أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العربية : بين الملكة والصناعة ..














المزيد.....


العربية : بين الملكة والصناعة ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5689 - 2017 / 11 / 5 - 23:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العربية : بين الملكة والصناعة ..

مروان صباح / رغم إجتهاد مستشرقون العالم ومحاولاتهم المتكررة ، في أضعاف اللغة العربية ، تارةً ، من خلال تغيبها عن اَهلها ، وأطواراً ، من خلال التجريح في امكانياتها ، ظلت اللغة العربية عصية عليهم ، فالعربية ، لا يدرك معانيها أو مقاصدها ، سوى من كانت رضعته الأولى ، بالعربي ، والعرب المعاصرون ، بينوا الفارق بين من يمتلك ، ملكة اللغة ، أو حسب التعبير الخلدوني ، الملكة اللغوية ، وبينما ، من أمتلك صناعتها ، وهنا الفارق كبير ، لأن ، اللغة الصناعية ، أشبه بالتوريطية ، تورط صاحبها ، بتفسيرات ، مقلوبة المقاصد ، وللتشبيه الضروري ، المجتمع اللبناني ، يطلق على خادمة المنزل ، بالصانعة ، والفرق بين الملكة اللغوية والصناعية ، تماماً ، كَمَن استبدل ، الشدة بالفتحة على كلمة الأمّة ، فتُصبح ، أمَة ، أي صانعة أو جارية ، مملوكة ، عكس الحرة ، وللغة العربية ، أيضاً حصانة ، نعم ، تمتلك جدران منيعة ، لأي إضافة أو محاولات تغير أو لإعادة التشكل ، بل ، مهارتها ، تجلت عبر جملة حملات استعمارية ، استهدفت الأرض والإنسان واللغة ، لكن المفارقة ، سجل الإستعمار نجاحات واضحة ، في تغير معالم الحياة على الأرض ، ونجحَ في تشكيل الإنسان ، حسب مفاهيمه وأيضاً ، معايير العولمة ، إلا أن ، اللغة ، دائماً ، وقفت في وجه الاستعمار ، أيضاً صدت ، بعض من تواطأ من أهلها ، رافضة ، على الإطلاق ، فقدان مهارتها المعهودة .

وهنا المرء ، يخوض تجربة الاستعانة ، فيُشبه المجهول بالمعلوم ، فالعربية بات حالها معروف ، لكن ، اللغة الإنجليزية ، الأكثر انتشاراً ، في هذا الوقت ، وتعظيماً بين البشر ، طرأ عليها ، عديد من المتغيرات ، وهذه التغيرات ، تكشف عن ضعف مهارتها ، وتظهر أيضاً ركاكتها ، ليس فقط ، من خلال الطرق المتعددة ، التى يتحدث بها اَهلها ، بل ، شهدت اختصارات إلى حد، باتت الشكسبيرية ، غريبة عن مثقفيها ، أو يعتبرها البعض ، لغة أخرى ، رغم ، أن العصرالحديث ، شهد كتابات وشعر ، من النوع الثقيل ، كثافة في المعنى والخيال ، وضعف بالمكتوب ، وأيضاً ، ما يلفت الإنتباه ، وهو الأهم ، ذاك الحجم وتلك الكثافة ، لتداخل الإشارة إليها، التى باتت تُعفي ، من ينتمي لها ، التكلم في كثير من الأحيان ، وهذا يلاحظ ، بوضوح في الولايات المتحدة الأمريكية ، فالسود كانوا لمدة زمنية ، يتمتعون بخصوصية التفرد ، بهذه الحركات ، ومن الممكن للمرء ، أن يُطلق عليها ، إشارات اختصارية أو يعيدها إلى أصولها ، تعثر أوائل مهاجرون السود ، التحدث الإنجليزية ، الذي دفعهم إلى ابتكار إشارات وحركات ، تساعد في إيصال ، ما يرغبون قوله ، تماماً ، كمن لا يستطيع النطق ، فالغالبية العُظمى، يتبادلون تحية السلام أو مغادرة المكان ، عبر حركات اليد ، أو يستخدمون إشارات عن بعد ، من أجل الحصول على مشروبات أو غذاء ، بل تعج ، أماكن الملاعب المختلفة ، لهذه الإشارات ، ومن ناحية أخرى ، تتعالى هذه الاختصارات بين اللاعبين ، مع بعضهم البعض أو مع مناصريهم ، لكن ، هذا النمط ، لم يُقتصر على فئة السود ، بل ، تمدد أيضاً ، لتصبح إشارات شائعة بين البيْض ، توسعت وتسللت بهدوء ، تدريجياً ، عبر الإعلانات التجاريّة ، التى تُعّرض عبر الشاشة الصغيرة أو تلك الشاشات الكبيرة ، الممتدة ، على طول الطرقات ، الذي يكشف عن حجْم ، سهولة إختراق اللغة الإنجليزية ، بل ، رخاوة حصونها ، مكَنت مجموعات متنوعة ، تجهل أصول اللغة ، التأثير فيها ، بل ، غيرت قواعدها ، وأضافت وحذفت من قاموسها ، بشكل واسع ، وأيضاً ، شهدت مفرداتها ، التحلل ، ليس بشكل تدويري ، بل ، تحطيمي ، حيث ، أصبح الإختزال ، متداول ، والجملة الأصلية المختزلة ، مجهولة .

شهدت اللغة العربية أطوار مختلفة ، خضع العصر الجاهلي للحضارتين ، الفرس والبيزنطيون ، وأيضاً ، شهدت اللغة العربية ، عصر إمبراطورية أبناءها ، التى تمددت في معظم أرجاء المعمورة ، كما ، شهدت فترات طويلة ، لحكم مسلمون من غير العرب ، لكن بقت صامدةُ ، يتأثر بها الآخرون ، دون ، أن تسمح لأحد ، تحويلها ، هبلة .

لقد حاول الإستعمار عبر جملة مستشرقون ، كما أنه ، استعان بعديد ، من أبناء اللغة العربية ، محاولة تدّرِيج اللغة ، القصد ، اللغة الدّارجة ، slang ، المُحكاة والمتداولة ، بالطبع ، حسب كل دولة ، ومن بين المطالبين بتعميم اللهجة العامة ، هو ، أحد أهم شعراء العصر ، والذي اعتبره شخصياً ، إمتداد للشعراء العباسيين ، طالب ، مثقفون بلاده ، بالكتابة ، حسب المنطوق اللهجة اللبنانيّة ، لكن ، مهارة اللغة العربية ، أوصلها إلى نهاية الخيال ، ولكما ، حاول العابثون ، العبث فيها ، تعود إلى مهدها ، بعد محاولة دفعها إلى ، لحدّ ، لا أساس له ، لأنها ، لا تقبل الموت ، فهي خُلقت ، لتبقى ماهرة ، وللتقريب المفيد ، لو جئنا بجميع رساميِّ العالم ، وطُلب منهم ، رسم أبو البشرية أدم ، بالطبع ، سيتخيل كل رسّام ، وجه مختلف عن الأخر ، وقد أكون بين هؤلاء ، رغم أنني ، سأكون الوحيد بينهم ، لا علاقة لي بالرسم ، لكن ، سأرسم وجه أدم ، بخيالي الممتد وبتواضعي الفني ، على شكل قاموس ، فيه ، جميع الأسماء والوجوه ، وسأشطر الرأس إلى نصفين ، الأول ، سأضع من مستوى الحاجبين إلى الأسفل ، جميع ، وجوه رجال ونساء من وطأة أقدامهم هذه الأرض ، والجزء العلوي ، سأضع ، كل ما هو موجود من أسماء ، بالعالمين ، ومن هنا ، يكمن سر اللغة العربية ، بعلاقتها ، بلسان الإنسان الأول ، فمهما تخيل المتخيل ومهما امتاز المتميز ، بخياله ، سيقف ، في نهاية المطاف ، عند تلك النهاية ، التى سبقتها ، بداية البدايات . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة
- المثقف بين التعذيب والإنصاف ..
- إشكالية الإنسان التاريخية في الوصول للإنسانية / تاريخ بشري م ...
- تغيب الفكر عن مؤسسات الدول الإقليمية ، تأرجح طويل بين ردة ال ...
- متغيرات على الأرض ، تحديات مطلوب مواجهتها ، مصر السعودية وال ...
- برنامج اغتيال ابو حسن سلامة / قناة الجزيرة / اشكالية الاستقص ...
- القدس / تآكل الهوية الإسلامية وتعاظم الهوية اليهودية .
- غسان كنفاني ووديع حداد وبرنامج قناة الجزيرة بين إعادة الذاكر ...
- البداوة العربية تتفوق على المدنية الإسلامية
- هل البكاء أمام سُوَر البُراق / استبدل البراق إلى مبكى / أما ...
- بين العَلَمُ والشارب فقد العربي ذاته .
- تحالف المفكر وراعي البقر، والتحكم بشعوب العالم
- القوة الفكرية مقابل النارية
- نصيحة من كاتب عربي إلى الملك محمد السادس
- الدولة الفلسطينية بين التجميد والتحجيم
- الضحية والنجاة
- لماذا إبراهيم دون الآخرين .
- مروان صباح / ابو محمود الصباح ، صلاح خلف ، محمود درويش ، ابو ...
- الهتيف والسحيج والعريف
- حذف الأصل لصالح الصدى .


المزيد.....




- البيت الأبيض يتهم حماس بالمماطلة في المفاوضات بشأن الهدنة بغ ...
- ممثلة -مسد- في أمريكا تكشف لـCNN أهمية الاتفاق بين الشرع ومظ ...
- لمن ستكون السيطرة على حقول النفط بعد اتفاق الشرع وعبدي؟ سينا ...
- مشاهد لإجلاء الركاب من طائرة أمريكية مشتعلة بعد هبوطها
- ترامب يشيد بـ-محادثات مثمرة- مع بوتين في خضم جهود وقف إطلاق ...
- جدل حول زيارة رجال دين دروز للجولان وأهالي حضر يحذرون من -مخ ...
- الحرب في أوكرانيا - مجموعة السبع تدعم اقتراح وقف إطلاق النار ...
- الشيباني في بغداد لتعزيز علاقات البلدين
- باريس: وقف النار بداية لحل أزمة أوكرانيا
- وفد من مشايخ دروز سوريا يزور إسرائيل


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - العربية : بين الملكة والصناعة ..