أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - وعد بلفور/السياق التاريخي














المزيد.....

وعد بلفور/السياق التاريخي


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5691 - 2017 / 11 / 7 - 12:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



ربما يجدر بنا أن نتحدث عن وعد نابليون. ألم يكن هو الزعيم الأول الذي فكر فعلياً في تأسيس وطن لليهود في فلسطين؟ ترى لو لم يهزم أمام أسوار عكا، ولم يهزم في أبي قير ولم يهزم في واترلو أكنا رأينا بدايات إسرائيل في ذلك الزمن المبكر من بداية القرن التاسع عشر بدلاً من بداية القرن العشرين؟
قد لا يكون بالإمكان إجابة التساؤل اعلاه: "لو" ضرورية في عمل المؤرخ وعالم السياسية ورجل السياسية جميعاً، ولكنها تفتح باب الشيطان على حد تعبير أنصار الإسلام السياسي.
ليس وعد بلفور إذن اختراعاً بريطانياً خالصاً، إنما هو "شبح" كان يجوب أرجاء أوروبا على حد تعبير ماركس في البيان الشيوعي. مشروع الدولة اليهودية في فلسطين لا يمكن أن يفهم إلا في سياق تصدير فائض السكان الأوروبيين ألى آسيا وأفريقيا و"العالم الجديد". ولكي نوضح ذلك على نحو حاسم تقريباً نذكر القارئ الكريم بأن المهاجرين خصوصاً من فئة المتطهرين تعاملوا مع أمريكا على أنها "أرض الميعاد" أو نوع من أرض الميعاد فأطلقوا على مناطق كثيرة في الساحل الشرقي أسماء مثل فلسطين والناصرة واسرائيل وبيت لحم وحبرون...الخ كان هناك زواج سياسي بنكهة أسطورية بين استعمار العالم واستيطانه ونهبه وبين الرواية الدينية عن عودة شعب الله الى ارضه. ومهما بدا لنا الأمر سخيفاً فقد تم التعامل مع أمريكا وكندا بوصفهما ارض الميعاد.
لكن اللحظة حلت بالفعل مع نابليون للتفكير في أرض الميعاد "الأصلية". وهكذا عاد الفكرة من غربتها في مستوى الرمز إلى وطنها المكون من تراب وحجارة وأرض وبلاد اسمها فلسطين.
كانت الامبراطورية تعاني من بعض النقص في السيولة بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد ألمانيا وتركيا وكان لدى روتشيلد وغيره من أساطين المال اليهود ما يلزم وما يكفي من تبل السيولة. وهذ بالطبع يفسر بسهولة أن رسالة الوزير بلفور قد وجهت إلى رجل الأعمال روتشيلد وإن أعلنت على الملأ وعلى نحو رسمي. لكن ذلك بالطبع ليس سبباً كافياً مثلما يقول المناطقة: هناك بالطبع الأهمية "الذاتية" للمشروع التي دفعت نابليون إلى التفكير فيه. وجود دولة يهودية في فلسطين أمر حيوي للمصالح الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية ...الخ. اتضح أنها مهمة لأية قوة استعمارية تسيطر على المشهد السياسي الكوني وتصبح القوة المهيمنة الأولى عالمياً. لا بد أن المرء يتساءل أحياناً: هل ستصدق هذه الواقعة على الصين في حالة وراثتها للهيمنة الأمريكية؟
الرسالة الى اللورد روتشيلد مدهشة في أكثر من وجه ومن وجوهها ونخص بالذكر حديثها عن الحفاظ على الحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية الموجودة في فلسطين the civil and religious rights بينما تتحدث عن تأثر الحقوق اليهودية كلها أو تأثر الوضع السياسي الذي يتمعتون به في اوروبا نتيجة لهذا الوعد أو ما سيترتب عليه من انشاء الدولة اليهودية.
يحيلنا هذا إلى التشبيه أعلاه: اليهود مواطنون أوروبيون يذهبون باختيارهم لاستيطان فلسطين مثلما ذهب أقرانهم لاستيطان امريكا وذلك لا يسحب منهم أياً من حقوق المواطنة، بما في ذلك السياسية. أما سكان البلاد "الهنود" الأمريكيين أو الفلسطينيين فإن لهم حقوقاً مدنية غامضة وحقوقاً دينية أشد غموضاً.
هكذا فتح الوعد الباب على مصراعيه لإلحاق الظلم السياسي المشرعن بالشعب الفلسطيني الذي لا يهم في هذا المجال كثيراً ما إذا كان شعباً متبلراً في تلك اللحظة أو أنه كان جزءاً من أمة عربية في طور التكوين. عدم تبلر الهوية السياسية ليس مسوغاً فيما نزعم لقدوم المستعمر الى البلاد ونهبها وطرد سكانها أو تطهيرهم أو استعبادهم. لكن هذا ما فعله الأوروبيون منذ بداية القرن السادس عشر في قارات العالم كلها، ولم تكن فلسطين شأناً استثنائياً، بل إن علينا أن نذكر هنا أن الجزائر تعرضت للون نفسه من الاحتلال الاستيطاني ولكن عنف الثورة الجزائرية قوض المشروع الفرنسي فيها نهائياً.
اليوم يطالب بعضنا بريطانيا بالاعتذار عن وعد بلفور. بالطبع بريطانيا لن تفعل، ولكنها لو فعلت لما غير ذلك من واقعنا المتولد عن ذلك الوعد شيئاً. لكننا نود أن نوضح هنا أن هوية بريطانيا التي أعطت وعد الدولة اليهودية في فلسطين لم تتغير. كل ما هنالك أنها فقدت هيمنتها الكونية لمصلحة "ابنتها" الولايات المتحدة. ولذلك فإن إصرار بريطانيا على عدم الاعتذار وصولاً إلى الاحتفاء بالذكرى هو مؤشر على استمرار الحرب الكونية الأوروبية ضد القارات المنهوبة المستضعفة. في هذا المعنى يجب أن نؤكد أن الصراع الفلسطيني والعربي لا يستطيع أن يتهرب من مجابهة الاستعمار الكوني في بلاد العرب كلها بما في ذلك رأس حربته إسرائيل الصهيونية المقامة على أرض فلسطين بفضل وعد بلفور والدعم البريطاني/الأوروبي الذي لا حدود له.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سراب الاصلاح في السعودية
- حزب الله، المصالحة الفلسطينية، وإسرائيل
- عيون القلب/نجاة الصغيرة
- ملكة في بيت زوجي
- التابع والمتبوع
- كردستان وسوريا والولايات المتحدة
- قراءة أخرى في 11 سبتمبر
- قيس وليلى وعذرية المراة
- خطيب عرفة والتقرب إلى الله بذكر آل سعود
- الحرية والفلتان
- الثورة: التاريخ والاقتصاد السياسي
- ديكور حقوق الإنسان
- فضائية القدس والجهاد السعودي القطري
- قطر: نهاية أحلام الطفولة؟
- قطر: الأسطورة والواقع
- انتخاب ماكرون وكسر قدم ابنتي الصغيرة
- حدود الديمقراطية الليبرالية
- منتدى العائلات الثكلى
- حماس والتدريب على مبادئ الوضوء
- قضية فلسطين وقضية الأسرى وقضية الافراد


المزيد.....




- موزة وشريط لاصق..عمل فني مثير للجدل يظهر من جديد في مزاد
- مسؤولة أممية: جميع سكان شمال غزة يواجهون خطر الموت
- -إكس- تعلّق حساب خامنئي بالعبرية بعد 24 ساعة فقط من إنشائه
- مصر.. حكم مشدد على شاب ارتكب جريمة ثأر
- -أشرار-.. استطلاع يكشف آراء الناخبين الأمريكيين بالحزب الذي ...
- نجوم تركيا على أرض مصر وتفاعل جماهيري كبير (صور)
- مراسلنا: مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف إسرائيلي لمناط ...
- اغتيال مدو على رؤوس الأشهاد..  وليمة الزعيم الحديدي الأخيرة! ...
- المهاجرون يخلفون وراءهم دراجات هوائية بقيمة 30 ألف يورو على ...
- مصر.. قرار يضع شروطا لسفر بعض السيدات إلى السعودية


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - وعد بلفور/السياق التاريخي