أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الأزمة تعم كل مناحي حياة الأغلبية التي لا تملك ولكنها بالمقابل توطد تحالف النهضة النداء














المزيد.....

الأزمة تعم كل مناحي حياة الأغلبية التي لا تملك ولكنها بالمقابل توطد تحالف النهضة النداء


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 5691 - 2017 / 11 / 7 - 17:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة تعم كل مناحي حياة الأغلبية التي لا تملك ولكنها بالمقابل توطد تحالف النهضة النداء
ـــــــــــــــــــــ
يبدو أن ليس للتحالف الحاكم ما يخشاه للاستمرار في سياسات الانتقال الديمقراطي رغم تعدد عوامل ضعف هذا التحالف وفساد هذه السياسات التي لم تعد تخفي طابعها المعادي لمصالح الأغلبية التي لا تملك فالمعارضة الحزبية المكتفية بموقعها في البرلمان لا تكاد تمثل شيئا متناثرة أو مجتمعة مجرد ديكور كرتوني برلماني لا غير عاجز موضوعيا عن ممارسة أي تأثير كان سواء لفرض تغيير السياسات أو حتى مجرد المناورة لكسر التحالف الحكومي ويبدو أن أغلب الكتل المكونة لهذا الطيف الكرتوني قد سلمت بهكذا وضع وقد لا نراها في المستقبل مهتمة بأي موضوع له قيمة خصوصا بعد أن تمكن التحالف الحاكم من تمرير قانون المصالحة ويستعد لتمرير قانون زجر الاعتداءات على القوات المسلحة.
تفس الشيء يمكن أن ينطبق على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي رضيت بيروقراطيته المتنفذة التي لا تواجه أية معارضة تذكر بوضع الشريك الحكومي وهو ما أهلها عمليا لتحييد قوة منتسبي الاتحاد وخصوصا الطيف الواسع من الهياكل النقابية الوسطى و الأساسية ومن يواليهم من القاعدة العريضة ممن يعتبرون أنفسهم يسارا و"معارضين جذريين" لحركة النهضة وتحويلهم إلى احتياطي حركي استعراضي لتمرير كل اتفاقيات البيروقراطية المخزية مع الحكومة والدفاع عن أدوارها ومواقفها الداعمة لسياسات الانتقال الديمقراطي المملاة من الدوائر المانحة ومن القوى الاستعمارية التي تراقب وتتحكم في الوضع برمته
إن حكومة الشاهد ورغم الارباك الذي تتخبط فيه ورغم عجزها عن تحقيق أدنى الوعود التي أعلنتها زمن تنصيبها مازالت قادرة على تفادي انهيارها رغم وضع الأزمة.
من المؤكد أن الأوضاع سوف لن تراوح مكانها مدّة طويلة ولكن بالمقابل لا يمكن الجزم بأنها يمكن أن تتطور في اتجاه تغيير ميزان القوى لصالح الحركة الجماهيرية التي وللأسف مازال يسيطر على قطاعات واسعة منها الخوف من انحدار الأوضاع إلى المجهول لذلك نرى هذه القطاعات خاملة مستسلمة راضية بمقايضة ـ أمنها ـ بحقوقها السياسية والاقتصادية.
لقد استثمرت العصابة الحاكمة هذه المقايضة ـ الأمن مقابل الحقوق السياسية والاقتصادية ـ أيما استثمار فبواسطتها تمكنت من إعادة عناصر حزب التجمع إلى الحكم وبواسطتها حولت مهمة محاسبة الفاسدين من نظام بن علي إلى مصالحة معهم وبواسطتها تمادت في التداين وفي فرض سياسات الشركات والدول المانحة وبواسطتها عادت من جديد الإرادة البوليسية تتحكم في الشأن السياسي بشكل مباشر .
وضع انخرام ميزان القوى لصالح قوى الانقلاب لم يأت من فراغ بل إنه كان نتيجة العجز الذي بانت عليه حركة جماهيرية لم تتمكن من التحول إلى قطب طبقي مقاوم في وجه الانقلاب على امتداد السنوات السبع الأخيرة وظلت تراوح مكانها وتخمد شيئا فشيئا لتبين أخيرا عن عجز كامل حتى على رد الفعل.
التحالف الحاكم يدرك جيدا هذه الحقيقة ولذلك نراه يعمل على استثمار الوضع إلى أقصى حد لتمرير ما يريد تمريره من سياسات وقوانين ومساومات ...
سيواصل التحالف الحاكم اشتثمار وضع الوهن والضعف الذي عليه الحركة الجماهيرية من جهة والمعارضة البرلمانية من جهة ثانية ولا يستبعد أن يستغل ذلك لتمرير بعض التغييرات في المجلة الانتخابية تضمن إضعاف رهانات المعارضات الحزبية المتعددة أكثر فأكثر في الانتخابات التشريعية وفي الانتخابات الرئاسية المقررة لعام 2019 .
تحالف النهضة والنداء يبدو أنه خطط للعبور لسنة 2019 بحكومة الشاهد و يبدو أن الحزبين قد اتفقا على تفادي كل احتداد للأزمة يمكن أن يؤدي لسقوط هذه الحكومة أو للمطالبة بانتخابات سابقة لأوانها وسيفعل الحزبان كل ما في وسعهما لتكمل حكومة الشاهد المهام التي جيء بها من أجلها: مواصلة تطبيق سياسة التقشف و إكمال حزمة إجراءات الخصخصة التي قررتها الدوائر المانحة والمحافظة على وضع السلم الاجتماعي ومنع أي إمكانية لتجذر سياسي وتنظيمي للجماهير الشعبية بتجريم كل نضال اجتماعي وكل حركات الاحتجاج والعصيانات الاجتماعية في المحليات. لكن لاشك أن تنفيذ مثل هذه المخطط لن يغطي على وضع الأزمة ولن ينزع فتيل الصراع الطبقي الذي سيحتد. إن الأزمة سوف لن تتواصل إلى ما لانهاية في إنتاج الأزمات ستبلغ الأزمة القاع برغم كل السياجات والمسكنات التي ستوضع لتفادي هكذا امتداد وستعود الجماهير من جديد مدفوعة بشدة بؤسها وبعدم قدرتها على مواصلة العيش في وضع البؤس والفاقة والقمع المفروض عليها وسيعود محيط الدائرة يحترق مجددا في انتظار بلوغ الحريق المركز .
ــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة يوسف الشاهد الجسر نحو الكارثة
- اليسار البورقيبي
- وحده التغيير الجذري يخلصنا من كل هذه المزبلة
- حول المليشيات النقابية والإسلاميين المنتمين للاتحاد العام ال ...
- رهانات الحزب اليساري الكبير اليسار اللبرالي اتجاهات أيضا
- الدرس الأكبر ل 17 ديسمبر الذي مازلنا مطالبين بتنفيذه
- تونس الانتخابات البلدية موقف من المقاطعة
- تونس فزاعة تراجع مدخرات الدولة من السيولة المالية والالتجاء ...
- مجالس بلدية أم حركة مواطنون أحرار متضامنون من أجل الحكم المح ...
- تونس عرض ميشال بوجناح ومواجهة السلطة الثقافية المطبعة
- تونس. نعم نتائج الباكالوريا مؤشر بَاتٌّ على درجة الانهيار ال ...
- الانتفاضة في منطقة الريف المغربي: التقدم نحو الانفجار الشامل ...
- ما وراء ظهور وإعترافات عماد الطرابلسي الآن ؟
- تونس . الأزمة تتعمّق ولابديل عن شبكة مقاومة مستقلة أفقية في ...
- تونس الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسم ...
- في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد
- الوضع في تونس ستبلغ الأزمة القاع وسيعود محيط الدائرة للاحتر ...
- تونس قد يرحل وزير التربية ولكن السياسات ستبقى
- رحلت بصمت ولم نعرفها إلا حين غادرت ريما جاكلين إسبر
- حول كتاب: الاستعمار الداخلي والتنمية غير المتكافئة منظومة - ...


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - الأزمة تعم كل مناحي حياة الأغلبية التي لا تملك ولكنها بالمقابل توطد تحالف النهضة النداء