أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الريشة واللوح














المزيد.....

الريشة واللوح


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5691 - 2017 / 11 / 7 - 05:50
المحور: الادب والفن
    


(الريشة واللوح)

لا أدري كيف أقف
خاشعاً
مستمدّاً
مستوحياً
خيوطاً من الذكريات
لاستلّها من جدائل ذلك الماضي القابع
في الخزين الثري
المتجذّر في الذمّة..
ليكون
جزءاً عميقاً
وعزيزاً
من صيرورة الماضي البعيد
أبا عبد الله....
لا اعرف كيف اخاطبك
ومكانك يأخذ
أكبر حيّز من دائرتي
وحبّي
الخالي من ايّة علامة
من علامات الاستفهام
صورتُكَ....
أحدثت شرخاً في الذّات
لا مناص
من الدخول لفتح بوّابة الماضي المتّكئ
على الجدار الأكثر شفّافيّة
ذكريات محفورة على رخام العمر
ومرسومة على سواحل نهر
طعّم بالأنجم الخضر
لا ابكيك..
لا ارثيك..
بل انثر زهور حقل على جانبي موضع خطاك
لألفت نظر محبّيك
لم يتح الضرف
فرصة لقاء
لكاتب سيرة
يزيح الغبار عن صفحتك
وجوانبها المضيئة
مصحوبة بنقاء السيرة
ومعلم الطريق المؤدي
لحقول حبوب سنبل فرح
ليدلّ على قامتك الرفيعة
وخلقك الجم
لستَ من أصحاب الرفوف العالية
بل الارفع
فارفع
مع انّك لست ممن يملكون الكنوز
والارصدة
والاطيان
عكس ما تملك فر صيدك
النقاء
طهر السيرة
حسن الصيرورة
الصدق
الامانة
تلك خصال تبكيك
وهي كنزك الاوفر
في برجك الشمسي
وعرشك الصباحي
دموعي اخزنها لسطور مقبلة
..,..,..,..,..,..,..
(بين الطيف والتجسّيد)
أتذكر يوم درنا
هنا في كلّ زاوية نردّد ألف اغنيّة
تحلّق كالعصافير
ندور بها على خطوات انسيّة
وفي الاحلام ننسخ لوحة تحكيك يا بغداد
عصوراً شدّها الميلاد
تدبّجها الليالي البيض
بأقلام سماويّة
ومن جرف الى جرف
عبرنا نهرنا الفضّي
ودوّرناك يا بغداد اغنيّة
وفوق شفاهنا انطلقت نوارسنا العراقيّة وحبراً من نجوم خضر
يسكب فوق لوحات سماويّة
وقبل النوم نجلس فوق (تنّور)
تدور بنا ليالينا الشتائّية
ومثل نوارس بيضاء
تدور سماء دجلة(عبّودُ) يغنّينا
اساطيراً
كنوزاً كانت الكلمات
عناقيداً
من الذهب المموّج
والمطعّم
بالعقيق الأحمر الشفّاف
كنّا نلتقي عند اسوداد الليل
والايّام باردة شتائيّة
يلذ الطعم
خبز (هديّة) الرحمن باركه
وبارك خبزها في ظلّ امسيّة
يلذ الطعم..
عطر رغيفها الفتّان
دفؤه ما يزال الآن
يسعدني
وتسعدني ليال العمر
لم اهلك
ولم تهلك
بقايا تلكم الذكرى
طريّة كالغصون
وكالعناقيد
هنا كانت لنا أطياف
مملكة سماويّة
تمرّ بدجلة الاحلام والايّام
تردّدها النوارس
والقوارب
والجسور الخضر
والامواج
فيا (حلّاج)
عطر دم اشمّ هنا على الجسر
يهبّ مع النسائم آخر الدهر
وتبقا امّنا بغداد مسبيّة
تنادمها الحراميّة
على قرع كؤوس الّليل
في الغرف السريريّة
وتبقى خطفة الابداع سرّيّة
هنا في ليلة الاعراس
قلت (لشهرزاد) النّاس
مرّ الموكب العربيّ
رايته منكّسة
بريق (السف يخفت
اعيته المعارك
والسطور الخضر كالأغصان جفّت
وانثنا الانسان
منكسراً على الاسوار
وعنف الريح
يكنس أوراقي
تواريخي
هنا كانت تجدّد أجمل الايّام
على (التنّور) احلم فيك يا (عبّود..)
كيف تداعب الكلمات اجفاني؟
تراكض مثل قطيع غزلان
لتعكس عالمي الثاني
وهذي الأرض تقلب وهي دائرة بألواني
كما الثعبان يبدل ثوبه
في عامه الثاني
اظل بلا قناع هنا اغنّكَ
اغنّي (نجمك الأرضي) ابكيك
اظل هنا اطلّ الليلة الخضراء
مثل غصون أشجار ربيعيّة
تدور مواسم التغيّير
حين نذوق طعم النار في قدح من البَرَد
يمدّ بساط احلام على سهدي
وتبقى النار مائدة نحلّق حولها
والجمر فاكهة شتائّية
هنا (نَجمُ) على التنوّر مثل نجومنا الخضر السماويّة
هي الجلسات يوميّة
تدور بها حكايات
كنهر الفضّة البيضاء
نكهتها على شفتيك يا (عبوّد..)
تسيل كما يسيل الماء
يهبط من عل سلسال
وصوت من عل ينساب كالموّال
لنصف القرن مرّ ومرّت الاحوال
فهل ننسى؟
تغنّ ثمّ ننصت
ثمّ نصغي
كما كنّا نحلّق
مثل عقبان وصوتك
اذ يرنّم مثل نهر من لحون
كان بحرك زاخراً عبّود
بل شلّال موسيقى
يدور ككوكب عبّود
دار بنا الدنيا
وما زلنا
لننصت
ثمّ ننصت
ثمّ ننصت
لا نمل لطعم مائد لعبود
نبيذ كانت الكلمات
بل أحلى واطيب طعم مائدة سماويّة
قفيراً كان من عسل
وفي غرف مذهبة يدور بنا
ويبسم تبسم الايّام
اقسم انها الاغنى من العمر
ليالها مضت عبّود لن انسا
ولن انسا
ولن انسا
ولن انسا



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخالق
- الباريء
- بينالدانق واللؤلؤ
- السلام
- القوي
- الراوي
- تداعيات من القمة للسفح
- الاناشيد وتسبيحات الطيور
- الازميل وحفر الالواح
- نوافذ النسر
- جمرات لاذعة
- الزاجل والرسائل المنقوشة
- المرتحل
- الأناشيد وتسبيحات الطيور
- المحّارة ودرّة الأزمنة
- تمثال الشمع
- ثمار الرموز
- البحث عن المدينة الفا ضلة
- (الانكسار داخل القوقعة)
- الجذور واضطراب السنابل


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - الريشة واللوح