميّز وأهمية خاصّة في هذا العهد الجديد، فقد اعتنق قسطنطين الأوّل مؤسّس الدّولة البيزنطية الديّن المسيحي، وجعله دين الدّولة الرسميّ. كما اعتنقت الدّين الجديد والدته هيلينا Helena، الّتي أولت فلسطين اهتماما خاصّا، إذ زارت فلسطين سنة 336م للتبرّك بزيارة أماكنها المقدسة، واختارت مواقع كنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في القدس، وكنيسة إيليونا على جبل الزيتون"، وأمرت ببناء هذه الكنائس، وفي هذا العصر تمّ بناء دير مارسابا حيث تمّ بناؤه في"478-484".
وكان لا بدّ لي من دخول هذا الدّير التّاريخيّ، فدخلته بصحبة خلف العبيدي الذي يعرف المنطقة جيّدا، دخلنا الدّير من أحد الأبواب، دخلنا إلى ممرّ عريض ينحدر بدرجات إلى الجهة الشّرقيّة، على يميننا مباشرة، أكثر من غرفة تبدو كمكتب استقبال، يداوم فيها راهب أو أكثر، رافقنا راهب شابّ يونانيّ، لا يجيد العربيّة ولا الانجليزيّة، حتّى سلّمنا لراهب آخر يتكلّم قليلا من العربيّة ويجيد الانجليزيّة عند المكان الذي يرقد فيه "الرّاهب مار سابا" محنّطا، وكما بدا لنا من خلف الزّجاج فإنّ الرّجل كان قصير القامة، وجثمانه مغطى بملابس رهبانيّة حديثة، وفي قدميه حذاء رياضي حديث، فسألت الرّاهب عن هذه الملابس وهذا الحذاء، فأجاب بأنّ الرّهبان يغيّرون ملابس القدّيس مارسابا كلّما ارتأوا ضرورة لذلك. وفي آخر الممرّ العريض وقريبا من مرقد مار سابا فإنّ واجهة البناء مفتوحة باتّجاه الشرق، ومرتفعة عن الأرض بشكل لافت، من تحت سور الدّير يظهر واد النّار بمياه المجاري السّائبة من القدس، ويظهر المنحدر الجبلي الصّخريّ المقابل، مع بعض الكهوف التي يمكن الوصول إليها بأدراج بناها الدّير، وعلى الأسفل من الجهة الجنوبيّة هناك نخلة يانعة، يعتقد البعض أنّ العذراء مريم قد أنجبت المسيح عليهما السّلام تحت تلك النّخلة " عندما انتبذت من أهلها مكانا قصيّا"، ويبرّرون اعتقادهم هذا بأنّ المنطقة صحراويّة دافئة، ومناسبة لنموّ النّخيل، وعلى جوانب الوادي شاهدنا الأشجار البرّية الخضراء مثل "الكينيا" وغيرها. مكثنا في الدّير أكثر من ساعتين، ولم نستطع الدّخول إلى مناطق أخرى في الدّير لضيق الوقت، وحلول المساء، وقبل الوصول إلى مرقد مار سابا مررنا ببئر عميق، لا ماء فيه، وعلى بابه شبكة حديديّة، ولا أعلم إن كان الرّهبان يسمحون للزّائرين بالتّجوّل في أبنية الدّير الأخرى المتلاصقة، خصوصا وأنّ الدّير يبدو من الخارج كقرية صغيرة متلاصقة الأبنية.
وعلمت أنّ خمسة عشر راهبا يونانيّا يقيمون في الدّير، بينما لا يوجد أيّ راهب عربيّ، فهل هذا صدفة أم أنّ الرّهبان العرب ممنوعون من الاقامة في الدّير؟ ومن داخل الجزء غير المسقوف للدّير، رأيت العلم اليونانيّ يرفرف على سارية بين قباب الدّير، ولم أجد تفسيرا لعدم رفع العلم الفلسطينيّ، لأنّ الدّير قائم على أرض فلسطينيّة، وتساءلت ولم أجد جوابا لتساؤلي إذا ما كان الدّير التّابع للكنيسة الأرثوذكسيّة، هو جزء من مشكلة عدم تعريب هذه الكنيسة أم لا؟
غادرت الدّير صحبة خلف العبيدي قبيل ساعات الغروب بقليل، وصعدنا الجبل عائدين إلى السّيارة عند المرتفع، وفي الطّريق مررنا بسيّارتين متوقفتين على الرّصيف وبينهما مسافة، فقال خلف العبيدي: هؤلاء الشّباب من العبيديّة يعملون كحرّاس للدّير، ويتقاضون راتبا منه.
8 نوفمبر 2017



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلادنا فلسطين- في دير مار سابا مرّة أخرى
- بلادنا فلسطين- في دير مار سابا
- بدون مؤاخذة- عندما تتحوّل الدّول إلى كلاب صيد
- رحل عطا الحلو وذكراه باقية
- بدون مؤاخذة- في حضرة دير مارسابا
- بدون مؤاخذة-من بلفور إلى ترامب
- بدون مؤاخذة- مفهوم التّطبيع والضّرورة
- بدون مؤاخذة- انسحاب أمريكا من اليونسكو
- رواية -الصوفي والقصر- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- للكورد حقهم في تقرير مصيرهم
- بدون مؤاخذة- لا يوجد قانون يمنع التلاميذ من شراء الكتب
- بدون مؤاخذة- التهديد بحل السلطة الفلسطينية
- رواية -الصوفي والقصر- والعبرة من التاريخ
- بدون مؤاخذة- ضد الجريمة والتطهير العرقي
- بدون مؤاخذة- الكورد وحق تقرير المصير
- مجموعة -ياسمين- القصصية وعصر السّرعة
- بدون مؤاخذة-الانسان وثقافة الحياة
- القدس في قلوب وعقول عشاقها
- بدون مؤاخذة- الهرولة إلى مزابل التاريخ
- بدون مؤاخذة- الأقصى والفرص الضائعة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جميل السلحوت - بلادنا فلسطين- داخل دير مار سابا