أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - (حوسها ولاتجلي عنهم)














المزيد.....

(حوسها ولاتجلي عنهم)


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5690 - 2017 / 11 / 6 - 15:32
المحور: كتابات ساخرة
    


تداول أهل القريه الحدث وأصبح حديث الصغار والكبار ... الخبر مفاده إن (عزيز) ابن صاحب الدكان الوحيد في قرية (أم خاجيه) (تحرش) بأحدى بنات القريه وأصبح لزاما على والده (الجلوه) جزاءا وفاقا لما أتى به ولده سيء التربيه من جريمه أخلاقيه , وبما أن الشيخ هو صاحب القرار الذي لايبت غيره في مثل هكذا أمور فقد بقي الجميع ينتظرون عودته من بغداد حيث يرافق شقيقه المريض بينما تبنى شقيقه الأخر تهدأة الأمور بالهدنه لحين وصوله سالما ... ضاقت الدنيا بما وسعت بوجه (أبو عزيز) فالخطر الذي يتهدده الأن يعني نهاية مصدر رزقه وما إكتسبه من وجاهه واحترام بين أهل القريه , (أم خاجيه) درت عليه المال لسنوات وأصبح له شأن عند أهلها الذين تميزوا بطيب المعشر والبراءه وتعدد مصادر الرزق وهو المنتفع الأول بعد الشيخ من كل واردات القريه من محصول (الرز العنبر) الى الأسماك التي تتميز أهوار القريه ونهرها المتفرع من الفرات بجودة نوعيتها وكبر حجمها الى طيور الماء التي برع الناس في صيدها , تمنى أن الله لم يخلق عزيز الذي وضعه فيما لايُحسدُ عليه , وفي دوامة القلق تلك عنت له فكره الأستنجاد بأهل العقل فقصد (الحجي) تاجر المدينه الذي يتعامل معه , إستقبله الرجل كالمعتاد رغم ماكان بادٍ عليه من الحيره وقص عليه كل ماجرى وعبر له عن مخاوفه من (حكم الجلاء) الذي سيحرمهما من خيرات تلك القرية الكنز , لم تظهر على أسارير التاجر الخبير أي علامة للأضطراب , بل طمأنه قائلا :
- (الحل سهل يبو عزيز ... حوسها ولاتجلي ) .
- (شلون حجي ؟)
- (خليها وراي وماعليك) .. ثم طلب منه أن ينام (القيلوله) ويعتبر المسأله منتهيه .
نهض الضيف الممحون من قيلولته ليجد صاحب الدار جالسا بالقرب منه منفرج السريره وطلب منه مصاحبته الى دار (المامور) , توجها نحو المقصود تصحبهما عربة دفع محمله بكيسين من الرز العنبر ومجموعه من الطيور الحيه وأسماك كبيره من نوع (الكطان) والى جانبهما أحد عمال (الحجي) يقود خروفين , دخلا الدار وبعد السلام والسؤال الروتيني قال الحجي :
(حضرة المامور هذا الرجل الذي يرافقني جاءك بهدايا من شيخ {ام خاجيه} وهو يعتذر عن عدم الحضور للسلام لأنه في بغداد وأسمح لي أن أرسل له جهاز {راديو} على إعتباره هديه منك للشيخ) .
شكرهما الرجل وحَملَهما السلام , وحال عودتهما لدار التاجر أخرج علبه كارتون متوسطة الحجم وأخرى أصغر منها وسلمهما الى أبو عزيز مشيرا الى اكبرهما على انها (راديو) والأخرى (بطاريه) ثم أمره بالعوده للقريه وتسليم الهديه للشيخ على ان يُخبره إنه (سد غيبته ) بتقديم هديه ( للمامور الجديد) وإن الأخير هو من أرسل (الراديو) .
عاد ابو عزيز للقريه وصادف وصول الشيخ وكان السباق لداره مستصحبا معه تحفة ذلك الزمان مهنئا بسلامة الوصول ومطمئنا على صحة المريض , وأخبره بما قام به من واجب زيارة المامور وتقديم الهدايا له وقد حمله بتلك الهديه ثم فتح العلب وربط البطاريه بالراديو حسب إرشادات (الحجي) وجلجل صوت (هنا لندن).
في اليوم التالي تقاطرأهل (أم خاجيه) على مضافة الشيخ ليجدوه منشغلا عن جمعهم (ببو الكالات) كما اتفقوا على تسميته ... لم يحضر ابو عزيز فيما كان غريمه (أبو بدريه) يجلس الى جانب شقيق الشيخ صاحب الهدنه وكلاهما يريد فرصة للحديث حول (فضيحة) القريه وكلما قال المذيع (هنا لندن) ردد الشيخ (عشنا وشفنا يسولف بلندن ويسمعونه أهل أم خاجيه) ... وبعد طول أنتظار نفذ صبر شقيق الشيخ فنهض وجلس الى جانبه وأسره بالأمر فأغلق الجهاز طالبا من (أبو بدريه) الحديث .. وبعد أن أتم الرجل حديثه طلب تغريم ابو عزيز وإجلاءه فقال الشيخ :
(بويه المايدني زبيله محد يعبيله وانا ابيا بخت أجلي ابو عزيز , عمي بنيتك انفضحت بالقريه والأحسن تشيل وتسترها بعد ما ألك عيشه يمنا ... شتكولون يالربع , هز الجميع رؤوسهم علامة الموافقه ) !!!.
والأن أحبتي ماهو رأيكم بتسمية أحزاب السلطه بالعراق أحزاب (حوسها ولاتجلي عنهم ) ؟ ... أعتقد إن لكل منهم (حجي) يستشيره وسيمتصون غضب الناس بمشورة من يتحدث في لندن وواشنطن وعواصم الجوار ويسمعه أهل (أم خاجيه) .. فيعيدون إنتاج أنفسهم ثانية وثالثة وعاشره ...
وسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعد كل هذا العناء غباء ؟.
- كوردستان ليست (مسعوديه)
- أَبعِدوا نفاقكم عن ساحة الحسين ... إنها طاهره
- اللعبه
- الإِصلاح ...
- سلامة (جِلدَكْ) ياصديقي
- ما عدنه بخت (يحويها)
- متى سنجدهُ ... ؟؟
- رفحاء وما أدراك ما رفحاء
- إحذروهم فهم لايصدقون
- جماعة (إِكَعيم)
- الفضائيون والفضائيات
- شاعر في مستنقع الطائفيه
- بعد تحرير الموصل
- أخِرْ موديل
- البيئه والبيعه
- تصريحات
- نصف الموقف
- داعش والمناره
- مجرد أمنيات


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - (حوسها ولاتجلي عنهم)